سرطان الغدة الدرقية الحليمي هو أحد أنواع سرطان الغدة الدرقية الأكثر شيوعًا في العالم، وينشأ من خلايا الغدة الدرقية ذاتها، ويعتبر السرطان الحليمي في الغدة الدرقية في الأغلب ذو طبيعة بطيئة النمو وغير متطور بشكل سريع، مما يجعله منه واحدًا من أنواع السرطانات الأكثر قابلية للعلاج.
سرطان الغدة الدرقية الحليمي
يتسم السرطان الحليمي للغدة الدرقية بكونه أحد أنواع السرطانات التي تنمو بشكل بطيء، كما أن انتشار المرض محدود في الجسم، مما يجعله من أنواع السرطان الأكثر قابلية للعلاج، وبصفة عامة، فإن معدلات النجاة لدى مرضى سرطان الحليمي الغدة الدرقية مرتفعة جدًا مقارنة بأنواع السرطان الأخرى.
أعراض سرطان الغدة الدرقية الحليمي
هناك مجموعة من الأعراض التي يعاني منها مريض سرطان الغدة الدرقية الحليمي، وتستدعي التدخل الطبي العاجل، ومنها:
- ظهور كتلة أو انتفاخ في منطقة الرقبة، إذ يكون ملموسًا أو مرئيًا بوضوح في منطقة الغدة الدرقية، أو من الممكن أن يكون ثابتًا أو متغيرًا في الحجم، بالتالي يختلف من مريض إلى آخر.
- صعوبة في البلع أو الشعور بضيق في التنفس، نتيجة حدوث انتفاخ للغدة الدرقية يضغط على المريء أو الحنجرة، مما يؤدي إلى تلك المشكلة.
- ظهور تغيّرات في صوت المريض، ويميل بصورة أكبر إلى الخشونة من خلال ضغط الورم على الحبال الصوتية التي تؤدي بدورها إلى تغيّر صوت المريض.
- الشعور بآلام في منطقة الرقبة من خلال شكوى المريض بألم أو عدم راحة في منطقة الرقبة بسبب نمو الورم.
- حدوث تضخم في الغدة الدرقية بصورة واضحة.
- انتشار الورم إلى الغدد الليمفاوية في منطقة الرقبة.
انتشار سرطان الغدة الدرقية الحليمي
بما أن السرطان ينشأ من خلايا الغدة الدرقية، وعادةً ما ينتشر ببطء وتكون له طبيعة غير عدوانية، فهو يظهر نشاطًا فيما يخص انتشاره تدريجيًا، وتضمن تلك المراحل ما يلي:
- في معظم الحالات يبقى السرطان محصورًا في الغدة الدرقية نفسها، أو ينتشر إلى الغدد الليمفاوية المجاورة في الرقبة، ويُعرف هذا النوع باسم الانتشار المحلي، ويعد شائعًا ويستجيب للعلاج بصورة كبيرة.
- في بعض الحالات قد ينتشر السرطان إلى أعضاء أخرى في الجسم، مثل الرئتين أو العظام، ويُسمي هذا النوع باسم الانتشار البعيد، ويعد أقل شيوعًا وأكثر صعوبة في العلاج.
- هناك بعض الإحصائيات إلى أن حوالي 4% من مرضى هذا النوع من السرطان يعانون من انتشار الورم إلى أماكن أخرى خارج أو بعيدة عن الغدة الدرقية.
- بعض العوامل قد تزيد من خطر انتشاره، مثل حجم الورم الأصلي وسن المريض والتاريخ العائلي للسرطان.
مراحل سرطان الغدة الدرقية الحليمي
يتم تصنيف هذا النوع من السرطان إلى عدد من المراحل التي تعتمد على حجم الورم ومدى انتشاره إلى العقد الليمفاوية أو الأعضاء الأخرى، وتلك المراحل تساهم في تحديد خطة العلاج والتوقعات المستقبلية للمريض، إذ أن هناك أربع مراحل رئيسية له، وتتضمن:
- المرحلة الأولى: الورم يكون صغيرًا ، حيث يقل طوله عن 2 سم، ولا ينتشر إلى العقد الليمفاوية أو الأعضاء الأخرى.
- المرحلة الثانية: حجم الورم يتراوح ما بين 2 إلى 4 سم، ويقع داخل الغدة الدرقية، ولا ينتشر إلى العقد الليمفاوية أو الأعضاء الأخرى.
- المرحلة الثالثة: يكون الورم أكبر من 4 سم، ويكون قد انتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة، ولكنه لم ينتشر إلى الأعضاء البعيدة.
- المرحلة الرابعة: تنقسم إلى ثلاث مراحل فرعية، المرحلة IVA يكون الورم فيها قد انتشر إلى الأنسجة المجاورة للغدة الدرقية والعقد الليمفاوية القريبة، والمرحلة IVB التي ينتشر فيها الورم إلى الأوعية الدموية أو الأعصاب، والمرحلة IVC يكون الورم فيها انتشر إلى أعضاء بعيدة مثل الرئتين أو العظام
انواع سرطان الغدة الدرقية الحليمي
يعتبر هذا النوع من السرطان هو أكثر أنواع سرطان الغدة الدرقية شيوعًا، حيث يمثل حوالي 80% من حالات سرطان الغدة الدرقية، وهناك عدة أنواع فرعية منه، تتمثل في الآتي:
- النوع التقليدي: هو الأكثر شيوعًا، ويتميز بوجود أنوية غير طبيعية ذات مظهر شبيه بالزجاج، مما يعطيه خصائص مميزة تحت المجهر.
- النوع ذو الأنماط المتباينة: وهو يشبه من الناحية الهيكلية النوع الجريبي من سرطان الغدة الدرقية، ولكنه يشترك مع النوع الحليمي في بعض الخواص الجينية، ويعتبر أقل عدوانية من النوع التقليدي.
- النوع العمودي: يعتبر من أكثر الأنواع عدوانية مقارنة بالأنواع الأخرى، ويتسم بوجود خلايا أطول، وهو أكثر عرضة للانتشار إلى العقد الليمفاوية.
- النوع ذو الخلايا العملاقة: نوع نادر ويعتبر عدوانيًا ويتسم بوجود خلايا ذات أنوية بارزة.
- النوع الصلب: يعد نوعًا نادرًا نسبيًا، ويتميز بمناطق صلبة من الورم، ويعتبر أقل عدوانية من بعض الأنواع الأخرى.
- النوع العنيف: نوع نادر ولكنه عدواني، ويتميز بانتشار واسع داخل الغدة الدرقية، وغالبًا ما يرتبط بانتشار الورم إلى الغدد الليمفاوية.
علاج سرطان الغدة الدرقية الحليمي
توجد الكثير من خيارات علاج السرطان الحليمي في الغدة الدرقية، وتعتمد خطة العلاج على نوع وحجم وانتشار السرطان، وتتضمن طرق العلاج ما يلي:
- الحل الجراحي: عن طريق إزالة الغدة الدرقية بالكامل، وهو ما يُعرف باسم الاستئصال الكلي للغدة الدرقية، أو إزالة جزء من الغدة الدرقية، ومن الممكن اللجوء إلى إزالة الغدة الدرقية مع الغدد الليمفاوية المجاورة إذا انتشر السرطان إليها.
- العلاج الإشعاعي: العلاج بجرعات عالية من اليود المشع بعد الجراحة يساعد على قتل أي خلايا سرطانية متبقية.
- العلاج الدوائي: يتم استخدام أدوية لقمع إنتاج هرمون الغدة الدرقية، بالإضافة إلى بعض الأدوية التي تساعد على منع نمو وانتشار الخلايا السرطانية.
- المتابعة والرصد: يتم التأكد من عدم عودة السرطان أو انتشاره من خلال فحوصات دورية، وقد تشمل فحوصات الدم وصور الأشعة والمسح النووي
بصورة عامة تعتمد خطة العلاج على عدة عوامل، مثل نوع السرطان والمرحلة التي وصل إليها، بالإضافة إلى حجم الورم ومدي انتشاره، بجانب عمر المريض والحالة الصحية، ويتم وضع خطة العلاج الأنسب لكل مريض على حدى.
علاج سرطان الغدة الدرقية الحليمي بالاعشاب
هناك بعض الأعشاب والمكملات الغذائية التي قد تكون مفيدة في دعم العلاج التقليدي أو تحسين حياة المريض بجانب طرق العلاج المذكورة سلفًا، ولكنها ليست بديل عنها، ومن بين الأمثلة على ذلك ما يلي:
- عشب البحر: يعتبر أحد المصادر الغنية باليود وأحد العناصر التي يحتاج إليها الجسم لصنع هرمونات الغدة الدرقية.
- البابونج: شاي البابونج أحد الأعشاب الفعّالة في علاج سرطان الغدة الدرقية بشكل عامة بحسب بعض الأبحاث التي قد تم إجراءها
- حويصلة فوكس: أحد الأعشاب البحرية التي ثبت فوائدها الصحية لمريض سرطان الغدة الدرقية.
- شاي الأعشاب: أحد المصادر الغنية باليود، وتم إجراء بعض البحوث لمعرفة هل ما إذا كان يمكن استخدامه لمنع وتخفيف الآلام وعلاج السرطان، بسبب احتوائه على بعض الخواص المضادة للسرطان.
- الكركم: يعتبر من الأعشاب الفعالة في علاج الالتهابات والحد منها، وتجنب الإصابة بقصور في الغدة الدرقية.
لابد من استشارة الطبيب قبل تناول أي أعشاب أو مكملات غذائية، إذ يمكن أن تتداخل مع العلاج التقليدي أو تسبب آثار جانبية غير مرغوب فيها.
نسبة الشفاء من سرطان الغدة الدرقية الحليمي
بالنسبة للمرضى الذين تم تشخيصهم في المراحل المبكرة من المرض، فإن نسب الشفاء تكون مرتفعة للغاية، وتصل معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات إلى 98% من الحالات في تلك المرحلة.
أما بالنسبة للحالات الذين لديهم انتشار للسرطان إلى أماكن أخرى في الجسم، فإن نسب الشفاء تكون أقل ولكنها لا تزال جيدة نسبيًا، إذ تصل معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات تتراوح ما بين 80 إلى 90%.
ختامًا، سرطان الغدة الدرقية الحليمي بطيء النمو وغير عدواني مقارنة بأنواع السرطان الأخرى، وعند ظهور أية علامات أو أعراض لابد من التوجه إلى مركز أمراض الدم والأورام، حيث يقوم الأطباء بإجراء تشخيص وفحص على أعلى مستوى، وتحديد طريقة العلاج المناسبة وفقًا لنتيجة الفحص.
