يعتبر سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي من أنواع السرطانات الشائعة، فهو يأتي في المرتبة الثانية لأكثر أنواع سرطان الجلد انتشارًا وشيوعًا، يبدأ في الطبقة الخارجية من الجلد، وينشأ من نمو جلدي سرطاني يطلق عليه اسم التقرن الاكتيني، كما يؤثر على مناطق وأجهزة مختلفة من الجسم، منها الوجه، الشفتين، عنق الرحم والكثير من الأعضاء الأخرى، وفيما يلي نتعرف على المزيد من المعلومات حول هذا المرض.
ما هو سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي؟
سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي هو نوع شائع من سرطان الجلد، ينشأ في الخلايا الحرشفية، وهي الخلايا الموجودة بين الطبقتين الوسطى والخارجية من الجلد.
يعتبر هذا النوع من أنواع السرطانات غير مهدد للحياة، ولكنه إن لم يُعالج بالشكل الطبي الصحيح، فقد يُعرض صاحبه لمشاكل صحية خطيرة، خاصًة مع كِبر حجم الخلايا المصابة أو انتقالها إلى باقي أجزاء الجسم.
عادة ما يظهر المرض في مناطق الجسم الظاهرة والمُعرضة للشمس، فهو من ضمن الأمراض بطيئة النمو، وعلى الرغم من ذلك، فقد ينتشر إلى العدد الليمفاوية، العظام، الأنسجة وغيرها الكثير من أجزاء الجسم الأخرى، ولكن مع اكتشاف المرض بشكل مبكر والخضوع للعلاج المناسب، قد يتم السيطرة عليه ومنعه من إصابة المريض بأية مضاعفات خطيرة.
أسباب سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي
ينتج سرطان الخلايا الحرشفية عند تغيير تركيبة الحمض النووي للخلايا الحرشفية، والتي تحتوي على حمض يؤدي تلفه إلى حدوث اضطرابات خطيرة وطفرات في الجينات المسؤولة عن تثبيط الورم في الجسم أو في الخلايا الحرشفية بعينها.
هذا الأمر الذي يؤدي إلى تكاثر ونمو الخلايا بصورة سريعة، ومن ثم الإصابة بالمرض، وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بـ سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي، من أبرزها ما يلي:
- التعرض المباشر والمستمر لأشعة الشمس خاصًة الضارة منها.
- الإفراط في استخدام أجهزة تسمير البشرة.
- العوامل الوراثية ووجود تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض.
- الضعف الشديد في المناعة والإصابة بالأمراض المناعية المختلفة، مثل الإيدز وغيره من الأمراض الأخرى.
- الإفراط في التعرض للمواد الكيميائية المختلفة، مثل الزرنيخ والقطران وغيرها.
- التدخين بشراهة.
- الإصابة بأمراض جلدية أو وجود ندبات خطيرة في أماكن كثيرة ومختلفة من الجلد.
- الإصابة ببعض الفيروسات الخطيرة، ومنها فيروس الورم الحليمي البشري.
أعراض سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي
يظهر سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي في شكل مجموعة من الأعراض أو العلامات التي قد تختلف من مريض إلى آخر، ويظهر أيضًا في المناطق الأكثر عرضة للشمس، ولكنه في بعض الحالات ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتتمثل هذه الأعراض فيما يلي:
- بقع حمراء منها ما هو متقشر ومنها ما هو دائري.
- آفات جلدية ونتوءات صلبة.
- كتل صلبة تظهر على شكل قبة.
- شامات جلدية جديدة أو تغير في شكل الشامات الموجودة.
- تغيّر في لون الجلد إلى اللونين الأحمر أو الوردي.
- قرحة لا تلتئم في مواضع مختلفة من الجلد.
- نزيف متقطع وقد يستمر لفترة من الوقت.
- ندبة حمراء شديدة الصلابة.
- توسع ملحوظ في شعيرات الجسم المختلفة.
مضاعفات سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي
سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي من الأمراض الخطيرة التي تحتاج إلى الاكتشاف المبكر؛ حتى لا تؤدي إلى خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة للغاية قد يصعب التعامل معها، وتتمثل هذه المضاعفات فيما يلي:
- الانتشار في الأنسجة المجاورة، مثل العضلات، الأنسجة الموجودة تحت الجلد وغيرها الكثير من المناطق الأخرى.
- حدوث تغيّرات تجميلية في الجلد والإصابة بتشوهات خطيرة.
- وصول المرض إلى الغدد الليمفاوية، ومن ثم زيادة تفشي السرطان بشكل يصعب علاجه.
- سوء الحالة النفسية للمريض، والشعور بالاكتئاب والتوتر والقلق.
- زيادة خطر الإصابة بأنواع أخرى من السرطان، وبالتحديد سرطان الجلد القاعدي وسرطان الجلد الميلانوما.
- ضعف المناعة وعدم القدرة على القيام بالأنشطة أو الأعمال اليومية.
- التعرض للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي، ومن ثم الإصابة بالتأثيرات الجانبية الناتجة عنه.
تشخيص سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي
يعتمد تشخيص سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي على مجموعة من الفحوصات والإجراءات الطبية الهامة والضرورية، بحيث يتم تقييم حالة المريض ومن ثم الوصول به إلى العلاجات الطبية المناسبة لحالته، وتتمثل طرق التشخيص فيما يلي:
- الفحص السريري: يبدأ الطبيب المعالج بفحص المريض بعناية، وذلك بعدما يتأكد من التاريخ الطبي للمريض؛ لكي يقوم بالكشف عن أية شامات أو نتوءات غريبة في أي موضع بالجلد.
- إجراء خزعة: عند اكتشاف الطبيب المعالج لأي شامة أو آفة جلدية، يُنصح بأخذ خزعة أو عينة من موضع الإصابة، ثم إجراء التحاليل اللازمة؛ للتأكد من نوعية السرطان وتحديد طرق العلاج الصحيحة.
- التصوير بالأشعة: بعد التأكد من إصابة المريض بالسرطان، لابد من إجراء التصوير بالأشعة وتحديدًا السينية منها؛ لكي يتم تقييم مدى انتشار السرطان في أجزاء الجسم المختلفة، والتأكد من عدم وصوله إلى الغدد الليمفاوية أو الأنسجة القريبة من المكان موضع الإصابة.
- التنظير الداخلي: يقوم الطبيب المعالج باستخدام المنظار في الفحص؛ لكي يتم فحص الحلق والأنسجة المحيطة بالفم، خاصًة مع وجود آفات غريبة أو تغيّر لون الجلد بهذه المنطقة.
علاج سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي
علاج سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي يتم تحديده بناءًا على موضع الورم وحجمه، عمر المرض، ومدى انتشار السرطان في أجزاء الجسم المختلفة، ويلجأ الطبيب المعالج إلى العديد من العلاجات والطرق، بحيث يتم تخفيف حدة المرض والحفاظ على المريض من أية مضاعفات خطيرة، وتتمثل طرق العلاج في الآتي:
- الاستئصال الجراحي: يلجأ العديد من الأطباء إلى الاستئصال الجراحي، بحيث يتم إزالة الجزء المُصاب أو المنطقة المحيطة به.
- التجفيف الكهربائي: يعتمد هذا النوع من العلاج على الكشط، ثم تدمير الخلايا المصابة عن طريق الكي أو التجفيف الكهربائي.
- العلاج الإشعاعي: يعتمد هذا النوع من العلاج على تسليط الأشعة الفوق بنفسجية على موضع الإصابة؛ حتى يتم القضاء النهائي على السرطان، ويلجأ إليه بعض الأطباء بعد العلاج الجراحي.
- العلاج بالتبريد: يتم استخدام سائل النيتروجين في تدمير الخلايا المصابة، وتتم على عدة جلسات؛ حتى يتم القضاء النهائي على المرض.
- العلاج الكيميائي: يلجأ إليه العديد من الأطباء ولكن مع تدهور حالة المريض، والوصول بالمرض إلى مرحلة متقدمة.
كيف يمكن الوقاية من سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي؟
بنصح الأطباء المتخصصين بمجموعة من الإرشادات أو النصائح للوقاية من خطر الإصابة بـ سرطان الخلايا الحرشفية، وتتمثل هذه النصائح فيما يلي:
- وضع كمية كافية من واقي الشمس على الجلد قبل الخروج.
- عدم التعرض لأشعة الشمس الضارة بشكل مباشر ولفترة طويلة من الوقت.
- فحص الجلد بشكل دوري ومراجعة الطبيب المعالج عند ظهور أي شامة أو آفة.
- استخدام معدات الحماية اللازمة عند التعامل مع المواد المشعة أو الضارة على الجسم والجلد.
- تجنب التدخين والتبغ بكل منتجاته
- تناول الخضراوات والفاكهة وغيرها من الأطعمة الغنية بالمواد المضادة للأكسدة.
- ترطيب الجلد بشكل مستمر باستخدام الكريمات الطبية والتي ينصح بها الأطباء المتخصصين.
يعتبر سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي من الأنواع الخطيرة التي قد تؤدي إلى الوفاة إذا تم إهمالها، لذا، لابد من استخدام كافة الإجراءات الوقائية ومراجعة الطبيب بشكل دوري خاصًة مع وجود تاريخ وراثي بالإصابة بذلك المرض، ويعتبر مركز أمراض الدم والأورام من أفضل المراكز الطبية التي يمكن اللجوء إليها؛ لإتخاذ التدابير اللازمة في حال الإصابة بالمرض.