سرطان الدم النقوي المزمن هو أحد أنواع سرطان الدم الذي يظهر في الخلايا الجذعية في نخاع العظم، فقديمًا كان هذا المرض خطير، ويمكن أن يهدد حياة المريض، أما الأن وبفضل العلاجات المبتكرة التي اكتشفها الأطباء، يمكن علاج هذا المرض والشفاء منه، وفي المقال سنتعرف على أهم المعلومات التي تخص هذا المرض بالتفصيل.
ما هو سرطان الدم النقوي المزمن؟
هو نوع من أنواع سرطان الدم الذي يظهر في كريات الدم البيضاء، وله العديد من المسميات الأخرى، مثل ابيضاض الدم النقوي المزمن أو سرطان المحببات المزمن، أو اللوكيميا النخاعية المزمنة، يبدأ هذا السرطان في الخلايا النخاعية المكونة للدم أو في الخلايا الجذعية في نخاع العظم.
قديمًا كان هذا المرض يهدد حياة العديد من الأشخاص، ولكن بفضل تقدم العلم، لم يعد هذا النوع من السرطان خطرًا، حيث ظهرت العديد من العلاجات التي ساعدت في علاج العديد من الحالات المرضية.
يحدث هذا النوع من السرطان مع البالغين أكثر من الأطفال، ويتطور ببطء في الدم ونخاع العظم، وبالتالي فهو من الأمراض الكامنة التي قد لا يلاحظها المريض إلا في حال القيام ببعض الفحوصات والأشعة والتي تكشف إصابته بالمرض.
مراحل سرطان الدم النقوي المزمن
يتم تحديد المرحلة التي وصل إليها المرض بقياس نسبة الخلايا المريضة إلى الخلايا السليمة في الدم أو نخاع العظم، حيث أنه كلما ارتفعت نسبة الخلايا المريضة، كان ذلك إشارة إلى تقدم المرحلة، تشمل مراحل ابيضاض الدم النقوي المزمن ما يلي:
- المرحلة المزمنة: هي أولى المراحل التي يمر بها المريض، وتكون فيها استجابة المريض للعلاج مرتفعة.
- المرحلة المتسارعة: هي مرحلة انتقالية، تظهر عندما تزداد شراسة المرض.
- المرحلة الأرومية: هي مرحلة عنيفة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.
أعراض سرطان الدم النقوي المزمن
يمكن ألا يعاني المريض من أي أعراض خلال السنوات الأولى من إصابته، وعادة ما تبدأ الأعراض في الظهور خفيفة، وتزداد شدة بمرور الوقت، وتشمل أعراض سرطان الدم النخاعي المزمن الشائعة ما يلي:
- الحمى.
- التعب والإرهاق.
- ضيق التنفس.
- التعرق الليلي.
- الشعور بالشبع.
- الضعف العام.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- انتفاخ البطن وعدم الراحة في الجزء العلوي الأيسر من البطن.
تعرف أكثر على سرطان الدم النخاعي
أسباب الإصابة بسرطان الدم النقوي المزمن
تحدث اللوكيميا النخاعية المزمنة نتيجة تغيير جيني في الخلايا الجذعية، حيث تعطي الجينات المتحورة الخلايا تعليمات جديدة، تؤدي إلى تكوّن سرطان الدم النخاعي المزمن، وهذه التعليمات تكون كالتالي:
- يعطي جين BCR-ABL المتغير تعليمات جديدة للخلايا الجذعية النخاعية.
- تصنع الخلايا الجذعية نسخة غير طبيعية من إنزيمات التيروزين كيناز، الوظيفة الأساسية لهذه الإنزيمات هي إدارة نمو الخلايا أي أنها تعمل كمفاتيح “تشغيل” و”إيقاف”.
- إنزيمات التيروزين كيناز الجديدة لا تحتوي على مفتاح “إيقاف”، بالتالي لا يمكن إيقاف انقسام الخلايا الجذعية النقوية في نخاع العظم.
- تتكاثر هذه الخلايا بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
- بمرور الوقت تبدأ الخلايا الجذعية النخاعية الجديدة وغير الطبيعية في الإنقسام والتكاثر في نخاع العظم بشكل لا يمكن السيطرة عليه، مما يؤدي إلى تكوين كميات كبيرة من خلايا الدم البيضاء غير الناضجة.
- في النهاية تتراكم هذه الخلايا في نخاع العظم، مما يجعل من الصعب تكوين خلايا الدم الحمراء الطبيعية وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية.
عوامل خطر تزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم النقوي المزمن
توجد بعض عوامل الخطر التي يؤدي تواجد أي منها إلى ارتفاع احتمالية الإصابة بهذا النوع من السرطان، ومن هذه العوامل:
- الجنس: الرجال أكثر عرضه للإصابة بابيضاض الدم (لوكيميا) النقوي المزمن من النساء.
- التقدم في السن: هذا المرض شائع بصورة كبيرة مع كبار السن والبالغين أكثر من الاطفال.
- التعرض للإشعاع: تزيد فرصة الإصابة بسرطان الدم النقوي المزمن في حال كان المريض يستخدم العلاج الإشعاعي.
تشخيص سرطان الدم النخاعي المزمن
في حال اشتبه الأطباء في إصابة المريض بمرض سرطان الدم النقوي المزمن، فإنهم على الفور يقومون بإخضاع المريض للعديد من الفحوصات الطبية والاختبارات، والتي تتضمن:
- اختبارات الكروموسوم أو الجينات: تساعد هذه الاختبارات في تحليل التركيب الجيني للخلايا الغير طبيعية.
- تعداد الدم الكامل: يساعد هذا الاختبار في التحقق من وجود مستويات عالية من خلايا الدم البيضاء، كما يكشف عن مستويات خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية.
- خزعة من نخاع العظم: يتم هذا الفحص عن طريق أخذ عينة من نخاع العظم بواسطة إجراء يسمى خزعة نخاع العظم، يستخدم هذا الإجراء لتحديد نوع سرطان الدم، كما يستخدم للتأكد من الإصابة بسرطان الدم.
- الموجات فوق الصوتية: هو أحد الفحوصات التي يطلبها الأطباء للكشف عن حجم الطحال؛ لأن الطحال المتضخم يمكن أن يشير إلى وجود سرطان الدم النخاعي المزمن.
- التصوير المقطعي المحوسب: يستخدم لتحديد ما إذا كان سرطان الدم النخاعي المزمن يؤثر على أجزاء أخرى من الجسم او لا.
تعرف أكثر على نسبة نجاح عملية زرع النخاع لمرضى سرطان الدم
علاج سرطان الدم النقوي المزمن
توجد العديد من الخيارات المتاحة لعلاج مرض سرطان الدم النقوي المزمن، والتي يتم الاختيار بينها حسب المرحلة التي وصل لها المريض، ومن أهم هذه الخيارات العلاجية:
1- العلاج الدوائي الموجه
هي عبارة عن مجموعة من العلاجات التي تهاجم الخلايا السرطانية، بدون أن تؤثر على خلايا الدم الأخرى، وأحيانًا تسبب هذه العلاجات بعض الآثار الجانبية، مثل الغثيان، الطفح الجلدي، آلام وتشنج العضلات، الإسهال، والشعور بالتعب.
2- زراعة نخاع العظم
هي من الحلول النهائية التي تستخدم للقضاء على هذا النوع من سرطان الدم، هذه العملية من العمليات الخطيرة التي لا يتم اللجوء اليها الا عند الحاجة لها.
3- العلاج الكيميائي
هو من العلاجات الفعالة في القضاء على السرطان، لذا فهو يستخدم مع الحالات المتقدمة، وهو يعمل على القضاء على الخلايا السرطانية سريعة التكاثر، ولكن على الجانب الآخر، يمكن أن يؤثر على حالة المريض، فمن آثاره الجانبية الشعور بالتعب، الطفح الجلدي وزيادة التعرض للعدوى.
مضاعفات سرطان الدم النقوي المزمن
توجد العديد من المضاعفات التي يمكن أن يعاني منها المريض في حال اهماله للعلاج، وعلى رأس هذه المضاعفات:
- فقر الدم، والذي يمكن أن يعاني منه المريض إذا لم يكن لديه ما يكفي من خلايا الدم الحمراء.
- تضخم الطحال.
كذلك يمكن للمريض الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات، فقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أن الأشخاص المصابون بسرطان الدم النخاعي المزمن هم أكثر عرضة للإصابة بأنواع أخرى من السرطان، حيث أن حوالي 30% من الأشخاص المصابين بسرطان الدم النخاعي المزمن يصابون بسرطانات أخرى، مثل:
- سرطان الأمعاء الدقيقة.
- سرطان الغدة الدرقية.
- سرطان المعدة.
- سرطان الرئة.
- سرطان البروستات.
،في النهاية مقال سرطان الدم النقوي المزمن، يمكن القول أنه من أنواع السرطان العنيفة التي كان يصعب التغلب عليها قديمًا، ولكن بتقدم العلم أصبح من الممكن التغلب عليها والتحكم في أعراضها، يتم تشخيص هذا المرض بالعديد من الطرق وأدقها هي الاختبارات الجينية التي تظهر فحصاً دقيقاً للكروموسومات الجسم.
إليك المزيد من المعلومات عن نسبة الشفاء من سرطان الدم النقوي الحاد
