سرطان الخلايا الحرشفية هي أحد أنواع سرطانات الجلد الشائعة، ويظهر هذا النوع من السرطان على الخلايا الرقيقة السطحية للبشرة، وفي هذا المقال سنجيب على بعض الأسئلة الهامة، مثل هل سرطان الخلايا الحرشفية خطير، وكيف يتم علاجه، وما هي طرق التشخيص المتبعة في مركز أمراض الدم والأورام لعلاج السرطان.
سرطان الخلايا الحرشفية
قبل أن نجيب على السؤال الرئيسي في المقال وهو هل سرطان الخلايا الحرشفية خطير، دعونا أولًا نتعرف على هذا المرض عن قرب، المرض معروف بالإنجليزية باسم Squamous Cell Carcinoma، هو نوع من أنواع سرطانات الجلد التي تنشأ في الخلايا الحرشفية، والتي تشكل الطبقة الخارجية من الجلد، وهو ثاني أكثر أشكال سرطان الجلد شيوعًا بعد سرطان الخلايا القاعدية.
يمكن أن يتطور سرطان في أي جزء من الجسم، ولكنه يوجد في أغلب الأحيان في المناطق المعرضة للشمس، مثل الوجه، الرقبة، الأذنين واليدين، ويعد فهم أعراض وعوامل خطر الإصابة بالمرض أمرًا في غاية الأهمية؛ لأنه يساهم في الإكتشاف المبكر والعلاج، مما يحسن من فرص التعافي.
هل سرطان الخلايا الحرشفية خطير؟
على الرغم من أن سرطان الخلايا الحرشفية يعتبر بشكل عام أقل عدوانية من بعض أنواع سرطانات الجلد الأخرى، إلا أنه لا يزال يشكل خطرًا ملموسًا في حال تُرك بدون علاج، والخطر هنا يتمثل في:
- إمكانية نمو وانتشار المرض: حيث يمكن أن تنمو الخلايا الجذعية السرطانية بسرعة كبيرة، وتغزو الطبقات العميقة من الجلد والأنسجة القريبة، وفي بعض الحالات، يمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك العقد الليمفاوية والعظام وبعض الأعضاء.
- زيادة المخاطر نتيجة تأخير العلاج: كلما طال مدة بقاء السرطان دون علاج، كلما زاد خطر أن يصبح علاجه أكثر صعوبة، حيث يمكن لعلاجات سرطان الخلايا الحرشفية المتقدمة أن تسبب ندوب وتشوهات في البشرة.
- ارتفاع معدل الوفيات في الحالات الشديدة: على الرغم من ندرة حدوث الوفيات في هذه الحالة، إلا أن عدم علاج المرض يمكن أن يتسبب في ظهور مضاعفات تهدد الحياة، خاصًة إذا انتشر الورم ووصل إلى الأعضاء الحيوية.
كيف يتم تشخيص سرطان الخلايا الحرشفية؟
بعد أن أجبنا على سؤال هل سرطان الخلايا الحرشفية خطير، دعونا نتعرف على طرق تشخيص هذا المرض، والذي عادة ما يشمل تشخيصه مزيجًا من الفحص البدني والخزعة، حيث يتم على النحو التالي:
- الفحص البدني: فيه يقوم الطبيب بفحص المريض عن قرب ومراقبة البقع التي بدأت بالظهور على بشرته.
- الخزعة: أحيانًا وفي حال وجد الطبيب بقعة ما مشبوهة في جسم المريض، فإنه يقوم بأخذ خزعة، وهي عبارة عن عينة صغيرة من الأنسجة المصابة، بعد ذلك يقوم الطبيب بإرسالها إلى المختبر لتحليلها، والتأكد من وجود خلايا سرطانية أولًا.
لا يساعد التشخيص المبكر في علاج المرض بشكل فعال فحسب، بل يساعد أيضًا في منع انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.
طرق علاج سرطان الخلايا الحرشفية
بعد أن تعرفنا على جواب هل سرطان الخلايا الحرشفية خطير، وعرفنا أنه خطير إذا لم يأخذ المريض العلاج المناسب والموصى له في هذه الحالة، دعونا نتعرف على خيارات العلاج المتاحة.
يعتمد اختيار علاج السرطان على عوامل مختلفة، تشمل حجم الورم وموقعه في الجسم وعمقه، بالإضافة إلى صحة المريض العامة، ومن هنا يضمن مركز أمراض الدم والأورام حصول المريض على العلاج الأنسب والأفضل لحالته، مما يحسن فرصة شفائه بصورة تامة من المرض، وخيارات العلاج المتاحة تتمثل في التالي:
- العلاج بالتجميد: يمكن علاج بعض الحالات المصابة بالسرطان باستخدام النيتروجين السائل، مما يؤدي إلى قتل الخلايا عن طريق تجميدها، وهذا مفيد بشكل خاص لعلاج آفات الجلد الصغيرة والسطحية، أو عندما لا تكون الجراحة خيارًا متاحًا، وأحيانًا ويمكن الجمع بين التجميد وعلاج الكشط الذي يزيل سطح سرطان الجلد.
- العلاج الإشعاعي: يُستخدم العلاج الإشعاعي حزمًا عالية من الطاقة، مثل الأشعة السينية والبروتونات التي تقتل الخلايا السرطانية عن طريق تعطيل الحمض النووي الخاص بها، ومن خلال تركيز الحزم على المنطقة المستهدفة، يمكن إعطاء العلاج الإشعاعي بعد الجراحة؛ للمساعدة في تقليل فرصة تكرار المرض.
- الكشط والتجفيف الكهربائي: فيه يقوم الطبيب المختص بحك الكتلة السرطانية بأداة تشبه الملعقة، ثم يقوم بعد ذلك بحرق المنطقة بإبرة كهربائية.
- الاستئصال الجراحي للأنسجة المصابة: هنا يقوم الطبيب بإزالة الآفة السرطانية والجزء المحيط بها من الجلد السليم، وهذا يساعد على تقليل خطر تكرار الإصابة.
- العلاجات الموضعية: تعتبر الكريمات والمراهم الطبية خيارًا فعالًا لعلاج الخلايا الخبيثة الأقل عمقًا، كما أنه خيار فعال في حال لم تكن الجراحة ممكنة.
- جراحة موس: جراحة موس هي إحدى خيارات العلاج الفعالة، وفي هذه الجراحة يقوم الطبيب باستئصال طبقات رقيقة من الجلد المصاب بالسرطان، وهذه الطريقة هي الأكثر شيوعًا لسرطانات الوجه؛ لأنه يقلل من الندب التي تظهر على البشرة كما أنه طريقة مؤكدة لخلو جميع الأنسجة من السرطان.
علاج سرطان الخلايا الحرشفية المنتشر
من النادر أن ينتشر سرطان الخلايا الحرشفية إلى العقد الليمفاوية وإلى مناطق أخرى من الجسم، وإذا حدث ذلك فهناك علاجات خاصة مصممة للمساعدة في منع انتشار السرطان ونموه وهي:
1- العلاج الموجة
قد يوصي طبيب الأورام بالعلاج الموجه والذي يعمل على الاستفادة من العيوب الجينية والجزيئية داخل الخلايا السرطانية، فيعمل على تقليص حجم الورم والقضاء عليه، يمكن النظر في أدوية العلاج الموجه بعد العلاجات الأخرى أو عندما تكون العلاجات الأخرى غير ممكنة.
2- العلاج الكيميائي
تم تصميم أدوية العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية، ويمكن إعطاء العلاج عن طريق الفم أو الوريد، جرعات هذا العلاج يحددها الطبيب بعناية حسب وزن المريض ومرحلة السرطان الذي وصل إليها.
3- العلاج المناعي
هو علاج دوائي يعمل على مساعدة الجسم على مقاومة السرطان، حيث تنتج بعض الخلايا السرطانية بروتينات تهرب من الجهاز المناعي، بالتالي لا تهاجم المناعة السرطان، وهنا يأتي دور العلاج المناعي، حيث تعمل أدوية العلاج المناعي على تعطيل عملية الهروب من السرطان.
بذلك نكون قد تعرفنا على خيارات العلاج المتاحة في حال انتشار سرطان الخلايا الحرشفية في الجسم، وأجبنا أيضًا على سؤال هل سرطان الخلايا الحرشفية خطير.
الوقاية من سرطان الخلايا الحرشفية
بعد أن أجبنا على سؤال هل سرطان الخلايا الحرشفية خطير، لنتعرف على طرق الوقاية من الإصابة بالمرض، والتي يمكن ان تؤثر بشكل كبير في احتمالية الإصابة بالمرض على المدى البعيد أو حتى القريب، ومن ضمن هذه النصائح ما يلي:
- تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس.
- الحد من استخدام أسرة التسمير.
- الاهتمام باستخدام واقي الشمس عند الخروج في الأوقات المشمسة.
- من الضروري ارتداء الملابس والإكسسوارات الواقية من الشمس بما في ذلك النظارات الشمسية والقبعات والملابس الطويلة التي تغطي الجسم من الشمس.
- التوقف عن التدخين.
- الحد من التعرض للمواد الكيميائية المختلفة.
في الختام، وبعد أن تعرفنا على إجابة سؤال هل سرطان الخلايا الحرشفية خطير، واكتشفنا أنه يمكن اعتبار هذا السرطان خطير في حال لم يحصل المريض على العلاج المناسب، من هنا، وحتى لا يصل المريض إلى مرحلة الخطورة، ننصح جميع المرضى بالذهاب إلى مركز أمراض الدم والأورام من أجل الحصول على العلاج المناسب والتشخيص المثالي.
