سرطان الخلايا الحرشفية من أكثر الأنواع الشائعة السرطانات التي تصيب الخلايا الرقيقة المسطحة التي تغطي الطبقة الخارجية للجلد، والتي تُعرف باسم الخلايا الحرشفية، يصاحب هذا النوع من السرطان مجموعة من الأعراض الجانبية، والتي تختلف شدتها من مريض إلى آخر، وتجنب العوامل المسببة للإصابة به يقلل كثيرًا من فرص الإصابة، ومزيد من التفاصيل حول المرض، أعراضه، مضاعفاته، طرق الوقاية والعلاج، نتعرف عليها من خلال المقال التالي.
سرطان الخلايا الحرشفية
يبدأ سرطان الخلايا الحرشفية نتيجة لنمو غير طبيعي للخلايا الحرشفية بشكل يصعب السيطرة عليه، والخلايا الحرشفية هي عبارة عن خلايا رقيقة، مسؤولة عن تكوين الأغشية التي تبطن أعضاء الجسم أو طبقة الجلد الخارجية.
بالرغم من شيوع الإصابة به في الجلد، إلا أن انتشاره قد يصل إلى بعض الأجزاء الأخرى من الجسم، مثل الفم، الرئة، المريء والمهبل، حيث يُعرف بانتشاره السريع في حالة التأخر في علاجه بالرغم من تطوره البطيء نسبيًا.
يتطور السرطان ببطء في المراحل الأولى له، ومع التقدم في مراحل السرطان، يزداد شراسة وعدوانية، وفي أغلب الحالات يرجع سبب الإصابة بالمرض هو التعرض للأشعة الفوق بنفسجية لفترات طويلة، بالإضافة إلى العوامل الجينية التي قد تزيد من فرص الإصابة.
سرطان الخلايا الحرشفية في الفم
يعد سرطان الخلايا الحرشفية في الفم من أكثر أنواع السرطان الشائع الإصابة بها في تجويف الفم، فقد يصيب اللسان، أو سقف الحلق، أو اللثة أو الجزء المبطن للخدين، وتحدث الإصابة به نتيجة لبعض العوامل المختلفة، مثل التدخين وتناول الكحوليات بشكل مفرط، بجانب الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
تتنوع الأعراض المصاحبة له ما بين تقرحات بالفم تستمر لفترات طويلة دون أن تشفى، ونزيف غير مبرر وآلام مستمرة، وفيما يتعلق بالعلاج، فإن الجراحة هي الخيار المناسب في حالة تشخيص الورم بالمراحل الأولى، أما في الحالات المتقدمة التي يزداد فيها انتشار الورم، يكون العلاج عن طريق العلاجات الكيميائية والإشعاعية.
سرطان الخلايا الحرشفية في الرئة
يصيب هذا النوع من السرطانات الرئة بشكل شائع، وعادةً ما يبدأ ظهوره في القصبات الهوائية، وتزداد فرص الإصابة به بين الأشخاص المدخنين لفترات طويلة.
تبدأ أعراضه الجانبية في صورة سعال مستمر، وتغيرات في نبرة الصوت وبلغم مصحوب بإفرازات دموية، ومع انتشار الورم، قد تزداد الأعراض خطورة، فقد يعاني المريض من ألم بمنطقة الصدر أو ضيق بالتنفس.
يتم وضع خطة العلاج من قِبل الطبيب المختص وفقًا لحالة المريض ومرحلة الورم، فقد يلجأ الطبيب إلى الجراحة ليقوم باستئصال الورم من الرئة، كما يمكن الاستعانة بالعلاج الكيميائي أو المناعي في بعض الحالات.
سرطان الخلايا الحرشفية في المهبل
تصاب الخلايا المبطنة لمنطقة المهبل بالسرطان، وهو من أنواع السرطان النادر الإصابة بها، إلا أن نسب الإصابة به ترتفع بشكل كبير بين الأشخاص المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري، وتتمثل أعراضه الجانبية في الشعور بألم قوي عند الجماع، انقطاع الطمث، نزيف مهبلي وإفرازات غير طبيعية.
تشخيص المرض يتم من خلال فحص الحوض أو أخذ خزعة من الخلايا المصابة لفحصها، ولحسن الحظ، من الممكن استئصال الورم جراحيًا بالمراحل الأولى، أما المراحل المتقدمة يخضع المريض فيها إلى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
سرطان الخلايا الحرشفية في المريء
سرطان الخلايا الحرشفية في المريء معروف بتأثيره القوي بشكل سلبي على حياة المريض، حيث يعاني فيه المريض من صعوبة في عملية البلع، وقد تنتج أورام الخلايا الحرشفية عن بعض العوامل، مثل الإفراط في التدخين وتناول الكحوليات أو الإصابة بارتجاع المريء المزمن.
عادةً ما يبدأ بالتهاب مزمن بالمريء ثم يتحول إلى سرطان، ويصاحبه بعض الأعراض الجانبية، مثل ارتجاع الطعام، وعدم القدرة على البلع بشكل طبيعي، أو فقد الوزن بدون مبرر واضح، ومن الممكن اللجوء إلى التنظير أو الأشعة التصويرية لتشخيص المرض.
هناك أكثر من طريقة يمكن الاعتماد عليها في علاج هذا النوع من السرطان، مثل التدخل الجراحي لاستئصال الورم، بالإضافة إلي العلاج الكيميائي أو الإشعاعي الذي يساعد في التقليص من حجم الورم والسيطرة على انتشاره.
سرطان الخلايا الحرشفية في البلعوم
يعد من أنواع السرطان الشائع الإصابة بها بين الأشخاص المدخنين والذين يتعرضون لفترات طويلة لمواد كيميائية خطيرة، فيصيب البلعوم الموجود تحديدًا بالجزء العلوي من الحلق، وتبدأ أعراضه في صورة صعوبة بالبلع، وبحة في الصوت مستمرة وألم بالأذن.
تتنوع طرق علاج أورام الخلايا الحرشفية ويتم الاختيار من بينها بناءًا على حالة المريض، فقد يكون التدخل الجراحي مناسب لاستئصال الورم، أو يكون من الأفضل الخضوع للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
سرطان الخلايا الحرشفية في الجلد
من بين جميع أنواع سرطان الجلد يعد ورم الخلايا الحرشفية هو النوع الأكثر شيوعًا، وتزداد فرص الإصابة به بأجزاء الجسم التي تتعرض لأشعة الشمس بشكل مستمر، مثل اليدين والوجه والرقبة، ومن أهم أعراضه الجانبية ظهور ندبات تستمر لفترات طويلة دون أن تلتئم، وتتعرض للنزف بسهولة أو ظهور بقع خشنة بالجسم.
يعد من أنواع السرطان التي يمكن الشفاء منها بسهولة في حالة تشخيصه بالمراحل الأولى، فمن الممكن العلاج عن طريق الجراحة الموضعية أو العلاج بالتبريد، كما يمكن الاستعانة ببعض أنواع الكريمات المضادة للسرطان.
أعراض سرطان الخلايا الحرشفية
يعاني مريض ورم الخلايا الحرشفية من مجموعة من الأعراض الجانبية التي تتفاوت في شدتها من مريض إلى آخر، ومن بينها:
- إفرازات غير طبيعية.
- نزيف.
- جروح تستمر لأسابيع دون أن تلتئم.
- ألم متفاوت الشدة بالجزء المصاب.
- ظهور بعض التغيرات الواضحة على شكل الجلد أو لونه أو الأنسجة الموجودة به.
- المعاناة من صعوبة في عمليتي التنفس والبلع.
تشخيص سرطان الخلايا الحرشفية
يتم تشخيص ورم الخلايا الحرشفية بأكثر من طريقة وعلى عدة مراحل، حيث يبدأ غالبًا بالفحص السريري للمريض، والاطلاع على التاريخ الطبي الخاص بالمريض، وفي حالة وجود أمر غير طبيعي، يطلب الطبيب إحدى الفحوصات الآتية:
- الخزعة: هي عبارة عن عينة يتم أخذها من الأنسجة المصابة لفحصها بمختبر مختص.
- التصوير الطبي: تشمل التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة السينية أو المقطعية.
- تحاليل الدم: تساعد في توضيح أي علامات تشير إلى الإصابة بالسرطان.
مضاعفات سرطان الخلايا الحرشفية
التأخر في علاج ورم الخلايا الحرشفية ينتج عنه بعض المضاعفات الخطيرة، مثل:
- انتشار الورم ليصيب أجزاء بعيدة بالجسم مثل الرئة أو الكبد.
- ظهور تشوهات بالجزء المصاب قد تؤثر على مظهره أو أداء وظيفته بشكل طبيعي.
- ارتفاع مستوى خطر تعرض المناطق المصابة بالتهابات.
علاج سرطان الخلايا الحرشفية
يتم تحديد خطة العلاج بناءًا على الجزء المصاب ومرحلة الورم، فيقوم الطبيب المعالج بتحديد طريقة العلاج بعد الفحص المبدئي للمريض، وإجراء الاختبارات الطبية اللازمة للتشخيص الدقيق للمرض قبل البدء في خطة العلاج، والتي من بينها:
- الجراحة: يتم استخدامه لإزالة الورم بالكامل، وهي الخيار الأول في الحالات المبكرة، وجراحة موس تزيل الخلايا السرطانية مع الحفاظ على الأنسجة السليمة.
- العلاج الكيميائي: يتم استخدامه في الحالات التي ينتشر فيها السرطان إلى أماكن وأعضاء أخرى من الجسم، ويُعطى عادةً مع أدوية أخرى لتعزيز الفعالية.
- العلاج الإشعاعي: يتم استخدامه إذا كان الورم في منطقة يصعب إجراء الجراحة فيها أو إذا لم تتم إزالته بالكامل، وغالبًا ما يتم استخدامه مع العلاج الكيميائي في المراحل المتقدمة.
- العلاج المناعي: يتم استخدامه لتحفيز جهاز المناعة على محاربة السرطان، خاصة في الحالات المتقدمة أو المنتشرة.
- العلاج الضوئي الديناميكي (PDT): يتم استخدامه في المراحل المبكرة، حيث تُعالج المنطقة باستخدام مادة حساسة للضوء مع تسليط ضوء خاص عليها لتدمير الخلايا السرطانية.
- العلاجات الموضعية: في الحالات المبكرة جدًا، قد يتم استخدام كريمات موضعية تحتوي على Fluorouracil (5-FU) أو Imiquimod.
الوقاية من سرطان الخلايا الحرشفية
من الممكن الوقاية من ورم الخلايا الحرشفية عن طريق اتباع مجموعة من النصائح، مثل:
- عدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة.
- الحرص على استخدام الكريمات الواقية للشمس قبل التعرض لأشعة الشمس يوميًا.
- تجنب التدخين وتناول الكحوليات.
- اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة.
- الفحص الفوري عند ظهور أي من الأعراض الجانبية المتعلقة بالمرض.
هل سرطان الخلايا الحرشفية خطير؟
يتم تحديد مدى خطورة سرطان الخلايا الحرشفية بناءًا على عدة عوامل مختلفة، مثل المرحلة التي تم فيها اكتشاف الورم والجزء المصاب به، حيث ترتفع نسب الشفاء منه بشكل كبير في المراحل الأولى.
ويمكن الشفاء منه بسهولة في أغلب الحالات، إلا أن العلاج قد يصيح أكثر تعقيدًا مع انتشار الورم إلى الأعضاء الداخلية أو العقد الليمفاوية، فيحتاج المريض في تلك الحالات إلى خطة علاج مكثفة.
سرطان الخلايا الحرشفية من أنواع السرطان الشائع الإصابة به، إلا أنه من السهل الشفاء منه في الحالات التي يتم تشخيص المرض فيها مبكرًا، ولذلك ينصح بزيارة مركز أمراض الدم والاورام لإجراء الفحص الدوري، خاصًة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع المرض