يعد سرطان الخلايا الحرشفية في الرئة واحد من أكثر السرطانات الرئوية انتشارًا، والذي غالبًا ما يبدأ ببطانة الشعب الهوائية، ثم يتطور مسببًا بعض الأعراض التي قد تكون خفية بالبداية، ولكن بمرور الوقت، يزداد الأمر وضوحًا، ويتطلب التدخل الطبي السريع، وبمقال اليوم، سنسلط الضوء على أبرز الأعراض التي تنذر باحتمالية الإصابة به، بالإضافة إلى الطرق المختلفة لتشخيصه وعلاجه.
سرطان الخلايا الحرشفية في الرئة
سرطان الخلايا الحرشفية في الرئة هو واحد من أشكال سرطان الرئة الذي يمثل، وتمثل سرطانات الرئة ذوات الخلايا الغير صغيرة حوالي 85% تقريبًا من سرطانات الرئة، ومن بين تلك النسبة يمثل سرطان الخلايا الحرشفية حوالي 30%، ويبدأ هذا النوع في الأنسجة المبطنة لممرات الهواء الكبيرة بالرئتين والتي تسمى بالخلايا الحرشفية، ومن بين كافة سرطانات الخلايا غير الصغيرة، ترتبط سرطانات الخلايا الحرشفية للرئة بالتدخين بشكل كبير، مسببة العديد من الأعراض المزعجة.
مراحل سرطان الخلايا الحرشفية في الرئة
يبدأ ورم الرئة الحرشفي بالخلايا المبطنة للشعب الهوائية، ولكن بمرور الوقت، يمكنه الانتشار إلى العقد والأعضاء الليمفاوية القريبة، وقد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويمكن تقسيم سرطان الخلايا الحرشفية في الرئة لعدة أنواع كما سيلي تبعًا لحجم الورم وموقعه:
- مرحلة 0: وفي تلك المرحلة يكون الورم ببطانة القصبات الهوائية وليس بأنسجة الرئة.
- المرحلة 1: يكون فيها السرطان موضعيًا، ولا ينتشر لأي عقد ليمفاوية أو أجزاء الجسم الأخرى.
- المرحلة 2: المرحلة التي انتشر بها السرطان إلى عقد الليمفاوية أو بطانة الرئة أو بمنطقة معينة بالقصبات الرئيسية.
- المرحلة 3: في تلك المرحلة، ينتشر الورم إلى الأنسجة والغدد الليمفاوية القريبة من الرئتين، ولكن لم ينتشر إلى أعضاء بعيدة.
- المرحلة 4: وهنا يكون انتشر السرطان إلى جزء آخر بالجسم، ومن أكثر المواقع شيوعًا الغدد الكظرية أو الكبد أو الدماغ أو العظام.
اعراض سرطان الخلايا الحرشفية في الرئة
لا تختلف الأعراض والعلامات الشائعة لسرطان الخلايا الحرشفية في الرئة عنها في سرطانات الرئة الأخرى، ولا تظهر أعراض سرطان الرئة عادًة في مراحل متقدمة، ولكنها تبدأ بعد انتشار السرطان، والتي عادة ما تشمل ما يلي:
- سعال مستمر.
- سعال الدم.
- ضيق بالتنفس.
- عدم راحة عند البلع.
- ألم بالصدر.
- التعب.
- الحمى.
- فقدان الشهية.
- فقدان وزن غير مبرر.
- الصداع.
- ألم بكافة أنحاء الجسم.
تشخيص سرطان الخلايا الحرشفية في الرئة
إذا اعتقد الطبيب وجود أحد أنواع سرطانات الرئة، يقوم بطلب بعض الاختبارات المختلفة للمساعدة في التشخيص الصحيح لسرطانات الخلايا الحرشفية في الرئة، والتي قد تشمل الآتي:
- الأشعة السينية للرئة: والتي من شأنها أن تظهر وجود الورم.
- الأشعة المقطعية: والتي تستطيع إظهار بعض الآفات التي قد لا تُكتشف بالأشعة السينية العادية.
- علم خلايا البلغم: والذي يقوم باختبار المخاط من السعال؛ لمعرفة ما إذا كان هناك خلايا سرطانية.
- تنظير القصبات: يتم فحص الرئتين بواسطة أنبوب مضاء يتم انتقاله عبر الحلق إلى الرئتين.
- التنظير المتوسط: يقوم الطبيب بعمل شق برقبة المريض وأخذ عينة من أنسجة العقد الليمفاوية.
- خزعة الإبرة: يقوم الطبيب بإدخال إبرة من خلال جدار الصدر وفي الرئتين؛ ليتم أخذ عينات من الخلايا.
علاج سرطان الخلايا الحرشفية في الرئة
سيتم اختيار خطة العلاج المناسبة لك وفقًا لمرحلة السرطان والصحة العامة للمريض، وقد يتلقى نوعًا واحدًا من العلاج أو يتم مزج عدة أنواع من العلاج، ومن العلاجات الأكثر شيوعًا لسرطان الخلايا الحرشفية بالرئة ما يلي:
- الجراحة: قد يقرر الطبيب أن الجراحة مناسبة للعلاج، وتتضمن إزالة الورم من الرئة، وتشمل الجراحة ثلاثة أنواع، حيث يمكن أن يزيل الطبيب جزءًا صغيرًا من الرئة، أو قد يقوم باستئصال فص أو اثنين من الرئة، أو يمكنه إزالة رئة كاملة.
- العلاج الإشعاعي: والذي يتم فيه إرسال أشعة عالية الطاقة ليتم قتل الأورام وتقليص الخلايا السرطانية، كما يمكن استخدامه مع العلاج الكيميائي أو الجراحة.
- العلاج الكيميائي: هو عبارة عن استخدام بعض الأدوية لقتل السرطان ومنعها من التكاثر والنمو.
- بعض العلاجات الأخرى: قد يقترح الطبيب أحيانًا بعض العلاجات الأخرى للتخلص من الورم، مثل العلاج الضوئي (PDT) والذي يعرف كذلك باسم العلاج بالليزر، والذي يقوم باستهداف الخلايا السرطانية، أو العلاجات المستهدفة، كتلك الأدوية التي تقوم بسد الأوعية الدموية في الأورام الجديدة لتمنعها من النمو.
هل سرطان الخلايا الحرشفية في الرئة خطير؟
يعد سرطان الخلايا الحرشفية بالرئة خطيرًا إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه بالوقت المناسب، حيث ترتبط مدى خطورته بعدة عوامل، مثل مدى انتشاره بالجسم ومرحلة تشخيصه، ففي المراحل المبكرة، يحقق علاجه معدلات شفاء عالية، على عكس المراحل المتقدمة، ويتم قياس التوقعات للمصابين بالسرطان بمعدل البقاء على قيد الحياة لمدة قدرها 5 سنوات بعد التشخيص.
وفي سرطانات الرئة ذوات الخلايا غير الصغيرة مثل سرطان الخلايا الحرشفية، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات يصل إلى 65% في حالة عدم انتشار الورم خارج الرئة، وقد تصل النسبة إلى 37% إذا كان السرطان قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية والأعضاء الأخرى المجاورة بالصدر، أما إذا انتشر السرطان إلى أعضاء بعيدة بالجسم كالدماغ أو الكبد أو العظام، فإن النسبة قد تصل إلى 8%، مما يوضح ضرورة الكشف والعلاج المبكر قبل انتشار السرطان.
وبهذا يعد سرطان الخلايا الحرشفية في الرئة تحديًا حقيقيًا، ولكن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكنه إحداث فرق كبير بحياة المرضى، فإذا كنت تعاني من أي أعراض مشابهة لما ذكرناه، فلا تتردد في التوجه سريعًا لمركز أمراض الدم والأورام، لتبدأ أولى خطواتك نحو الشفاء.
