هل ينتشر سرطان المثانة بعد استئصاله؟ هو سؤال يشغل الكثير من المرضى الذين سبق لهم الإصابة بسرطان المثانة، وخضعوا لعملية جراحية لاستئصال الورم، وذلك لشعورهم بالقلق حول انتشار الورم بأجزاء أخرى بالجسم، وهو ما قد يشكل خطرًا كبيرًا يهدد حياة المريض، وبالتالي نتولى في هذا المقال الإجابة عن هذا التساؤل.
هل ينتشر سرطان المثانة بعد استئصاله؟
من بين طرق العلاج التي يخضع لها مرضى سرطان المثانة العمليات الجراحية لاستئصال الورم، إلا أن بعض الحالات قد تعاني من عودة الورم مرة أخرى بعد استئصاله، وبشكل خاص إذا كان الورم بمراحله المتأخرة.
إذا تم استئصال الورم بمراحله الأولى، فقد يعود مرة أخرى دون أن يصل انتشاره إلى الطبقات الموجود بها العضلات العميقة للمثانة، كما أنه لا ينتشر كذلك إلى أجزاء أخرى بالجسم.
أما إذا كان الورم بمراحله المتأخرة، فإن عودته مرة أخرى بعد الاستئصال قد يصاحبها انتشار سريع يصيب طبقات العضلات داخل المثانة، ومنها إلى العقد الليمفاوية، ثم الانتشار إلى مناطق أخرى بالجسم.
كيف يعيش المريض بعد استئصال المثانة؟
بعدما أجبنا على تساؤل هل ينتشر سرطان المثانة بعد استئصاله، نتولى الآن الحديث عن كيف يعيش المريض حياته بعد عملية الاستئصال.
المثانة هي الجزء المسؤول عن التخلص من البول وإخراجه من الجسم، ولذلك فإن عملية استئصال المثانة حتمًا يصاحبها بعض التغيرات التي تستمر بشكل دائم بحياة المريض، حيث يوفر الطبيب المعالج بديل للمثانة لإخراج البول، فيختار ما بين 3 خيارات وفقًا لحالة كل مريض، ومن بين تلك الخيارات:
1- خزان البول
في هذا الخيار، يوفر الطبيب للمريض كيس من الأمعاء الدقيقة لاستخدامه كخزان، يتم فيه تجميع البول عن طريق توصيله بالحالبين، ويتم عمل ثغرة به موصلة بقسطرة؛ للتخلص من البول خارج الجسم.
2- إعادة بناء المثانة
يستخدم الطبيب جزء من مثانة المريض، ويعمل على إعادة بناء الأنسجة الخاصة بها لتكوين مثانة كروية الشكل، مع توصيلها بكلٍ من قناة مجرى البول والحالبين؛ لتقوم بنفس دور المثانة، حيث يتم إخراج البول عن طريقها بشكل مباشر، وقد تحتاج بعض الحالات إلى توصيلها بقسطرة للتخلص من البول.
3- المخزن اللفائفي
في هذه الطريقة يقوم الطبيب بعمل أنبوب باستخدام جزء من الأمعاء الدقيقة للمريض، ويتم توصيل ذلك الأنبوب بمجرى البول والحالبين لإخراج البول بكيس موصل به موجود خارج الجسم، ويقوم المريض بإفراغ ذلك الكيس وتغييره بصورة منتظمة باتباع نصائح الطبيب المعالج.
جراحة استئصال المثانة
عادًة ما يحتاج المريض عقب إجراء جراحة استئصال المثانة إلى البقاء بالمستشفى لبضعة أيام يحددها الطبيب وفقًا لحالته ولأسلوب الجراحة، ويحتاج المريض عادًة فترة تتراوح ما بين 5 إلى 7 أيام في حالة إجراء الجراحة بالطريقة التقليدية، أما إذا تمت الجراحة بالمنظار، فتكون مدة البقاء بالمستشفى أقل.
قبل الخروج من المستشفى، يقوم الطبيب بتوجيه بعض النصائح للمريض عن كيفية العناية بالقسطرة وإفراغها، وتوضيح الحالات التي يتعين على المريض الرجوع فيها إلى الطبيب، بالإضافة إلي التأكيد على الابتعاد عن ممارسة أي أنشطة عنيفة بالفترة الأولى من الجراحة، مع الانتظام في المتابعة الدورية.
مضاعفات استئصال المثانة
قد يتعرض بعض مرضى سرطان المثانة إلى بعض المضاعفات المصاحبة لعملية الاستئصال، وتتفاوت تلك المضاعفات في شدتها من شخص إلى آخر، ومن بينها:
- النزيف
- مشكلات جنسية.
- تكون الحصوات
- العدوى
- السلس البولي
- انسداد مجرى البول
هل يمكن أن يعود سرطان المثانة بعد استئصاله؟
تعتمد الإجابة على هل ينتشر سرطان المثانة بعد استئصاله على المرحلة التي تم تشخيص المرض بها، فكلما تم اكتشافه مبكرًا كلما ارتفعت نسب الشفاء منه، بينما تزداد احتمالية عودته مرة أخرى إذا تم اكتشافه بمراحل متأخرة.
نصائح ما بعد استئصال المثانة
هناك مجموعة من النصائح التي يفضل أن يتبعها المريض عقب إجراء جراحة استئصال المثانة، وبالرغم من صعوبتها بعض الشيء، إلا أنها مع الوقت تصبح بسيطة ولا تشكل أي عبء على المريض، ومن أهم تلك النصائح:
- التأكد من غلق كيس تجميع البول بشكل محكم بعد إفراغه.
- إفراغ الكيس بمجرد أن يمتلئ ثلثه فقط.
- تغيير الكيس عقب الاستيقاظ صباحًا قبل البدء في تناول أي شراب أو طعام.
- في الفترة الأولى، يُنصح بالاستعانة بمرآة للتأكد من تركيب الكيس بمكانه الصحيح بسهولة.
- الاستعانة بمضادات الروائح بعد إفراغ كيس البول للتخلص من أي روائح كريهة.
أجبنا على سؤال هل ينتشر سرطان المثانة بعد استئصاله؟ وتعرفنا على إمكانية عودة المرض مرة أخرى، سواء في المثانة أو الأعضاء المحيطة بها، لذا ينصح بإجراء فحوص المتابعة الدورية بعد إزالة الورم؛ لتحديد جدول متابعة دقيق، وذلك من خلال مركز أمراض الدم والأورام، والذي يوفر كافة أساليب التشخيص والمتابعة والعلاج المتطورة.
