سرطان القولون هو أحد أكثر أنواع السرطانات انتشارًا بين الناس خاصة مع كبار السن، أحيانًا يرافق ظهور هذا السرطان وجود أعراض وأحياناً أخرى لا يعاني المريض من أي أعراض، ولكن هل سرطان القولون مميت؟ وهل هناك عوامل خطر يزداد معها معدل الإصابة بسرطان القولون؟ وهل هناك طرق لعلاج هذا النوع من السرطان؟ الإجابات بالتفصيل عن هذا الموضوع موجودة داخل المقال.
ما هو سرطان القولون؟
قبل التعرف على إجابة سؤال هل سرطان القولون مميت دعونا نتعرف أولاً على ما هو مرض سرطان القولون؟ سرطان القولون والمستقيم هو نوع من السرطان الذي يؤثر بصورة مباشرة على القولون (الأمعاء الغليظة) أو المستقيم، وهو أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في جميع أنحاء العالم، هذا السرطان يجب الاهتمام بتشخيصه وعلاجه مبكرًا؛ لأنه يمكن أن يسبب ضرراً شديداً في الأمعاء الغليظة مما يؤدي إلى الوفاة.
بصورة عامة يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم مع تقدم السن، حيث أنه في معظم الحالات يصيب هذا المرض الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عام، وتشمل هذه الأعراض الإسهال والإمساك ووجود دم في البراز وآلام شديدة في البطن وفقدان كبير وغير مبرر للوزن.
هل سرطان القولون مميت؟
من الأسئلة الشائعة عن سرطان القولون سؤال هل سرطان القولون مميت؟ والجواب عليه هو نعم، يمكن اعتبار سرطان القولون هو السبب الرئيسي الثاني للوفيات المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم، خاصة إذا لم يتم علاجه أو إذا تم اكتشافه في وقت متأخر.
في عام 2020 تشير الدراسات المختلفة إلى وجود أكثر من 1.9 مليون حالة جديدة من سرطان القولون والمستقيم وأكثر من 930000 حالة وفاة بسبب سرطان القولون والمستقيم في جميع أنحاء العالم.
بشكل عام، كانت معدلات الإصابة أعلى في أوروبا وأستراليا ونيوزيلندا، وكانت معدلات الوفيات أعلى في أوروبا الشرقية، وبحلول عام 2040 يظن الخبراء أن مرضى سرطان القولون والمستقيم سيرتفع عددهم إلى 3.2 مليون حالة جديدة سنويًا من ضمن هذه الحالات 1.6 مليون حالة وفاة سنويًا.
يعتقد العلماء أن هناك انخفاضًا كبيرًا سوف يحدث في معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في البلدان ذات الدخل المرتفع، ويرجع ذلك إلى توفر برامج الفحص الفعالة، التي تساعد بصورة كبيرة على اكتشاف المرض مبكرًا، مما يسهل علاجه فالتشخيص في الوقت المناسب واستخدام العلاج المناسب مع المتابعة المنتظمة يعد أمراً هاماً لتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة ونوعية الحياة.
تعرف أكثر على كيف يتم علاج سرطان القولون؟
عوامل الخطر المرتبطة بسرطان القولون
بعد أن أجبنا على سؤال هل سرطان القولون مميت؟ وعرفنا أنه في حال إهمال العلاج يمكن اعتباره مرضاً مميتاً، دعونا نتعرف على بعض العوامل التي تؤدي توفر أي منها إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم من بين هذه العوامل ما يلي:
- العمر: حيث يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بصورة كبيرة مع تقدم العمر، حيث أن معظم الحالات تظهر في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.
- التاريخ العائلي: يمكن أن يزيد التاريخ العائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم من إمكانية الإصابة بالمرض، كذلك وجود حالات وراثية معينة مثل متلازمة لينش وداء البوليبات الغدي العائلي يزيد من خطر الإصابة بالمرض.
- التاريخ الشخصي: الأشخاص الذين أصيبوا من قبل بسرطان القولون والمستقيم أو بأنواع معينة من الأورام الحميدة هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون.
- نمط الحياة غير الصحي: اتباع نمط حياة غير صحي يزيد من خطر الإصابة بالمرض مثل:
- الالتزام بنظام غذائي غني باللحوم المصنعة وفي نفس الوقت شحيح الفواكه والخضراوات.
- السمنة.
- التدخين.
- الإفراط في استهلاك الكحول.
هل سرطان القولون مميت؟ وما مدى سرعة انتشار سرطان القولون؟
تعرفنا على جواب سؤال هل سرطان القولون مميت؟ وعرفنا أنه يمكن اعتباره من الأمراض الخطيرة والمميتة، من المهم كذلك معرفة مدى سرعة انتشار هذا المرض، حيث أن أحد العوامل التي يمكن أن تساعد بصورة كبيرة في تحديد فرص مريض سرطان القولون في البقاء على قيد الحياة هو مدى تقدم الورم أثناء التشخيص.
كما هو الحال مع جميع أنواع السرطان الأخرى، كلما تم تشخيص سرطان القولون في وقت مبكر، كلما كان التشخيص أفضل؛ يرجع ذلك إلى أنه في هذه الحالة غالبًا ما يتم اكتشاف المرض وهو غير منتشر في جميع أنحاء الجسم، بالتالي فرصة علاجه تكون أفضل وبالتالي معدل البقاء على قيد الحياة يكون أعلى.
ذكرت قاعدة بيانات برنامج المراقبة وعلم الأوبئة والنتائج النهائية التابع للمعهد الوطني للسرطان، حيث أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لسرطان القولون والمستقيم الموضعي هو 90.6% في حين أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بالنسبة لسرطان القولون والمستقيم المنتشر تصل إلى 14.7 بالمائة.
لحسن الحظ سرطان القولون هو سرطان ينمو ببطء نسبيًا، حيث يستغرق عادةً ما يقرب من 10 إلى 15 عام ليتطور إلى سرطان خبيث ومميت، خلال هذا الوقت لا يصاحب سرطان القولون أي أعراض ملحوظة، من هنا تظهر أهمية الفحوصات المنتظمة.
ما أعراض سرطان القولون؟
من الاسئلة الشائعة التي تخطر في بال العديد من الأشخاص هل سرطان القولون مميت؟ والإجابة الدقيقة على هذا السؤال تعتمد على حالة المريض ومدى استخدامه واستجابته للعلاج، فإذا كان المريض حريص على مواعيد الفحص وتلقي الدواء فإن يمكن أن يعيش لفتره طويلة، كذلك إذا تم تشخيص المرض مبكرًا فإن فرصة العلاج منه تكون مرتفعة.
من أهم الأشياء التي تساعد على التشخيص السريع والمبكر اكتشاف بعض الأعراض غير الطبيعية، ومن أشهر الأعراض التي تظهر على مريض سرطان القولون ما يلي:
- تشنجات في البطن وألم أو انتفاخ لا يختفي.
- تغيرات في حركة الأمعاء يصاحبها الإسهال أو الإمساك.
- ظهور دم في البراز إما أحمر فاتح أو داكن ويشبه القطران.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الشعور بالتعب المستمر والحاجة للحصول على قسط كافي من الراحة.
- فقر الدم الناجم عن نقص الحديد والذي يسبب النزيف المزمن، والتعب والضعف والشحوب.
اقرأ المزيد عن سرطان القولون
خيارات علاج سرطان القولون
يعتمد العلاج المستخدم مع مرض سرطان القولون على المرحلة التي وصل لها المرض، وعمر المريض، وسنه، وأي خيار علاجي يفضله المريض، ومع ذلك تشمل الخيارات العلاجية ما يلي:
1- الجراحة
هي العلاج الرئيسي لسرطان القولون في المراحل المبكرة، وهناك العديد من الجراحات التي تستخدم مع مريض سرطان القولون حسب حالته وهذه الجراحات هي:
- استئصال السليلة: يستخدم هذا الإجراء إذا كان السرطان موجوداً فقط في السليلة، في هذه الحالة يحتاج المريض إلى استئصال السليلة.
- استئصال القولون: يستخدم هذا الاجراء لإزالة جزء أو كل القولون وبعض الانسجة السليمة المحيطة به، ويكون خيار الاستئصال حسب المنطقة المتضررة من السرطان.
- التنظير: هي عملية تستخدم لإزالة بعض أنواع السرطانات الموضعية الصغيرة، حيث يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع ومرن مزود بضوء وكاميرا لإزالة الأنسجة السرطانية.
- الجراحة بالمنظار: سيقوم الجراح بعمل عدة شقوق صغيرة في البطن؛ لإزالة الأورام الحميدة الأكبر حجمًا.
2- العلاج الكيميائي
تستهدف هذه العلاجات أي خلايا سريعة الانقسام، وتمر الأدوية عبر الجسم بأكمله لذا سيتم إعطاء العلاج على دورات، بحيث يكون لدى الجسم وقت كافي للشفاء بين الجرعات، وغالباً ما يوصي طبيب الأورام بالعلاج الكيميائي لعلاج سرطان القولون في هذه الحالات:
- قبل الجراحة لتقليص حجم الورم وتسهيل إزالته.
- بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية متبقية.
- إذا انتشر السرطان إلى أجزاء أخرى في الجسم.
3- العلاج الإشعاعي
يقتل العلاج الإشعاعي الخلايا السرطانية عن طريق تركيز أشعة عالية الطاقة على السرطان، يوصي الطبيب بهذا العلاج كعلاج مستقل لتقليص الورم أو تدمير الخلايا السرطانية، ويمكن أن يستخدم منفرداً أو بجانب بعض علاجات السرطان الأخرى، يميل العديد من الأطباء لإعطاء مرضى سرطان القولون العلاج الإشعاعي في المراحل المتقدمة من المرض.
4- العلاج المناعي
يهدف العلاج المناعي والذي يُطلق عليه أيضاً العلاج البيولوجي، إلى تقوية الجهاز المناعي في الجسم وجعله يقاوم السرطان.
5- الاستئصال بالترددات الراديوية لسرطان القولون
يتضمن الاستئصال بالترددات الراديوية استخدام مسبار خاص مزود بأقطاب كهربائية صغيرة لقتل الخلايا السرطانية، حيث يتم إدخال المسبار من خلال شق في جدار البطن أو مباشرة إلى الجلد باستخدام التخدير الموضعي.
في النهاية بعد أن أجبنا على سؤال هل سرطان القولون مميت؟ وعرفنا أنه وعلى الرغم من عنف وصعوبة هذا المرض إلا أنه من الأمراض التي ترتفع نسبة الشفاء منها خاصة في البلدان المتقدمة، نظراً لإعطاء المرضى العلاج المناسب والفعال، ونظراً لخضوع العديد من المرضى لتشخيص مبكر يجعل من العلاج المستخدم علاجاً فعالاً.
إليك المزيد من المعلومات عن فحص سرطان القولون في المنزل