هل سرطان الفم قاتل؟ هذا ما نجيب عليه بالتفصيل في السطور التالية، فسرطان الفم هو نوع خطير من الأورام التي يمكن أن تهدد حياة المصاب إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في وقت مبكر، ويعد الكشف المبكر والتدخل الطبي السريع مفتاحًا للتغلب على هذا المرض، خاصًة وأنه قد يظهر في شكل أعراض بسيطة، مثل تقرحات الفم أو التغيرات في لون اللثة، وفي هذا المقال نستعرض مخاطره وأعراضه وسبل والعلاج منه.
سرطان الفم
سرطان الفم هو نوع من السرطان يصيب أنسجة الفم، بما في ذلك الشفتين، اللسان، اللثة، ويعد التدخين وتناول الكحول وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) من أبرز أسبابه.
يشمل السرطان حدوث أورام سرطانية في أي جزء من الفم، ويتضمن الشفتان، قاع الفم وأعلاه، الشدقين “جانبي الخدين من داخل الفم” اللسان أو اللثة، وقد يمتد سرطان الفم أيضًا إلى مناطق الجوف والحلق.
نسب الشفاء لمرضى سرطان الفم إذا تم تشخيصه في المرحلة الأولى قد تتراوح ما بين 85 إلى 90%، بينما في المراحل المتقدمة عند انتشار الورم في مناطق أخرى تنخفض النسبة إلى 50%، وتختلف نسب الشفاء أيضًا تبعًا لمكان الورم، فأعلى نسب شفاء عندما يصيب السرطان الشفاه، وأدناها عندما ينتشر الورم في البلعوم.
هل سرطان الفم قاتل؟
نعم، سرطان الفم يمكن أن يكون قاتلاً إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في الوقت المناسب، ومع ذلك فإن فرص الشفاء تكون مرتفعة إذا تم التشخيص في المراحل المبكرة، وتعتمد الإجابة على هل سرطان الفم قاتل على عدة عوامل، من بينها:
- مرحلة السرطان: في المراحل المبكرة، تكون فرص العلاج والشفاء أعلى بكثير عن المراحل المتقدمة، حيث ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، وقد تنخفض معها فرص النجاة.
- نوع السرطان ومكانه: بعض أنواع السرطانات تكون أكثر عدوانية من غيرها.
- سرعة بدء العلاج: العلاج المبكر قد يمنع انتشار السرطان.
اعراض سرطان الفم
بعد أن أجابنا على هل سرطان الفم قاتل، ووضحنا ضرورة التشخيص المبكر للمرض لرفع نسب الشفاء والنجاة من هذا المرض الخبيث، لابد من متابعة أي أعراض غير طبيعية نشعر بها، واستشارة الطبيب فور استمرارها، ومنها:
- ظهور تقرحات أو جروح في الفم تستمر لأكثر من أسبوعين.
- ظهور بقع بيضاء أو حمراء على اللثة، اللسان أو باطن الخد.
- نزيف في الفم بدون سبب واضح.
- وجود كتل أو سماكة في الفم أو الرقبة.
- ألم في الفم أو الحلق باستمرار خاصًة عند البلع أو مضغ الطعام.
- تساقط الأسنان بدون سبب واضح.
- بحة أو تغيّر غير طبيعي في الصوت.
- الشعور بالألم أو الانزعاج أثناء تناول الطعام.
- رائحة فم كريهة دائمة لا تتحسن مع النظافة الفموية.
- فقدان الإحساس أو الشعور بالتنميل في الفم أو اللسان.
هل سرطان الفم خطير؟
نعم، سرطان الفم يعتبر خطيرًا، لأنه يمكن أن يتطور بسرعة، وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم إذا لم يكتشف ويعالج في وقت مبكر، وخطورته تعتمد على عدة عوامل أهمها التالي:
- مرحلة المرض: في المراحل المبكرة، يمكن علاجه بنجاح بنسبة تصل إلى 90%، بينما في المراحل المتقدمة عندما ينتشر إلى الغدد الليمفاوية أو الأعضاء الأخرى، تصبح نسبة النجاة أقل، وقد تصل إلى 50%.
- موقع الورم وحجمه: السرطانات في أماكن يصعب الوصول إليها للعلاج قد تكون أكثر تعقيدًا، وتقلل من فرص الشفاء.
- نوع العلاج ومدى استجابة المريض: العلاج المبكر سواء كان الجراحة، الإشعاع، أو العلاج الكيميائي يزيد من فرص الشفاء.
هل سرطان الفم يعالج؟
بعد التعرف على إجابة هل سرطان الفم قاتل، نأتي إلى الإجابة على سؤال أهم، وهو هل هذا السرطان يتم علاجه، والإجابة هي نعم، يمكن علاج المرض بنجاح، خاصًة إذا تم اكتشافه في مراحله المبكرة، وتعتمد اختيار طريقة العلاج الأنسب على مرحلة السرطان، موقعه وحالة المريض الصحية، وتشمل خيارات العلاج ما يلي:
1- الجراحة
تتضمن الجراحة إزالة الورم في المراحل المبكرة من سرطان الفم، وقد يكون الخيار الأول لإزالة الورم بشكل كامل، وقد تشمل إزالة الأنسجة المتأثرة أو حتى بعض الأنسجة المحيطة بها؛ لضمان عدم انتشار السرطان، وقد تضمن أيضًا إزالة العقد اللمفاوية إذا كان السرطان قد انتشر إلى العقد اللمفاوية في الرقبة، وقد يتطلب الأمر استئصالها جراحيًا.
2- العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي لقتل الخلايا السرطانية أو تقليص الأورام، ويمكن أن يُستخدم قبل أو بعد الجراحة في بعض الحالات، ويُستخدم كعلاج رئيسي إذا كانت الجراحة غير ممكنة، نظرًا لحالة المريض الصحية، ويتضمن العلاج الإشعاعي استخدام أشعة عالية الطاقة، مثل الأشعة السينية لاستهداف الأورام.
3- العلاج الكيميائي
يتم استخدام الأدوية لقتل الخلايا السرطانية أو منعها من النمو، ويُستخدم العلاج الكيميائي عادًة في حالات سرطان الفم المتقدمة، أو في حال انتشر المرض إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويمكن أن يُستخدم أيضًا قبل الجراحة لتقليص حجم الورم.
4- العلاج المناعي
العلاج المناعي هو نوع من العلاج الذي يعزز قدرة الجهاز المناعي على محاربة السرطان، وفي بعض الحالات قد يُستخدم كعلاج تكميلي للحد من انتشار المرض.
5- العلاج بالليزر
يُستخدم الليزر لعلاج الأورام الصغيرة أو تقليص حجم الأورام، ويمكن أن يكون خيارًا فعالًا في بعض الحالات التي لا تتطلب جراحة واسعة.
6- العلاج الداعم
يُطلق عليه العلاج التأهيلي، ويتضمن العلاج الداعم تحسين نوعية حياة المريض خلال فترة العلاج، ويشمل ذلك التحكم في الألم، التغذية السليمة، الدعم النفسي والرعاية التلطيفية للحد من الأعراض المزعجة.
7- العلاج المتكامل
التشخيص المبكر والعلاج السريع لهما دور كبير في تحسين نتائج العلاج، فبعد العلاج قد يحتاج المريض إلى متابعة دورية لمراقبة أي علامات لعودة السرطان، بالإضافة إلى التكيّف مع أي تغييرات قد تحدث في الكلام أو البلع أو المظهر.
في الختام، استطعنا أن نجيب على سؤال هل سرطان الفم قاتل وذلك إذا لم يتم اكتشافه مبكرًا، ولكن مع الكشف المبكر والعلاج المناسب يمكن التغلب عليه، لذلك ننصح بضرورة التواصل مع مركز أمراض الدم والاورام لتلقي الاستشارة والعلاج على يد أكفأ المتخصصين، وباستخدام أحدث الأجهزة والتقنيات العالمية.