هل سرطان الغدد الليمفاوية ينتشر بسرعة؟ وهل يمكن اعتباره من الأمراض الخطيرة؟ وهل يمكن أن يسبب مرض سرطان الغدد الليمفاوية الوفاة؟ كل هذه الأسئلة تعد من الأسئلة الشائكة حول مرض سرطان الغدد الليمفاوية وتحتاج إلى توضيح وتفسير دقيق لمرضى هذا السرطان، وهو ما سنقوم به بالتفصيل في هذا المقال.
هل سرطان الغدد الليمفاوية ينتشر بسرعة؟
هل سرطان الغدد الليمفاوية ينتشر بسرعة؟ الإجابة هي نعم، يمكن القول أن سرطان الغدد الليمفاوية ينتشر في مرحلة ما من المرض، وهي المراحل الأخيرة والمتقدمة منه، وهما المرحلتين الثالثة والرابعة.
تُعرف هذه المراحل بالمراحل المتقدمة من المرض، وتفصيل انتشار الورم في مراحل سرطان الغدد الليمفاوية يكون كالتالي:
- المرحلة الأولى من سرطان الغدد الليمفاوية: فيها يظهر السرطان في عقدة ليمفاوية واحدة، أو في عضو لمفاوي، كما يمكن أن يظهر في منطقة واحدة من عضو واحد خارج الجهاز الليمفاوي.
- المرحلة الثانية من سرطان الغدد الليمفاوية: يتواجد بها السرطان في عقدتين لمفاويتين (كلاهما على نفس الجانب من الحجاب الحاجز) أو يمتد من عقدة ليمفاوية واحدة إلى عضو مجاور.
- المرحلة الثالثة من سرطان الغدد الليمفاوية: عادًة ما يوجد السرطان في العديد من العقد الليمفاوية أعلى وأسفل الحجاب الحاجز، وفي هذه المرحلة يمكن أن ينتشر السرطان إلى الطحال.
- المرحلة الرابعة من سرطان الغدد الليمفاوية: فيها يظهر السرطان خارج الجهاز اللمفاوي كما يمكن أن يظهر في عضوين أو أكثر من الأعضاء البعيدة في الجسم مثل الكبد أو الرئتين.
يساعد تحديد المرحلة التي وصل لها المرض أطباء الأورام على توضيح مدى انتشار السرطان في العقد الليمفاوية، وما إذا كان قد انتشر إلى أي أنسجة أو أعضاء قريبة.
هل ينتشر سرطان الغدد الليمفاوية في الجسم؟
سرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين هو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الغدد الليمفاوية وفي نفس الوقت هو النوع الأكثر عدوانية، وعلى الرغم من وجود نوعين من هذا السرطان الخامل والعدواني، إلا أن نسبة العدواني هي الأعلى، حيث تصل إلى 60%، لذا لا عجب أن نتحدث بصورة مفصلة عن انتشار سرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين.
بصورة عامة فهم كيفية نمو سرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين وانتشاره يساعد عادًة فريق الرعاية الصحية على التخطيط بدقة للعلاج ولطريقة الرعاية المستقبلية، فهو يمكن أن ينتشر عبر الجهاز الليمفاوي وأحيانًا عبر مجرى الدم وإلى أي نسيج أو إلى عضو ما في الجسم.
يبدأ سرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين (NHL) عادًة في منطقة العقد الليمفاوية، بعد ذلك يبدأ في الانتشار إلى عضو أو نسيج خارج العقد الليمفاوية، وُيطلق على هذا الانتشار اسم الانتشار خارج العقدي.
في حالات انتشار سرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين (NHL)، فإنه يمكن يصل إلى ما يلي:
- العقد الليمفاوية الأخرى القريبة من مكان بداية الورم أو في أجزاء أخرى من الجسم.
- الطحال.
- نخاع العظم.
- الكبد.
- المعدة.
- الأمعاء الدقيقة والغليظة.
- الرئتين.
- الخصيتين.
- الدماغ أو الحبل الشوكي (والذي يسمى الجهاز العصبي المركزي أو CNS).
- الجلد.
- العيون.
غالبًا ما تنتشر أنواع سرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين الخاملة إلى أجزاء مختلفة من الجسم بحلول وقت تشخيصها، في هذا الوقت يمكن العثور على خلايا الليمفوما في العديد من العقد الليمفاوية أو نخاع العظام أو الطحال.
هل سرطان الغدد الليمفاوية خطير؟
بعد أن أجبنا على سؤال هل سرطان الغدد الليمفاوية ينتشر بسرعة؟ وعرفنا أن هذا النوع من السرطان يمكن أن ينتشر إلى مناطق بعيدة في الجسم في مرحلة ما، دعونا نجيب على السؤال التالي، وهو هل سرطان الغدد الليمفاوية خطير؟
الإجابة نعم، يمكن اعتبار سرطان الغدد الليمفاوية من أنواع السرطانات الخطيرة التي تتوقف درجة خطورتها على معرفة نوع السرطان الذي وصل له المرض، ولكن بشكل عام، يمكن اعتبار المريض قد دخل في مرحلة الخطورة بمجرد وصول السرطان إلى العقد الليمفاوية.
الخبر الجيد أن سرطان الغدد الليمفاوية يمكن علاجه وخاصًة في حال تم اكتشافه في مراحل المرض المبكرة، فالعلاجات الموصوفة في هذه الحالة لا تعمل فقط على زيادة فرصة بقاء امريض على قيد الحياة، بل تعمل أيضًا على تقليل خطر انتشار المرض والحد من مضاعفاته على الجسم.
من خيارات العلاج الفعالة في هذا المرض التدخل الجراحي، العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، وعادًة ما يتم الاختيار من بين هذه الخيارات العلاجية بناءًا على عدة عوامل، منها:
- نوع سرطان الغدد الليمفاوية.
- مرحلة السرطان وما إذا كان قد انتشر إلى أعضاء أو أنسجة خارج الجهاز اللمفاوي.
- عمر المريض والصحة العامة وقرارات العلاج التي توصل لها الطبيب.
- مستوى هيدروجيناز اللاكتات (LDH) في الجسم، وهو إنزيم يزداد عادة مع زيادة كمية سرطان الغدد الليمفاوية.
ما هي مدة انتشار سرطان الغدد الليمفاوية؟
يتساءل العديد من المرضى عن المدة اللازمة لانتشار سرطان الغدد الليمفاوية، ويمكن القول أن تحديد المدة الزمنية اللازمة لانتشار السرطان مرتبط بعوامل معينة، منها النوع الفرعي لسرطان الغدد الليمفاوية المصاب به المريض.
من المعروف أن سرطان الغدد الليمفاوية الخاملة يميل إلى النمو والانتشار ببطء، وله علامات وأعراض قليلة، بينما ينمو سرطان الغدد الليمفاوية العدواني وينتشر بسرعة، وله علامات وأعراض يمكن أن تكون شديدة.
تعتمد أيضًا مدة انتشار سرطان الغدد الليمفاوية على مرحلة السرطان التي وصل إليها المرض، ومن هنا نلاحظ أن هناك بعض الأنواع التي قد تتقدم ببطء على مدى أشهر أو حتى سنوات، بينما يمكن أن تنتشر سرطانات أخرى بسرعة أكبر وفي فتره زمنية قليلة.
بذلك نكون قد أجبنا على سؤال هل سرطان الغدد الليمفاوية ينتشر بسرعة؟ وسؤال مدة انتشار سرطان الغدد الليمفاوية.
هل سرطان الغدد الليمفاوية يسبب الوفاة؟
يعتبر سرطان الغدد الليمفاوية من الأمراض القابلة للعلاج بصورة كبيرة، ومع ذلك وفي حالات معينة، يمكن أن تتطور ليمفوما هودجكين وغير هودجكين إلى مراحل حادة وتؤدي إلى الوفاة.
في بعض الأحيان، تحدث الوفاة نتيجة لتطور المرض، وفي أحيان أخرى تؤدي مضاعفات سرطان الغدد الليمفاوية إلى الوفاة، وتشمل هذه المضاعفات ما يلي:
1- الالتهابات
سرطان الغدد الليمفاوية يمكن أن يمنع وظيفة المناعة في حماية الجسم من الامراض، فالسرطان يحدث عندما تتحور خلايا الدم البيضاء وتنمو بكثرة بصورة يصعب السيطرة عليها، وبصورة عامة كلما زاد عدد خلايا سرطان الغدد الليمفاوية، كلما قلت المساحة المتاحة لتكوين خلايا الدم البيضاء الصحية والمقاومة للجراثيم.
يزيد نقص خلايا الدم البيضاء من خطر الإصابة بالعدوى، بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي، مثل الالتهاب الرئوي والتهابات مجرى الدم، يمكن أن تصبح هذه العدوى خطيرة للغاية ويمكن أن تصبح قاتلة.
2- تلف الأعضاء وفشلها
يُعرف سرطان الغدد الليمفاوية الذي ينتشر إلى أعضاء أخرى في الجسم بالمرحلة الرابعة من سرطان الغدد الليمفاوية، في هذه المرحلة ينتشر السرطان إلى الكبد والرئتين ونخاع العظام، ومع تقدم الحالة، يمكن أن يحدث تلف في هذه الأعضاء، وعندما يحدث ذلك فإنها قد لا تعمل بشكل صحيح، مثل الكبد والرئيتين.
3- النزيف
يمكن أن يسبب سرطان الغدد الليمفاوية الذي يغزو النخاع العظمي نقص الصفيحات، وفي هذه الحالة لا يحتوي الجسم على ما يكفي من الصفائح الدموية لوقف النزيف.
في الحالات الشديدة من نقص الصفيحات، قد لا يكون لدى المريض ما يكفي من الصفائح الدموية لوقف النزيف الداخلي، مثل نزيف الأمعاء والذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، بالإضافة إلى ذلك وفي حالات متقدمة يمكن أن يؤدي نقص الصفيحات إلى نزيف في الدماغ والذي ينتهي بسكتة دماغية.
ما هي خطورة سرطان الغدد الليمفاوية؟
بعد أن تعرفنا على جواب سؤال هل سرطان الغدد الليمفاوية ينتشر بسرعة، دعونا نتعرف على خطورة المرض، تظهر خطورة مرض سرطان الغدد الليمفاوية في أنه وفي حال لم يتم علاجه أو لم يفلح يمكن أن يصاحبه ظهور مضاعفات خطيرة مثل:
- ضعف جهاز المناعة: يعد ضعف الجهاز المناعي أحد المضاعفات الشائعة لسرطان الغدد الليمفاوية، ويمكن أن يصبح أكثر خطورة أثناء العلاج؛ لأنه يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
- العقم: العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي لسرطان الغدد الليمفاوية يمكن أن يسبب العقم، الذي يمكن أن يكون مؤقتًا في بعض الأحيان ودائمًا في أحيان أخرى؛ لهذا يمكن أن يوصي الطبيب الرجال بتخزين عينات من حيواناتهم المنوية والنساء بتخزين بويضاتهن قبل العلاج.
- الإصابة بأنواع أخرى من السرطان: المرضى المصابون بالمرض هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم أو أنواع أخرى من السرطان في المستقبل؛ لأن العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي يزيدان من هذا الخطر.
- مشاكل صحية أخرى: خطر الإصابة بحالات صحية أخرى في المستقبل مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الرئة يكون أعلى لدى الأشخاص الذين أصيبوا بسرطان الغدد الليمفاوية.
في النهاية، بعد أن عرفنا جواب سؤال هل سرطان الغدد الليمفاوية ينتشر بسرعة، وعرفنا أن هذا النوع من السرطان قابل للانتشار في مرحلة ما من المرض، إلا أننا لا يجب أن ننسى أن هذا السرطان يمكن علاجه والشفاء منه في حال تم اختيار مركز العلاج المناسب، ولا يوجد أفضل من مركز أمراض الدم والأورام، لما يتمتع به من خبرات وكوادر بشرية وأجهزة طبية متطورة.