هل سرطان الغدد اللمفاوية يظهر في تحليل الدم؟ ولماذا يطلب العديد من الأطباء إجراء اختبارات الدم في حالات سرطان الغدد اللمفاوية؟ وما هي الفحوصات أو الاختبارات التي يمكن أن تجزم بالإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية من عدمه؟ جميع هذه الأسئلة تدور في خاطر مريض سرطان الغدد اللمفاوية وتحتاج إلى إجابة واضحة ومفصلة، وهذا تحديدًا ما سنقوم به في هذا المقال.

هل سرطان الغدد اللمفاوية يظهر في تحليل الدم؟

هل يظهر سرطان الغدد الليمفاوية بتحليل الدم؟ أو هل تحليل CBC يكشف عن سرطان الغدد اللمفاوية؟ جميع هذه الأسئلة إجابتها واحدة وهي لا، لا يمكن الاعتماد على تحليل الدم في الجزم بالإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية من عدمه، وعلى الرغم من أن تحليل الدم من التحاليل المطلوبة في هذه الحالة، إلا أنه لا يمكن أبدًا اعتبارها ضمن طرق التشخيص الأساسية للمرض.

على الرغم من أن اختبارات الدم ضرورية أثناء فحص وتقييم أي ورم خبيث في الدم مثل سرطان الدم والورم النقوي وسرطان الغدد الليمفاوية، إلا أن الاختبار التشخيصي الرئيسي عادًة ما يكون عبارة عن خزعة تؤخذ من الأنسجة.

تحاليل الدم التي يجريها المريض مع سرطان الغدد اللمفاوية

يستخدم الأطباء أحيانًا اختبارات الدم بجانب بعض الفحوصات الأخرى عند تشخيص سرطان الغدد الليمفاوية، وتشمل اختبارات الدم التي يمكنها أن تساعد الأطباء عند تشخيص سرطان الغدد الليمفاوية ما يلي:

• تعداد الدم الكامل.
• اختبارات كيمياء الدم.
• اختبار LDH.
• اختبار التنميط المناعي أو قياس التدفق الخلوي.
• اختبار الغلوبولين المناعي في الدم

كيف يظهر سرطان الغدد الليمفاوية بتحليل الدم؟

سرطان الغدد اللمفاوية يمكن ملاحظته في تحاليل الدم ولكن لا يجب اعتبارها نتيجة قاطعة، وظهوره في تحليل الدم يختلف باختلاف التحليل، ويكون ظهوره كالتالي: 

1- تعداد الدم الكامل (CBC)

بشكل عام يُستخدم هذا النوع من الاختبارات لفحص سمات وأجزاء مختلفة من الدم، بما في ذلك قياس عدد وأنواع خلايا الدم.

يقيس هذا الاختبار عدد خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية في الدم، وكذلك كمية الهيموجلوبين في خلايا الدم الحمراء.

بالنسبة للأشخاص المصابين بسرطان الغدد الليمفاوية، يمكن أن ينخفض لديهم عدد خلايا الدم، وفي هذه الحالة يكون ذلك مؤشرًا على أن سرطان الغدد الليمفاوية قد نما في نخاع العظام، مما يؤثر على تكوين خلايا الدم الجديدة، بذلك نكون قد أجبنا على سؤال هل سرطان الغدد اللمفاوية يظهر في تحليل الدم؟

2- اختبارات كيمياء الدم

قد يوصي الطبيب أيضًا بإجراء اختبار كيمياء الدم لتحديد ما إذا كانت الأعضاء الأساسية مثل الكبد والكلى تعمل بشكل صحيح أو لا، وقد يتضمن هذا الفحص فحص مستويات الشوارد أو الأشياء الأخرى التي تطلقها الأعضاء في الجسم، وفي حال كان النطاق غير طبيعي، فقد يدل ذلك على حدوث مضاعفات صحية.

3- التنميط المناعي

هو نوع من أنواع قياس التدفق الخلوي، ويتم استخدام هذا النمط في بعض الأحيان لتشخيص سرطان الغدد الليمفاوية، وهو يتضمن استخدام الأجسام المضادة لتحديد وتصنيف خلايا سرطان الغدد الليمفاوية.

4 اختبار LDH

يمكن الإجابة على سؤال هل سرطان الغدد اللمفاوية يظهر في تحليل الدم في حال كان الاختبار هو LDH، غالبًا ما تكون مستويات (LDH) أعلى لدى الأشخاص المصابين بسرطان الغدد الليمفاوية.

5- اختبار الغلوبولين المناعي في الدم

يقيس هذا الاختبار مستوى الأجسام المضادة في الدم، حيث تكون بعض الأجسام المضادة عالية في بعض أنواع سرطان الغدد الليمفاوية.

دلالات تربط سرطان الغدد اللمفاوية بتحليل الدم

على الرغم من أن فحص الدم لا يعطي نتيجة نهائية للإصابة بالمرض من عدمه، إلا أنه يمكن أن يعطي دلائل أخرى مرتبطة بتحديد مرحلة السرطان أو المشاكل الأخرى المرتبطة بالسرطان، مثل:

• التمييز بين حالات فقر الدم وسرطان الغدد اللمفاوية باعتباره نوع من أنواع سرطان الدم.
• الاستدلال من نتائج تحليل الدم إلى انتشاره إلى نخاع العظم أو لا، فمثلاً إذا كان عدد الصفائح الدموية وخلايا الدم البيضاء قليل، دل هذا على انتشار السرطان في نخاع العظم.
• نتائج فحوصات الدم تمنح دليلًا لوصول السرطان إلى نخاع العظم في حال حدوث فقر الدم.

هل يظهر السرطان المبكر في تحليل الدم؟

معظم أنواع السرطان لا تظهر في فحوصات الدم الروتينية، ولكن هناك اختبارات دم متخصصة يمكنها اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة لدى بعض الأشخاص، من بين هذه الفحوصات ما يلي:

1- اختبار جاليري

هذا النوع المحدد من اختبارات الدم يمكنه اكتشاف أكثر من 50 نوع مختلف من السرطان، حيث يستخدم هذا الفحص تسلسل الحمض النووي للعثور على أنماط فريدة، توخبر الطبيب ما إذا كان المريض مصابًا بالسرطان أو لا وأين بدأ.

2- اختبار البلازما القائم على البروتينات

بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال هل سرطان الغدد اللمفاوية يظهر في تحليل الدم؟ دعونا نتعرف على اختبار البلازما القائم على البروتينات..

وُجدت دراسة بحثية أجريت عام 2024 أن اختبار الدم الجديد يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن 18 نوع مختلف من السرطان، وفي هذه الدراسة التي أجريت على 440 شخص، اكتشف الاختبار أن 93% من حالات السرطان في المرحلة الأولى لدى الرجال، و84% من حالات السرطان في المرحلة الأولى لدى النساء.

يصعب تشخيص العديد من أنواع السرطان في مراحلها المبكرة، لكن فحوصات السرطان الروتينية يمكن أن تساعد في اكتشاف أنواع معينة من السرطان قبل ظهور الأعراض.

كيف يتم تشخيص سرطان الغدد الليمفاوية؟

بعد أن أجبنا على السؤال الرئيسي في المقال وهو هل سرطان الغدد اللمفاوية يظهر في تحليل الدم، دعونا نتعرف على طرق التشخيص الصحيحة لهذا المرض.

في البداية يجب أن نعرف أن هناك أنواع مختلفة من الأورام اللمفاوية، وهناك طرق مختلفة لتشخيصها، تتضمن هذه الطرق الخزعات واختبارات التصوير.

تشخيص سرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين

قد يوصي الأطباء بالاختبارات التالية لتشخيص وتحديد مرحلة سرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين (NHL):

• خزعة العقدة الليمفاوية.
• خزعة من نخاع العظم.
• اختبارات الدم والتي يمكن أن تشمل اختبار CBC ،LDH.
• البزل القطني.
• اختبارات التصوير، مثل الأشعة السينية، الموجات فوق الصوتية، التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)، والتصوير المقطعي المحوسب (CT).
• اختبارات الكروموسوم، مثل تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR)، والتحليل الوراثي الخلوي، والتهجين الفلوري في الموقع (FISH).
• اختبارات الأنسجة والدم الأخرى، مثل الكيمياء المناعية والتنميط المناعي.

تشخيص سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين

غالبًا ما يستخدم الأطباء الخزعات للتحقق مما إذا كان الشخص مصابًا بسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين، حيث يتم أخذ خزعة لفحص الخلايا السرطانية تحت المجهر.

السمة المميزة لتشخيص سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين هي وجود خلايا غير طبيعية تحتوي على أكثر من نواة واحدة، أما بالنسبة للفحوصات الأخرى التي يتم إجراؤها في حالة سرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين هي نفسها التي يتم إجراؤها في حالة سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين.

ما هي المعلومات التي توفرها اختبارات الدم عن السرطان؟

هل سرطان الغدد اللمفاوية يظهر في تحليل الدم؟ بالاشتراك مع اختبارات وفحوصات أخرى، يمكن أن يوفر فحص الدم معلومات مهمة ومتعلقة بالسرطان، وتشمل هذه المعلومات ما يلي:

• مرحلة السرطان.
• المواد الكيميائية والبروتينات الموجودة في الدم والتي قد تشير إلى السرطان.
• مستويات خلايا الدم المرتفعة أو المنخفصة والتي ربما بسبب السرطان.
• فعالية العلاجات.
• معرفة إمكانية عودة السرطان مرة أخرى من عدمه.

الآثار الجانبية المترتبة على فحص الدم للسرطان

اختبارات الدم آمنة للغاية وتنطوي على مخاطر قليلة للغاية، ففي حالات نادرة قد ينتفخ الوريد قليلاً، ويمكن أن يساعد تطبيق الكمادات الدافئة مثل المنشفة الدافئة أو الوسادة الدافئة على تهدئة الكدمة وعلاج المشكلة.

هل يمكن أن يكون المريض مصاب بالسرطان وتكون اختبارات الدم طبيعية؟

نعم، من الممكن أن يكون المريض مصابًا بالسرطان وتكون نتائج فحوصات الدم طبيعية وذلك لأن تحليل الدم وحده لا يمكنه اكتشاف معظم أنواع السرطان، من بينها سرطان الغدد الليمفاوية.

في النهاية، تعرفنا على إجابة سؤال هل سرطان الغدد اللمفاوية يظهر في تحليل الدم، وأن تحليل الدم وعلى الرغم من أن له دلائل مرتبطة بسرطان الغدد اللمفاوية إلا أنه لا يعد اختبار فاصل وجازم في هذا الأمر، كان من الضروري التنويه إلى ضرورة التوجه إلى مركز أمراض الدم والأورام؛ لعمل الاختبارات اللازمة للكشف عن المرض في حال ظهور أيًا من أعراضه.