نسبة الشفاء من سرطان الفم تختلف بناءًا على عدة عوامل، تشمل مرحلة اكتشاف المرض ونوع العلاج المستخدم، لكن بفضل التقدم الطبي الحديث، تحسنت فرص الشفاء بشكل ملحوظ، خاصًة إذا تم التشخيص في المراحل المبكرة، ومن الجدير بالذكر أن التوعية والفحوصات الدورية تلعبان دورًا كبيرًا في تحسين النتائج، لذا من المهم الكشف المبكر واتباع نصائح الأطباء؛ لضمان أفضل فرص الشفاء.
ما هو سرطان الفم؟
سرطان الفم هو نوع من السرطان الذي يتطور في الأنسجة الموجودة في الفم أو الحلق، ويمكن أن يظهر في الشفاه أو اللثة أو اللسان أو بطانة الخدين أو سقف الفم أو أرضيته.
أكثر مع يميز هذا النوع من السرطان هو ظهور تقرحات أو أورام، قد تكون غير مؤلمة في البداية، ولكنها قد تتسبب في صعوبة بلع الطعام أو مضغه، كذلك التحدث في مراحل لاحقة، لذلك فإن الكشف المبكر والعلاج السريع يمكن أن يحسنا من نسبة الشفاء من سرطان الفم، ويقللا من المضاعفات المحتملة.
نسبة الشفاء من سرطان الفم
تختلف نسبة الشفاء من سرطان الفم بناءًا على عدة عوامل، منها مرحلة السرطان، موقعه، استجابة المريض للعلاج، نوع الورم، الخطة العلاجية المتبعة وعمر المريض.
بشكل عام، تتراوح نسبة الشفاء ما بين 50% إلى 90%، حيث تعني نسبة الشفاء هنا معدل البقاء على قيد الحياة لعدة سنوات بعد التشخيص، وهذا لا يعني أنهم سيموتون بعد ذلك، بل يعني أن الدراسة ركزت على فترة معينة، ويمكن للمرضى أن يعيشوا أطول من ذلك.
حالات المصايبين الذين تم اكتشاف مرضهم مبكرًا يمكن أن يُشفون بشكل كامل إذا التزموا بالعلاج والنصائح الطبية.
هل نسبة الشفاء من سرطان الفم مرتفعة؟
يوجد عدة نقاط توضح أن نسبة الشفاء من سرطان الفم تعتمد بشكل كبير على مرحلة الاكتشاف ونوع السرطان والعلاج المستخدم، والتي سنوضحها فيما يلي:
- تكون نسبة شفاء المرض مرتفعة إذا تم استئصال السرطان بالكامل مع الأنسجة السليمة المحيطة به، قبل أن يصل إلى العقد اللمفوية.
- المرضى المصابون بسرطان اللسان الذي لم ينتشر إلى العقد اللمفوية يملكون فرصة جيدة للبقاء على قيد الحياة لفترة طويلة بعد التشخيص.
- الأشخاص الذين يعانون من سرطان غير منتشر في قاع الفم يتمكنون عادة من البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة بعد التشخيص، مما يعزز من نسبة الشفاء من سرطان الفم.
- إذا انتشر السرطان إلى العقد اللمفوية، فإن معدل البقاء على قيد الحياة ينخفض بشكل ملحوظ.
- المرضى الذين يعانون من كارسينومة الشفة السفلى لديهم فرصة ممتازة للبقاء على قيد الحياة لفترة طويلة، وهذه الكارسينومة نادرًا ما تنتشر، مما يساهم في زيادة نسبة الشفاء.
- تميل كارسينومة الشفة العليا إلى أن تكون أكثر عدوانية وتميل إلى الانتشار.
- الأشخاص الذين يعانون من سرطان الحلق يملكون فرصة جيدة للبقاء على قيد الحياة لفترة طويلة بعد التشخيص.
- إذا كان السبب هو عدوى فيروس الورم الحليمي البشري HPV، فإن معدل البقاء يرتفع، بينما يكون أقل إذا كان السبب شيئًا آخر.
العوامل المؤثرة في نسبة الشفاء من سرطان الفم
نسبة الشفاء من سرطان الفم تتأثر بالعديد من العوامل المختلفة، وهنا سنستعرض بعض العوامل الأساسية التي تساهم في تحسين فرص الشفاء:
- اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة، يؤدي ذلك إلى نتائج أفضل وفرص أعلى للشفاء.
- تختلف فرص الشفاء بناءًا على موقع الورم في الفم، سواء كان في الشفتين أو اللسان أو اللثة.
- تختلف نسبة النجاح في العلاج بين المرضى بناءًا على استجابة أجسامهم للعلاج.
- نوع الورم يؤثر على معدلات الشفاء، حيث تكون بعض الأنواع أقل عدوانية من غيرها.
- تشمل العوامل المؤثرة نوعية العلاج المستخدم، سواء كانت جراحة أو إشعاع أو كيميائي، إذ تلعب هذه العوامل دورًا مهمًا في نسبة الشفاء.
- العمر يلعب دورًا مهمًا في نسب الشفاء، فالشباب يكون لديهم عادًة استجابة أفضل للعلاج مقارنة بالأشخاص الأكبر سنًا.
- الفحوصات المنتظمة تساعد في اكتشاف المرض مبكرًا، وبالتالي تحسين فرص الشفاء.
هل سرطان الفم خطير؟
نعم، يعتبر سرطان الفم خطيرًا إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في وقت مبكر، حيث يمكنه الانتشار إلى مناطق أخرى في الفم والحلق، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على جودة الحياة بشكل عام وتسبب صعوبة في الأكل والشرب والتحدث.
ومع ذلك فإن فرص الشفاء تتحسن بشكل كبير إذا تم اكتشافه وعلاجه مبكرًا، بالإضافة إلى ذلك، تلعب التوعية بأعراض المرض والفحوصات الدورية دورًا كبيرًا في الكشف المبكر وتحسين فرص العلاج والشفاء.
طرق علاج سرطان الفم
تحسين نسبة الشفاء من سرطان الفم يعتمد على معرفة العلاجات المتاحة وتطبيقها بفعالية، ونستعرض أبرز تلك العلاجات فيما يلي:
- الجراحة: تبدأ غالبًا بإزالة الورم وبعض الأنسجة السليمة المحيطة به؛ لضمان التخلص من جميع الخلايا السرطانية، وفي بعض الأحيان، قد تشمل إزالة أجزاء من الفك أو اللسان، مما قد يؤدي إلى مشكلات في النطق والبلع، لكن التأهيل يمكن أن يساعد في التعامل مع هذه التحديات.
- استئصال العقد اللمفية: في حالة انتشار السرطان إلى العقد اللمفوية في الرقبة، يتطلب الأمر جراحة لإزالتها، وذلك للمساعدة في منع انتشار السرطان، وتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لعلاجات إضافية، مثل العلاج الإشعاعي أو الكيميائي.
- العلاج الإشعاعي: يستخدم طاقة قوية لقتل الخلايا السرطانية، ويمكن استخدامه بعد الجراحة للقضاء على الخلايا المتبقية، وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون بديلاً للجراحة.
- العلاج الكيميائي: يستخدم أدوية قوية لاستهداف الخلايا السرطانية، وقد يتم دمجه مع العلاج الإشعاعي لتعزيز فعاليته.
- العلاج الموجه: يستهدف مواد كيميائية محددة داخل الخلايا السرطانية، مما يساعد في إيقاف نموها وانتشارها.
- العلاج المناعي: يعزز قدرة الجهاز المناعي على اكتشاف الخلايا السرطانية والقضاء عليها، ويستخدم عادًة عندما يكون السرطان قد انتشر أو لم يستجب للعلاجات الأخرى.
- العلاج الضوئي الديناميكي: يتضمن استخدام دواء يجعل الخلايا السرطانية حساسة للضوء، ثم تسليط ضوء عالي الكثافة عليها لتدميرها، وهو خيار جيد للعلاجات الموضعية.
في الختام، تعتبر نسبة الشفاء من سرطان الفم مرتفعة إذا تم اكتشافه مبكرًا وتم اتباع العلاج المناسب معه، ولذلك، ننصح بضرورة زيارة مركز أمراض الدم والاورام، حيث يلعب الفحص الدوري والالتزام بخطة العلاج دورًا كبيرًا في تحسين فرص الشفاء والبقاء بصحة جيدة.