ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن هو أحد أنواع سرطان الدم والنخاع الذي يتطور ببطء في الجسم، ويصيب البالغين بصورة خاصة، فهل يمكن الشفاء من هذا المرض؟ وما هي نسبة الشفاء من سرطان الدم الليمفاوي المزمن؟ وما هي أهم العوامل التي تحدد نسبة الشفاء من المرض؟ الإجابة على كل هذه الأسئلة نجدها داخل هذا المقال.
سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL)
هو نوع من سرطان الدم ونخاع العظم، وهو الشكل الأكثر شيوعًا لسرطان الدم لدى البالغين، يحدث هذا النوع من السرطان عندما تتحول خلايا الدم البيضاء السليمة في نخاع العظم إلى خلايا سرطانية، تتكاثر بسرعة وتزاحم خلايا الدم والصفائح الدموية السليمة.
مصطلح اللمفاويات في سرطان الدم الليمفاوي المزمن المراد به الخلايا المتضررة، وهي خلايا الدم البيضاء المعروفة باسم اللمفاويات، والتي تساعد على مكافحة العدوى، أما مصطلح مزمن يعني أن هذا النوع من السرطان يستغرق وقتاً طويلاً حتى ينمو ويتطور.
يصيب سرطان الدم الليمفاوي المزمن البالغين في عمر الـ 65 عامًا، كذلك يمكن أن يصيب البالغين من عمر الـ 30 عامًا، ويمكن أن يصاحب هذه الحالات ظهور أعراض وأحيانًا أخرى لا، ويتم اكتشافه صدفة في هذه الحالة، الجيد في الموضوع أن نسبة الشفاء من سرطان الدم الليمفاوي المزمن هي نسبة مرتفعة.
نسبة الشفاء من سرطان الدم الليمفاوي المزمن
تزداد نسبة الإصابة بأنواع السرطانات المختلفة حول العالم، ولكن الخبر الجيد أن نسب العلاج من مرض السرطان أصبحت هي الأخرى مرتفعة، وعلى الرغم من أن سرطان الدم الليمفاوي المزمن يشكل حوالي ربع حالات سرطان الدم الجديدة، إلا أنه يمكن التحكم فيه بصورة كبيرة، حيث تبلغ نسبة الشفاء من سرطان الدم الليمفاوي المزمن حوالي 85% من إجمالي الحالات المصابة، والمراد بنسب الشفاء من سرطان الدم الليمفاوي المزمن أي أن المريض استطاع البقاء لمدة خمس سنوات بعد التشخيص.
علاج مرض السرطان في كثير من الأحيان يهدف إلى قدرة المريض على التعايش مع المرض لفتره طويلة، ولا يقصد به تمام الشفاء من المرض، وارتفاع نسب الشفاء من سرطان الدم تعتمد على العديد من العوامل، منها جودة الرعاية الصحية التي يحصل عليها المريض، والحالة الصحية العامة للمريض.
أنواع سرطان الدم الليمفاوي المزمن
هناك نوعان من سرطان الدم الليمفاوي المزمن، وهذان النوعان يتم التمييز بينهما عن طريق الفحوصات المخبرية. النوع الأول منه يتطور ببطء شديد، ويمكن ألا يحتاج المريض إلى استخدام أي علاج معه، أما النوع الثاني فيتطور بسرعة كبيرة، وعادة ما يكون أكثر خطورة، والسبب في تطور المرض بسرعة في النوع الثاني هو احتواءه على بروتينات نمو معينة، تعمل على تسريع تطور المرض.
يستطيع الأطباء علاج سرطان الدم الليمفاوي المزمن بصورة نهائية في حالات نادرة للغاية، والغالبية العظمى من الحالات يكون الهدف من العلاج معها هو التعايش مع المرض.
أعراض سرطان الدم الليمفاوي المزمن
مع العديد من الحالات قد لا تظهر أعراض سرطان الدم الليمفاوي المزمن في وقت مبكر من المرض، لذا يتم اكتشافه صدفة لدى معظم الحالات، وتشمل الأعراض المميزة له ما يلي:
- التعب الشديد.
- تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة، أو تحت الذراعين.
- فقدان الوزن بدون سبب واضح.
- ارتفاع درجة الحرارة بسبب العدوى.
أسباب سرطان الدم الليمفاوي المزمن
بعد أن تعرفنا على نسبة الشفاء من سرطان الدم الليمفاوي المزمن، دعونا نتعرف على أسباب الإصابة بسرطان الدم الليمفاوي المزمن، والتي تتضمن ما يلي:
- التاريخ المرضي للعائلة: تشير الدراسات أنه في حال وجود أقارب مصابين بسرطان الدم الليمفاوي المزمن، ترتفع نسبة الإصابة بالمرض، بحيث يكون هؤلاء الأشخاص هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم الليمفاوي المزمن.
- العمر: تزيد نسبة الإصابة بالمرض كلما زاد عمر المريض.
- الجنس: الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم الليمفاوي المزمن من النساء.
- كثرة الخلايا البائية وحيدة النسيلة: في حال كان جسم المريض يحتوي على عدد أكبر من الطبيعي من الخلايا البائية في الدم، يرتفع لديه خطر الإصابة بسرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL).
عوامل تحدد نسبة الشفاء من سرطان الدم الليمفاوي المزمن
توجد العديد من العوامل التي تؤثر على نسبة الشفاء من سرطان الدم الليمفاوي المزمن ومن أهمها:
- طريقة انتشار الخلايا السرطانية في نخاع العظام.
- المرحلة التي تم فيها تشخيص المرض، هل هي مرحلة مبكرة أو متقدمة
- الصحة العامة للمريض.
- وجود أي مشاكل صحية يمكن أن يعاني منها المريض.
- نوع الخلايا المسببة للمرض.
- درجة خطورة الأعراض التي يعاني منها الشخص.
- العمر، حيث تزداد خطورة سرطان الدم بزيادة العمر، ونسبة الشفاء من مرض سرطان الدم الليمفاوي المزمن حسب العمر تكون كالتالي:
- الأشخاص في عمر 60 عام تصل نسبة التعافي إلى %95.
- الأشخاص في عمر الـ 70 عامًا تقل نسبة الشفاء من مرض سرطان الدم الليمفاوي المزمن وتصل إلى %90.
- الأشخاص بعمر الـ 80 عامًا تصل نسبة الشفاء إلى %65.
طريقة تشخيص سرطان الدم الليمفاوي المزمن
بعد التعرف على أعراض سرطان الدم الليمفاوي المزمن، دعونا نتعرف على الطرق المتبعة لتشخيص هذا المرض والتي منها:
- تعداد الدم الكامل أو اختبار الدم الكامل: يقيس هذا الفحص عدد خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية، كما يقيم كمية الهيموجلوبين.
- مسحة الدم المحيطية: في هذا الاختبار يتم فحص خلايا الدم تحت المجهر؛ للبحث عن خلايا الدم السرطانية.
- الاختبارات الجينية: تساعد هذه الاختبارات على فحص الكروموسومات والجينات الخاصة بالمريض.
علاج سرطان الدم الليمفاوي المزمن
بعد أن تعرفنا على نسبة الشفاء من سرطان الدم الليمفاوي المزمن، دعونا نتعرف على طرق العلاج المتبعة مع هذا المرض، والتي يعتمد الاختيار بينها على شدة وحدة الأعراض، وتشمل طرق العلاج ما يلي:
العلاج الموجه
يعمل هذا العلاج على استهداف الخلايا السرطانية، حيث تعمل على تدميرها بدون أن تدمر الخلايا السليمة أو الصفائح الدموية، في نفس الوقت تمنع خلايا الدم البيضاء السرطانية من النمو.
العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة
هو أحد أنواع العلاج المناعي، الذي يتم فيه استخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، وهي أجسام مضادة تُصنع في المختبر تمنع نمو الخلايا السرطانية وتدمرها.
العلاج الكيميائي
توجد العديد من العلاجات الكيميائية الفعالة في علاج سرطان الدم الليمفاوي المزمن، مثل فلودارابين، بنداموستين وكلورامبوسيل.
العلاج المناعي
يعمل هذا العلاج على تقوية جهاز المناعة لدى المريض؛ لقتل المزيد من الخلايا السرطانية أو إبطاء نمو الخلايا السرطانية.
نصائح هامة للتعايش مع سرطان الدم الليمفاوي المزمن
بجانب العلاج المتبع في السيطرة على الأعراض وزيادة راحة المريض، توجد العديد من النصائح التي يجب العمل بها لزيادة راحة المريض والتي يوصي الأطباء باتباعها مثل:
1- الالتزام بمواعيد المتابعة
من الضروري الالتزام بمواعيد المتابعة الدورية التي يتابع من خلالها الطبيب آثار العلاج على جسم المريض ومدى نجاحه، والحرص على هذه المواعيد يساعد أيضًا في اكتشاف علامات عودة المرض مرة أخرى في حال اكتمال العلاج.
2- إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة
يساعد نمط الحياة الصحي المريض على التحسن، كما يساعده على إدارة سرطان الدم الليمفاوي المزمن، وتشمل تغيرات نمط الحياة ممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
3- الحصول على دعم عند الحاجة
ينصح العديد من الأطباء المرضى بالذهاب إلى طبيب نفسي من أجل الحصول على دعم عاطفي، ففي مرحلة ما قد تتأثر نفسية المريض، ويحتاج إلى من يدعمه عاطفيًا، ويدفعه إلى الاستمرار في مراحل العلاج؛ منعًا لحدوث أي مضاعفات أو انتكاسات قد تؤثر على حالته المرضية.
في الختام، نسبة الشفاء من سرطان الدم الليمفاوي المزمن هي نسبة مرتفعة، ولكن تحقيقها يلزم المريض بالالتزام بكافة التعليمات والنصائح التي يمليها عليه الطبيب المعالج، بالإضافة إلى ضرورة اتباعه لنمط حياة صحي، وممارسة بعض الرياضات البسيطة التي تحافظ على صحته.