سرطان الأمعاء مثله مثل أي نوع من أنواع السرطانات الأخرى، يحتاج إلى تشخيص وعلاج، حتى تزيد نسبة التعافي منه، وبشكل عام تعتمد نسبة الشفاء من سرطان الأمعاء على العديد من العوامل، منها مدى انتشار الورم، الحالة الصحية العامة للمريض ومدى التزام المريض بالعلاج.
وفي هذا المقال، نتعرف على نسبة الشفاء من سرطان الأمعاء بالتفصيل، وهل يمكن أن يعود سرطان الأمعاء مرة أخرى بعد العلاج في مركز أمراض الدم والأورام.
نسبة الشفاء من سرطان الأمعاء
أحد أهم العوامل التي يمكنها أن تساعد المريض في تحديد فرصة علاجه ونسبة الشفاء من سرطان الأمعاء وبقائه على قيد الحياة هو مدى تقدم الورم في وقت التشخيص، كما هو الحال مع أنواع السرطان الأخرى، فكلما تم تشخيص المرض في وقت مبكر، كلما كان التشخيص أفضل، بالتالي فرصة التعافي مع العلاج أكبر.
وفقًا لقاعدة بيانات برنامج المراقبة وعلم الأوبئة والنتائج النهائية (SEER) التابع للمعهد الوطني للسرطان، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لسرطان الأمعاء هو 90.6%، بينما معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات في حال انتشر الورم إلى مناطق بعيدة من الجسم هو 14.7%
لحسن الحظ، سرطان الأمعاء الحميد بطيء النمو نسبيًا، حيث يستغرق نمو الورم عادةً ما يقرب من 10 إلى 15 عام حتى يتطور إلى سرطان، خلال هذا الوقت، لا يصاحب المريض أي أعراض.
بمجرد أن ينتشر الورم إلى جزء آخر من الجسم، مثل الدماغ، الرئتين، الكبد أو الغدد الليمفاوية، يمكن ملاحظة ظهور بعض الأعراض التي تختلف باختلاف مكان الورم، فمثلاً في حال وصل الورم إلى الرئتين، يشعر المريض بضيق في التنفس وسعال مزمن.
هل يمكن أن يعود سرطان الأمعاء بعد العلاج؟
بعد أن تعرفنا على نسبة الشفاء من سرطان الأمعاء، دعونا نتعرف على إمكانية عودة هذا المرض مرة أخرى، من هنا يمكن أن نقول أنه توجد بعض الحالات التي يعود إليها السرطان مرة أخرى بعد اكتمال العلاج وتمام التعافي، وهذا ما يُعرف باسم تكرار الإصابة بالمرض.
لذا من المهم أن يجري المريض فحوصات منتظمة؛ حتى يمكن للطبيب اكتشاف السرطان في وقت مبكر في حال عودته، وبصورة عامة الأشخاص الذين نجوا من السرطان هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض مرة أخرى، لذا من المرجح أن يعود خلال ثلاث إلى خمس سنوات من التشخيص.
ولكن إذا عاد الورم مرة أخرى واقتصر على الأمعاء والغدد الليمفاوية القريبة، فقد يوصي الطبيب في هذه الحالة بإجراء عملية جراحية لإزالة الكتلة السرطانية، أما إذا انتشر السرطان إلى خارج الأمعاء ففي هذه الحالة توجد بعض الخيارات العلاجية التي يمكن تجربتها والتي منها الجراحة أو العلاج الكيميائي أو العلاج الموجه أو العلاج المناعي أو العلاج الإشعاعي.
هل يمكن الشفاء من سرطان الأمعاء؟
بصورة عامة، أدت التطورات الحديثة في الأبحاث والعلاجات إلى تحسين نسبة الشفاء من سرطان الأمعاء بشكل كبير، لذا يمكن القول أنه نعم، يمكن للمريض أن يتعافى من السرطان وخاصًة إذا كان في مراحلة الأولى في حال التزم بالعلاجات الموصوفة له، مع ذلك توجد بعض العوامل المتحكمة في هذا الأمر من بين هذه العوامل ما يلي:
- مكان تواجد السرطان وهل ينتشر.
- عمر المريض المصاب.
- الصحة العامة للمريض.
- نوع العلاج الذي تم اختياره.
علاج سرطان الأمعاء
توجد العديد من خيارات العلاج المستخدمة مع مرضى السرطان، والاختيار بين أنواع العلاجات هذه يكون بحسب العديد من العوامل والتي منها نوع وحجم السرطان، صحة المريض العامة والأعراض التي يعاني منها، ومن بين أشهر خيارات العلاج المتاحة في هذه الحالة ما يلي:
1- الجراحة
هي إحدى خيارات العلاج التي تزيد من نسبة الشفاء من سرطان الأمعاء وهي العلاج الرئيسي للمرض الذي لم ينتشر بعد خارج الأمعاء، والهدف من الجراحة هو إزالة أكبر قدر ممكن من السرطان.
في الجراحة يستأصل الطبيب الجزء المصاب بالسرطان إذا كان صغير يتم استئصاله، ويتم توصيل الأجزاء الأخرى من الأمعاء بعضها البعض، أما إذا كان السرطان في الأمعاء كلها، فيتم استئصالها، وفي حال انتشر السرطان في الأمعاء والغدد الليمفاوية المحيطة به فيتم استئصال كلاً منهما.
2- العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي
غالبًا ما يتم استخدام هذا العلاج قِبل الجراحة لتقليل حجم الورم والحد من عدد الخلايا السرطانية، لكن يجب الانتباه إلى أنه لا يمكن استخدام العلاج الإشعاعي لعلاج سرطان القولون المبكر، إلا في حال كان المريض سيخضع لجراحة لإزالة الورم، ويمكن استخدام العلاج الإشعاعي في هذه الحالة لتدمير بقايا الخلايا السرطانية.
إذا انتشر السرطان خارج الأمعاء إلى العقد الليمفاوية أو إلى أعضاء أخرى، فقد يوصى بالعلاج الكيميائي في الحالات التالية:
- قبل الجراحة: لتقليص الورم وتسهيل إزالته.
- بعد الجراحة: لقتل أي خلايا سرطانية متبقية ولتقليل فرصة عودة السرطان.
3- العلاج الموجه
يستهدف هذا العلاج الجينات والأنسجة التي تساعد خلايا السرطان على النمو والتكاثر، غالبًا ما يستخدم الأطباء نوعًا خاص ومحدد من العلاج الموجه، يُعرف باسم العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة، هذا العلاج يستخدم أجسام مضادة خاصة تم تصنيعها لتعمل هذه الأجسام على الارتباط بأهداف محددة في الخلايا السرطانية أو الخلايا التي تساعد الخلايا السرطانية على النمو.
4- العلاج المناعي
يمكن لأدوية العلاج المناعي استخدام الجهاز المناعي للمريض للعثور على الخلايا السرطانية وقتلها وتعزيز الجهاز المناعي لدى المريض، ومساعدته على العمل بشكل أفضل لمحاربة الخلايا السرطانية
في الختام، عادًة ما تكون نسبة الشفاء من سرطان الأمعاء مرتفعة في حال كان المريض في المراحل المبكرة من المرض، من هنا، ننصح جميع مرضى السرطان بحجز موعد لدينا في مركز أمراض الدم والأورام؛ من أجل الخضوع للفحوصات معنا بصورة منتظمة، واكتشاف المرض في مراحله الأولى.