يحتاج مريض سرطان الغدة الدرقية إلى التعرف على مراحل سرطان الغدة الدرقية؛ من أجل أن يعرف العلاجات الدوائية المتاحة في هذه الحالة، ويعرف ما الذي يمكن أن يتوقعه من هذه العلاجات، لأن المراحل الأولى من المرض يكون فيها الورم بطئ النمو، وتتزايد حدته باختلاف مراحله، وفي المقال التالي نتعرف على مراحل المرض بشيء من التفصيل.

مراحل سرطان الغدة الدرقية

تعبر مراحل سرطان الغدة الدرقية عن مدى انتشار المرض وتطوره، وعادًة ما تنقسم مراحل تطور سرطان الغدة الدرقية إلى 4 مراحل، كلما زادت المرحلة كلما زادت شدة المرض وحدته.

أما بالنسبة لسؤال ما هي مراحل سرطان الغدة الدرقية؟ فالإجابة على هذا السؤال تكمن في كونه نظام تدرج خاص يتم استخدامه مع سرطان الغدة الدرقية، ويعرف بنظام TNM (اللجنة الأمريكية المشتركة لمكافحة السرطان)، يعتمد هذا النظام على 3 أجزاء رئيسية من المعلومات، وهي:

1. الورم (T): يُراد به معرفة مدى حجم الورم، وهل نمى أم لا.
2. العقيدات (N): يُراد بها انتشار الورم إلى العقد الليمفاوية القريبة.
3. الموقع أو الانتشار (M): يُراد به معرفة هل انتشر السرطان إلى الأعضاء البعيدة، مثل الرئتين أو الكبد أم لا.

النظام الموضح أدناه هو نظام حديث، يتم استخدامه اعتبارًا من يناير 2018، وُيطبق هذا النظام على سرطانات الغدة الدرقية، وتوفر الرموز مزيدًا من التفاصيل حول المرض، وفي حال كانت الأرقام الموضوعة بجانب هذه الحروف مرتفعة، فإنها في هذه الحالة تعني أن السرطان أكثر تقدمًا والعكس.

مراحل سرطان الغدة الدرقية الحليمي

التقسيمة المتبعة في هذه المراحل تعتمد على العوامل المذكورة سابقًا ومعها عمر المريض، هل هو فوق سن الـ 55 عام أو أقل من ذلك، ويمكن تقسيم مراحل سرطان الغدة الدرقية الحليمي كالتالي:

1- المرحلة الأولى

إذا كان سن المريض أقل من 55 عام، في هذه الحالة يكون الورم بأي حجم، وقد ينتشر أو لا ينتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة، لكنه لا ينتشر إلى مواقع بعيدة.

أما إذا كان عمر المريض 55 عام أو أكبر، فهناك احتمالين، إما ألا يزيد حجم السرطان عن 2 سم، ويقتصر وجوده في الغدة الدرقية، أو أن يزيد حجم السرطان عن 2 سم، ولكنه لا يتعدى 4 سم، ويقتصر أيضًا على الغدة الدرقية، ولا ينتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة أو إلى المواقع البعيدة.

2- المرحلة الثانية

إذا كان المريض أقل من 55 عامًا، فيمكن أن يكون السرطان بأي حجم، وقد ينتشر أو لا ينتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة، لكنه يصل إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل العقد الليمفاوية البعيدة، الأعضاء الداخلية، العظام وما إلى ذلك.

لكن في حال كان عمر المريض 55 عام أو أكبر، فلا يزيد حجم السرطان عن 2 سم، ويتواجد في الغدة الدرقية، في نفس الوقت يمكن أن يمتد إلى العقد الليمفاوية القريبة، لكنه لا يصل إلى مواقع بعيدة.

في عمر الـ 55 عام أو أكثر، يمكن أيضًا أن يصل حجم السرطان إلى 4 سم أو أكبر، وفي هذه الحالة يقتصر على الغدة الدرقية، ويمكن أن يصل إلى عضلات حول الغدة الدرقية.

3- المرحلة الثالثة

المريض بعمر 55 عام أو أكبر يكون السرطان بأي حجم، وينمو على نطاق واسع خارج الغدة الدرقية، حيث يصل إلى الأنسجة القريبة من الرقبة، مثل الحنجرة أو القصبة الهوائية أو المريء، وقد ينتشر أو لا ينتشر الورم إلى العقد الليمفاوية القريبة، لكنه لا ينتشر إلى مواقع بعيدة.

4- المرحلة الرابعة

تنقسم المرحلة الرابعة إلى قسمين، المرحلة A وB، الأولى يكون المريض بعمر 55 عام أو أكبر، ويكون السرطان بأي حجم، وقد ينمو على نطاق واسع خارج الغدة الدرقية بإتجاه العمود الفقري أو الأوعية الدموية الكبيرة القريبة، وقد ينتشر هذا الورم أو لا ينتشر، ويصل إلى العقد الليمفاوية القريبة، لكنه لم ينتشر إلى مواقع بعيدة في الجسم.

أما المرحلة B من مراحل سرطان الغدة الدرقية الحليمي يكون فيها سن المريض 55 عام أو أكبر، وهنا يمكن أن يكون السرطان بأي حجم ​، وقد ينتشر أو لا ينتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة.

مراحل علاج سرطان الغدة الدرقية

يعتمد علاج سرطان الغدة الدرقية على عوامل عديدة، أهمها مرحلة السرطان الذي وصل لها المريض، وعمره وصحته العامة ونتائج اختباراته، وتشمل خيارات العلاج ما يلي:

1- استئصال الغدة الدرقية

الهدف من الخضوع لعملية استئصال الغدة الدرقية هو إزالة الورم من الجسم، وهنا توجد 3 خيارات لعملية الاستئصال يعتمد اختيار العملية على نوع وحجم سرطان الغدة الدرقية، وما إذا كان قد انتشر إلى أجزاء محيطة أو لا، وهذه الخيارات هي:

1. الاستئصال الكلي للغدة الدرقية: وهنا يتم استئصال الغدة الدرقية كاملة، ولا يترك الجراح منها إلا أنسجة بسيطة للغاية، وهي الأنسجة الملتصقة بالغدد؛ لمنع إلحاق الضرر بها.
2. استئصال جزء من الغدة الدرقية: أثناء هذه العملية يقوم الطبيب باستئصال الفص المصاب من الغدة الدرقية، بالتالي فهذه العملية مناسبة في حال كان المريض مصابًا بسرطان في جزء واحد من الغدة.
3. إزالة العقد اللمفية من الرقبة: يخضع المريض لعملية استئصال الغدد الليمفاوية مع عملية استئصال الغدة الدرقية في حال وصول الخلايا السرطانية إلى العقد اللمفية في الرقبة.

إذا لم تتم إزالة الغدة الدرقية بالكامل أثناء الجراحة، فقد يكون هناك خطر عودة السرطان مرة أخرى في الجزء المتبقي من الغدة، وقد يكون هناك حاجة إلى إجراء جراحة أخرى لإزالة بقية الغدة إذا لم تتم إزالتها كاملة أثناء الجراحة الأولى.

2- العلاج التكميلي لهرمون الغدة الدرقية

بما أن الغدة الدرقية قد أزيلت بالكامل أو أزيل معظمها، فسوف يحتاج المريض إلى تعويض هرمون الغدة الدرقية الذي يتم إنتاجه طبيعيًا في الجسم، وهنا يصف الطبيب للمريض أدوية تسمى العلاجات التكميلية لهرمون الغدة الدرقية.

العلاجات التكميلية لا تعمل فقط على تعويض الجسم عن هرمون الغدة الدرقية فقط، بل تعمل أيضًا على علاج السرطان، فالجرعة الكبيرة منها تعمل على منع إفراز الهرمون المنشط للغدة الدرقية، والذي قد يؤدي إلى نمو الخلايا السرطانية.

3- مراحل سرطان الغدة الدرقية والعلاج باليود المشع

تمتص أنسجة الغدة الدرقية وبعض سرطانات الغدة الدرقية اليود في خلاياها، لذا يستخدم العلاج باليود المشع (RAI) لقتل خلايا السرطان الموجودة بالغدة الدرقية.

عادًة ما يتم استخدام هذا العلاج إذا كانت هناك احتمالية كبيرة لعودة السرطان مرة أخرى، كما يُستخدم بعد الخضوع للجراحة من أجل القضاء على بقايا الخلايا السرطانية، وهذه الاحتمالية تزيد في الحالات التالية:

• إذا كان الورم أكبر من 2 سم.
• إذا نمى السرطان في الأنسجة الرخوة في الرقبة.
• في حال انتشر السرطان ووصل إلى العقد الليمفاوية أو أجزاء أخرى من الجسم.

4- علاج الإشعاعي

في العلاج الإشعاعي، يتم استخدام الأشعة السينية عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية، ويمكن أن يكون العلاج الإشعاعي مفيدًا إذا كان المريض يعاني من نوع عدواني من سرطان الغدة الدرقية، أو لديه خطر كبير لتكرار المرض، أو إذا كان لديه بقايا خلايا سرطانية بعد الجراحة.

تشمل سرطانات الغدة الدرقية عالية الخطورة أورام الغدة الدرقية التي تنتشر في الغدة بالكامل، والتي يمتد انتشارها الى خارج الغدة الدرقية وإلى الأنسجة الرخوة الموجودة في الرقبة أو إلى العقد الليمفاوية الإقليمية، وبعض الأنواع الفرعية النسيجية من سرطان الغدة الدرقية.

5- العلاج الكيميائي

وهو علاج دوائي يستخدم مواد كيميائية خاصة لقتل الخلايا السرطانية، وتساعد في التحكم السريع لسرطان الغدة الدرقية، وتتوفر خيارات عديدة للعلاج الكيميائي، بالتالي يمكن استخدامه بمفرده أو مع علاجات أخرى.

يوجد منها شكلان، وهما أقراص وعلاجات وريدية، في بعض الحالات يمكن استخدام العلاج الكيميائي بجانب أنواع أخرى من علاجات الغدة الدرقية. 

6- تدمير الخلايا السرطانية بالحرارة والبرودة

هي إحدى الخيارات الفعالة في القضاء على سرطان الغدة الدرقية الممتد إلى الكبد والرئتين، حيث يتم استخدام الترددات الراديوية لرفع درجة الحرارة؛ مما يؤدي إلى موت الخلايا السرطانية، وفي حالة الاستئصال بالتبريد، يتم استخدام غاز خاص لتجميد الخلايا السرطانية وقتلها.

في الختام، معرفة مراحل سرطان الغدة الدرقية هي مرحلة أولية ولازمة للعلاج؛ لأنها توجه الطبيب بطريقة مباشرة لأنواع معينة للعلاج دونًا عن غيرها، ولذا، ننصح جميع مرضى سرطان الغدة الدرقية بالذهاب لمركز أمراض الدم والأورام من أجل الحصول على تشخيص واضح ودقيق، وتطبيق خطة علاج ناجحة.