فهم ما هي مراحل سرطان المثانة هو مفتاح أساسي في التعامل مع هذا المرض بفعالية، ويتم تصنيف سرطان المثانة إلى مراحل متعددة، بدءًا من المرحلة الأولية التي تقتصر على الطبقات الداخلية للمثانة، وصولاً إلى المرحلة الرابعة حيث يمتد إلى الأعضاء البعيدة والعقد الليمفاوية.
في هذا المقال، سنتعرف على ما هي مراحل سرطان المثانة التي تحدد مدى انتشار السرطان في الجسم وطرق العلاج المناسبة لكل مرحلة.
ما هي مراحل سرطان المثانة؟
أحد الأسئلة الأكثر شيوعًا بعد تشخيص الطبيب لسرطان المثانة هو ما هي مراحل سرطان المثانة؟ يبدأ الطبيب بتحديد مدى تطور المرض، حيث يُقسم سرطان المثانة إلى أربع مراحل، تبدأ المرحلة 0، التي تمثل المرحلة الأولية، وتنتهي بالمرحلة الرابعة، التي تعكس الحالة المتقدمة للمرض.
المرحلة الصفرية من سرطان المثانة
تنقسم المرحلة الصفرية من سرطان المثانة إلى فئتين وفقًا لانتشار الخلايا السرطانية، فـ ما هي مراحل سرطان المثانة في المرحلة الصفرية؟
1- المرحلة 0a
تشير إلى وجود سرطان مبكر على سطح البطانة الداخلية للمثانة، دون أن يمتد إلى العضلات أو النسيج الضام لجدار المثانة.
في هذه المرحلة، يمكن إزالة الخلايا السرطانية بسهولة، وتُعرف هذه الحالة بسرطان الظهارة البولية الحليمي غير الغازي.
2- المرحلة 0is
تُعبر عن انتشار السرطان في البطانة الداخلية للمثانة، دون أن يتعمق إلى الجزء المجوّف من المثانة أو طبقة العضلات السميكة أو النسيج الضام.
تُسمى هذه المرحلة أيضًا بالورم المسطح أو السرطان في الموقع، وتُعتبر حالة عدوانية عالية الخطورة، حيث يمكن أن تنتقل الخلايا السرطانية إلى عضلات المثانة في بعض الحالات.
المرحلة الأولى من سرطان المثانة
في هذه المرحلة، ينمو الورم من الطبقة الداخلية للمثانة إلى الطبقة الخارجية من جدار المثانة، ولكن لا يزال يتواجد في النسيج الضام المحيط، وقد يكون الورم غزى هذا النسيج الضام، لكنه لم يتغلغل إلى العضلات الملساء في جدار المثانة بعد.
قد تشمل الأعراض في هذه المرحلة وجود دم في البول، أو الشعور بالألم عند التبول، أو الحاجة المتكررة للتبول، ومع ذلك، قد لا تكون هناك أعراض واضحة في بعض الحالات.
تشمل خيارات العلاج في هذه المرحلة إزالة الورم عبر التنظير، بالإضافة إلى العلاج الكيميائي داخل المثانة؛ لتقليل احتمالية عودة السرطان، وفي بعض الحالات، قد يُوصى بإجراء استئصال جزئي للمثانة إذا كان السرطان غير قابل للإزالة بالكامل بالتنظير.
وتُعتبر المرحلة الأولى عمومًا مرحلة مبكرة، مما يزيد من احتمالات العلاج الناجح والشفاء التام إذا تم اكتشاف السرطان في هذه المرحلة وعولج بشكل مناسب.
المرحلة الثانية من سرطان المثانة
في المرحلة الثانية من سرطان المثانة يكون المرض قد تجاوز الطبقة العضلية لجدار المثانة، وامتد إلى الأنسجة الدهنية المحيطة بها، دون أن تصل الخلايا السرطانية إلى الغدد الليمفاوية القريبة أو الأعضاء البعيدة بعد.
في هذه المرحلة تزداد حدة الأعراض السابقة، مثل وجود دم في البول، ألم عند التبول، أو الحاجة المتكررة للتبول، وقد يشعر المريض أيضًا بضغط أو انزعاج في منطقة الحوض.
قد تشمل طرق العلاج طريقة العلاج الكيميائي “الكيماوي” أو العلاج الإشعاعي، خاصًة إذا كانت العملية الجراحية غير ممكنة أو في حالة وجود ورم كبير جدًا.
وعلى الرغم من أن السرطان قد يكون قد غزى الأنسجة المحيطة، فإن التنبؤ بالشفاء في المرحلة الثانية لا يزال جيدًا نسبيًا إذا تم علاج السرطان بشكل مناسب.
المرحلة الثالثة من سرطان المثانة
في المرحلة الثالثة من سرطان المثانة، يكون السرطان قد تجاوز الطبقة العضلية لجدار المثانة وامتد إلى الأنسجة الدهنية المحيطة بها، أو إلى الأعضاء القريبة، مثل الرحم أو المهبل لدى النساء، أو البروستاتا لدى الرجال.
بالإضافة إلى ذلك، قد ينتشر السرطان إلى الغدد الليمفاوية القريبة من المثانة، وتُقسم المرحلة الثالثة إلى فئتين لتحديد مدى انتشار السرطان بدقة، فـ ما هي مراحل سرطان المثانة في هذه المرحلة؟
- المرحلة الثالثة أ: في هذه المرحلة، يكون السرطان قد انتشر إلى النسيج المحيط بالمثانة أو إلى الأعضاء القريبة مثل البروستاتا، الرحم، أو المهبل، وقد يكون قد انتشر إلى واحدة أو أكثر من العقد الليمفاوية القريبة، ولكن لم يتجاوز ذلك إلى الأعضاء البعيدة.
- المرحلة الثالثة ب: في هذه المرحلة، يكون السرطان قد انتشر إلى اثنين أو أكثر من العقد الليمفاوية القريبة أو إلى العقد الليمفاوية في منطقة الحوض، ويشير هذا الانتشار إلى مرحلة متقدمة من المرض، مما قد يتطلب تعديلات في خطة العلاج.
يتضمن العلاج في هذه المرحلة مزيجًا من الخيارات الجراحية والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، وقد يشمل العلاج الجراحي استئصال كامل للمثانة مع استبدالها بوسائل بديلة مثل المثانة الاصطناعية أو تحويل المسالك البولية.
قد يُستخدم العلاج الكيميائي قبل أو بعد الجراحة لتقليص الورم أو للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية، والعلاج الإشعاعي يمكن أن يكون ضروريًا للحد من الألم أو السيطرة على المرض في مناطق محددة.
المرحلة الرابعة
في المرحلة الرابعة من سرطان المثانة يُعتبر المرض في مرحلة متقدمة، حيث يكون السرطان قد انتشر بشكل واسع إلى مناطق بعيدة من الجسم، ومنها
- جدار البطن: حيث يمكن أن ينتشر السرطان إلى الأنسجة التي تغطي جدار البطن، مما يؤدي إلى ظهور أورام ثانوية في هذه المنطقة.
- الحوض: قد يغزو السرطان الأنسجة والأعضاء المحيطة في منطقة الحوض.
- العظام: قد ينتشر السرطان إلى العظام، مما يتسبب في آلام عظمية ومشاكل هيكلية.
- الرئتين: يمكن أن يحدث انتشار في الرئتين، مما يؤدي إلى صعوبات في التنفس وسعال مزمن.
- الكبد: قد يحدث انتشار في الكبد، مما يتسبب في ألم في الجزء العلوي من البطن وخلل في وظائف الكبد.
- أعضاء أخرى: قد يشمل الانتشار أيضًا أعضاء أخرى مثل الدماغ أو الأنسجة الأخرى البعيدة.
والأعراض في هذه المرحلة أكثر تنوعًا بناءً على المناطق التي انتشر إليها السرطان، وقد يعاني المرضى من الألم المزمن، فقدان الوزن غير المبرر، تعب شديد، صعوبات في التنفس، أو مشاكل في وظائف الكبد والكلى.
علاج سرطان المثانة
قد يكون العلاج موجهًا في هذه المراحل إلى تخفيف الأعراض، وتحسين جودة حياة المريض، ومن هذه الطرق:
- العلاج الكيميائي: للحد من نمو السرطان وتخفيف الأعراض.
- العلاج الإشعاعي: لتقليل حجم الأورام وتخفيف الألم المرتبط بالانتشار إلى العظام أو الأنسجة الأخرى.
- العلاج المناعي: لتحفيز جهاز المناعة لمحاربة الخلايا السرطانية.
- العلاج المستهدف: للتركيز على أهداف محددة في الخلايا السرطانية لتقليل الأعراض وتحسين النتائج.
- العلاج الداعم: يشمل الرعاية التلطيفية لتخفيف الألم وتحسين نوعية الحياة.
حالات شُفيت من سرطان المثانة
بعد أن تعرفنا على ما هي مراحل سرطان المثانة؟ ننتقل إلى مرحلة الشفاء، وبالطبع تختلف نسبة الشفاء من سرطان المثانة بشكل ملحوظ حسب المرحلة التي وصل إليها المرض.
في المراحل المبكرة من السرطان، تكون فرص الشفاء مرتفعة للغاية، حيث يتمكن العديد من المرضى من التعافي بشكل كامل وبوقت قصير نسبيًا بفضل التدخل المبكر والعلاج المناسب.
بصفة عامة، يعتمد الشفاء بشكل كبير على ما هي مراحل سرطان المثانة ومدى انتشار السرطان عند التشخيص، وفعالية العلاج المتبع، وصحة المريض العامة.
كم سنة يعيش مريض سرطان المثانة؟
لا يمكن ضمان البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بسرطان المثانة، ولا تستطيع الإحصائيات تحديد فترة الحياة بدقة للمصابين، وتشير الدراسات إلى أن نسبة البقاء على قيد الحياة تعتمد بشكل كبير على ما هي مراحل سرطان المثانة، ومدى انتشار السرطان في المثانة والمرحلة التي وصل إليها.
على سبيل المثال، يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات في حالات سرطان المثانة 77%، في حين تصل نسبة الحالات التي توفيت نتيجة الإصابة بالمرض إلى 23%.
كيفية تحديد مراحل سرطان المثانة
بعد تأكيد إصابتك بسرطان المثانة ومعرفة ما هي مراحل سرطان المثانة، يتعين إجراء مجموعة من الفحوصات الإضافية لتحديد مراحل انتشار سرطان المثانة تساعد هذه الفحوصات في تحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى العقد الليمفاوية أو إلى مناطق أخرى من الجسم، وأبرزها ما يلي:
- التصوير المقطعي المحوسب: يستخدم هذا الفحص للحصول على صور مقطعية مفصلة للأعضاء والأنسجة داخل الجسم، ويساعد في تحديد حجم الورم وانتشاره إلى الأنسجة المحيطة أو إلى العقد الليمفاوية القريبة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يوفر هذا الفحص صورًا مفصلة للجسم باستخدام المجال المغناطيسي وموجات الراديو، ويُستخدم بشكل خاص لتقييم مدى انتشار السرطان إلى الأنسجة المحيطة بالمثانة، وتحديد مدى تأثيره على جدار المثانة.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: يستخدم هذا الفحص لتحديد مدى انتشار السرطان إلى الأعضاء البعيدة، ويتم حقن مادة مشعة صغيرة في الجسم، وتلتقط الكاميرا الخاصة في التصوير PET إشعاع المادة توفير معلومات حول النشاط الخلوي في الأنسجة.
- فحص العظام: يُستخدم لتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى العظام، ويتضمن الفحص إستخدام مادة مشعة يتم حقنها في الوريد، حيث يتم التقاط الصور لتحديد وجود أي نقائل في العظام.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية: يُستخدم للكشف عن أي انتشار محتمل للسرطان إلى الرئتين، حيث يمكن أن تظهر الأورام الثانوية أو الانبعاثات في صور الأشعة السينية.
تساعد نتائج هذه الفحوصات الطبيب في تحديد ما هي مراحل سرطان المثانة بشكل دقيق، وبالتالي معرفة طرق العلاج التي من المفترض أن يتبعها الطبيب المعالج.
في الختام، بعدما تعرفنا على ما هي مراحل سرطان المثانة، والتي تشمل المراحل من المرحلة الصفرية إلى المرحلة الرابعة، ننصحكم على الفور بزيارة مركز الدم والأورام حيث يقدم فريقنا الدعم والعلاج المناسبين لكل مرحلة من مراحل المرض.