هل فكرت يومًا في أهمية الكشف المبكر عن سرطان القولون دون الحاجة لمغادرة منزلك؟ مع تطور التقنيات الطبية، أصبح فحص سرطان القولون في المنزل وسيلة فعالة ومريحة للكشف المبكر عن هذا المرض الخطير.
توفر هذه الفحوصات الخصوصية والراحة، كما تساعد في رصد أي علامات مبكرة قد تدل على وجود المرض، مما يمّكن الأطباء والمرضى من اتخاذ خطوات استباقية للعلاج، فلماذا لا نستفيد من هذه التقنية لنضمن صحة أفضل؟ سنناقش في المقال التالي كيفية استخدام وفوائد هذه الفحوصات بالتفصيل.
ما هو فحص سرطان القولون في المنزل؟
يوفر فحص سرطان القولون في المنزل للمستخدمين إمكانية استخدام مجموعة من الأدوات المدمجة في صندوق واحد؛ لجمع عينات البراز وتحليلها بشكل مباشر داخل المنازل.
تسهل هذه الطريقة الكشف المبكر عن أي دلائل قد تشير إلى وجود سرطان القولون، مما يسهل من إمكانية التدخل الطبي السريع خلال المراحل الأولية للمرض.
ومع ذلك، بعض أنواع الفحوصات المنزلية تتطلب إرسال العينات إلى مختبرات متخصصة لإجراء التحاليل، وقد تستغرق هذه العملية مدة تصل إلى أسبوعين للحصول على النتائج، وتتميز هذه الفحوصات بالدقة العالية في الكشف عن الخلايا السرطانية أو الدم الخفي في البراز، وهذا ما يجعلها أداة فعّالة للتشخيص المبكر والحفاظ على الصحة العامة.
فوائد فحص سرطان القولون في المنزل
يلعب الكشف المبكر عن سرطان القولون دورًا حيويًا في زيادة فرص الشفاء، ومع التقدم التكنولوجي، أصبحت الفحوصات المنزلية لسرطان القولون بديلاً جذابًا يتيح إجراء الكشف بسهولة، دون الحاجة للخضوع لتنظير القولون، الذي يُنظر إليه غالبًا كعملية معقدة ومكلفة.
تشمل الفحوصات المنزلية للكشف عن سرطان القولون عدة أنواع، مثل اختبارات الدم الخفي في البراز وفحوصات الحمض النووي، وتقدم هذه الاختبارات دقة جيدة في التشخيص المبكر، وقد تكون بديلًا لتنظير القولون، خاصًة للأشخاص الذين يجدون صعوبة في إجراء التنظير لأسباب عديدة، مثل :
- الحاجة إلى الحصول على إجازة مرضية لزيارة المستشفى.
- التكاليف المرتفعة المرتبطة بإجراء التنظير.
- التحضير المطلوب للتنظير، مثل شرب محلول تنظيف القولون والآثار الجانبية المرتبطة به، مثل الأرق والزيارات المتكررة للحمام.
- التأثيرات المستمرة للتخدير بعد التنظير، والتي قد تحد من الأنشطة اليومية.
- الآثار الجانبية المحتملة مثل الانزعاج بعد التنظير.
ونظرًا لهذه التحديات، يُعتبر استخدام الفحوصات المنزلية خيارًا مثاليًا للعديد من المرضى، حيث يوفر هذا البديل الراحة والخصوصية، ويقلل من الإزعاج المرتبط بإجراءات التنظير التقليدية، كما يقدم فرصة للكشف المبكر عن الأمراض، دون التعرض لمخاطر أو تكاليف إضافية.
تعرف أكثر على كيف يتم علاج سرطان القولون؟
أنواع فحص سرطان القولون في المنزل
توجد عدة أنواع من الاختبارات يمكن اللجوء إليها لفحص سرطان القولون في المنزل، ومنها:
1- فحص الغواياك لتحري الدم الخفي في البراز
يُعتبر فحص سرطان القولون في المنزل باستخدام مادة الغواياك لتحري الدم الخفي في البراز طريقة فعّالة للكشف المبكر عن المؤشرات المحتملة للإصابة بسرطان القولون.
يتميز هذا الفحص بحساسيته العالية، ويُستخدم لتحليل عينات البراز للكشف عن وجود دم، ويُقارن غالبًا بالفحص الكيميائي المناعي للبراز، حيث يُعد بديلاً ناجحًا له.
ومع ذلك، يتطلب هذا النوع من الفحوصات جمع عينات براز من اثنين إلى ثلاثة مرات تغوط منفصلة، ويشترط أيضًا القيام ببعض التحضيرات قبل الفحص، مثل الامتناع عن تناول اللحوم الحمراء لمدة ثلاثة أيام قبل الفحص، وتجنب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والجرعات العالية من فيتامين سي لمدة سبعة أيام قبل التحليل.
كما يُنصح بإجراء هذا الفحص كل عامين لضمان الكشف المبكر عن أية تغيرات قد تشير إلى وجود سرطان القولون، مما يُمكن من التدخل الطبي الفعال في مراحل المرض الأولية.
2- فحص البراز الكيميائي المناعي
يُعد فحص سرطان القولون في المنزل باستخدام الفحص الكيميائي المناعي للبراز أحد الطرق الشائعة والمعتمدة عالميًا، بموافقة مؤسسة الغذاء والدواء العالمية للكشف عن سرطان القولون.
يتميز هذا الاختبار بأنه يقوم بتحليل عينات البراز التي يجمعها الأفراد في منازلهم باستخدام الأجسام المضادة لتحديد وجود دم، مما قد يشير إلى نزيف داخل الجهاز الهضمي، وهو من المؤشرات المبكرة للإصابة بسرطان القولون.
وتتنوع طرق التعامل مع عينات البراز في اختبارات الفحص الكيميائي المناعي للبراز، وذلك وفقًا للعلامات التجارية المختلفة لهذه الاختبارات، وتتمثل في الآتي:
- تتطلب بعض العلامات التجارية اختبارات الفحص جمع العينة في المنزل، ثم إرسالها إلى مختبر خارجي، في هذه الحالة يقوم المختبر بتحليل العينة بشكل مفصل؛ للكشف عن وجود دم أو أي مؤشرات أخرى للإصابة بسرطان القولون، هذه الطريقة تضمن دقة عالية في النتائج، لكنها قد تستغرق أيامًا أو حتى أسابيع للحصول على النتائج.
- أما بعض الأنواع الأخرى من هذه الاختبارات، فتسمح بجمع العينة وتحليلها مباشرة في المنزل باستخدام مجموعة اختبار خاصة، هذه الأجهزة تُستخدم للكشف السريع عن الدم في البراز، وقد تقدم النتائج خلال دقائق، وتعتبر هذه الطريقة مفيدة للكشف السريع، لكن دقتها قد تكون أقل مقارنة بالتحليل المخبري الشامل.
كل طريقة لها مزاياها الخاصة، حيث توفر الطريقة الأولى دقة عالية، والطريقة الثانية سرعة في الحصول على النتائج، ويمكن للمرضى اختيار الطريقة المناسبة وفقًا لاحتياجاتهم والتوصيات الطبية.
3- فحص الحمض النووي في البراز
لا يقتصر فحص سرطان القولون في المنزل فقط على الكشف عن وجود دم في البراز، بل يشمل أيضًا التحليل الجيني للحمض النووي الموجود في خلايا البراز، كما هو الحال في فحص كولوجارد، حيث يستهدف هذا الفحص تحديد التغييرات الجينية في خلايا القولون التي قد تكون مؤشر على وجود سرطان.
ولإجراء فحص كولوجارد ، يجب على المريض جمع عينات البراز وإرسالها إلى مختبر متخصص، وفي المختبر، يتم تحليل العينات للبحث عن أي تغييرات غير طبيعية في الحمض النووي، قد تدل على الإصابة بالسرطان.
عادة تستغرق هذه العملية ما يصل إلى أسبوعين للحصول على النتائج، وهذا النوع من الفحوصات أداة قيمة للكشف المبكر عن سرطان القولون، مما يمّكن من التدخل الطبي المناسب في وقت مبكر.
اقرأ المزيد عن سرطان القولون
هل فحص سرطان القولون في المنزل دقيق؟
تختلف دقة فحص سرطان القولون في المنزل حسب نوع الفحص والعلامة التجارية المستخدمة، على سبيل المثال، يتمتع فحص البراز الكيميائي المناعي بدقة تصل إلى حوالي 70%، بينما يصل مستوى دقة فحص كولوجارد الذي يكشف عن الحمض النووي للخلايا السرطانية إلى نحو 92% تقريبًا.
ولكن من المهم ملاحظة أن فحص كولوجارد قد يعطي نتائج إيجابية كاذبة بنسبة تصل إلى 13%، وهذا يعني أن الفحص قد يشير إلى وجود سرطان القولون حتى في حالة عدم وجوده فعليًا.
هل فحص سرطان القولون المنزلي بديلًا للتنظير؟
تعتبر الفحوصات المنزلية المذكورة سابقًا أداة مفيدة في تسهيل عملية الكشف عن سرطان القولون، ولكن لا يزال تنظير القولون هو المعيار الذهبي والأداة الأساسية لتأكيد الإصابة بالسرطان، بفضل حساسيته التي تصل إلى 98% تقريبًا.
علاوًة على ذلك، قد تشير نتائج الفحوصات المنزلية إلى وجود حالات صحية أخرى في القولون، مثل السلائل الحميدة، التقرحات والبواسير.
لذلك، إذا أظهرت نتائج الفحص المنزلي احتمالية الإصابة بسرطان القولون، فقد يوصي الطبيب بإجراء تنظير القولون للحصول على تشخيص أكثر دقة، كما أن تنظير القولون قد يكشف عن السلائل ويتيح إزالتها، مما يساهم في الوقاية من تطور السرطان، بينما قد لا توفر بعض أنواع الفحوصات المنزلية القدرة على اكتشاف هذه السلائل أو معالجتها.
متى يكون فحص سرطان القولون في المنزل ضروريًا؟
يعتبر فحص سرطان القولون في المنزل ضروريًا في الحالات التالية:
- فقدان الوزن المفاجئ دون سبب واضح.
- ظهور أعراض فقر الدم، الناتجة عن نقص كريات الدم الحمراء.
- صعوبة في إجراء تنظير القولون بسبب المخاطر المرتبطة بالتخدير على صحة المريض.
موعد إجراء الاختبارات المنزلية لسرطان القولون
يُوصى بإجراء فحص سرطان القولون في المنزل بانتظام؛ للكشف المبكر عن المرض، ومن ضمن هذه الفحوصات إجراء اختبار الدم الخفي في البراز، اختبار الفحص الكيميائي المناعي للبراز سنويًا، وذلك لرصد أي علامات مبكرة قد تشير إلى وجود السرطان.
من ناحية أخرى، تُجرى اختبارات الحمض النووي لخلايا القولون كل عام إلى ثلاث سنوات، بحسب التوصيات الطبية للفرد، ويعكس التوقيت المتفاوت الحاجة لتقييم مستمر ومناسب للحالة الصحية لكل شخص، بناءًا على عوامل مختلفة، مثل التاريخ الطبي والمخاطر الوراثية.
في الختام، فحص سرطان القولون في المنزل طريقة سهلة وغير مؤلمة للكشف المبكر عن علامات الإصابة بالمرض، وتتنوع هذه الفحوصات من حيث الطريقة التي تعمل بها، التحضيرات المطلوبة قبل إجراء الفحص، والوقت الذي قد يستغرقه ظهور النتائج، ولكن من الضروري إجراء تنظير القولون؛ لتأكيد النتائج إذا كانت الفحوصات المنزلية تشير إلى احتمالية وجود السرطان.
الأسئلة الشائعة
كيف يكون براز المصاب بسرطان القولون؟
قد يختلف براز المصاب بسرطان القولون في الشكل والقوام نتيجة الأورام التي تتشكل داخل القولون، خصوصًا في حالة وجود ورم في القولون الأيسر، والذي قد يتسبب في انسداد بسبب صغر قطر هذا الجزء من القولون وصلابة البراز المتراكم فيه.
ما لون براز المصاب بالسرطان؟
إذا كان لون البراز أشبه بالدم الكستنائي الداكن، فغالبًا ما يشير ذلك إلى نزيف في الجزء العلوي من القولون، وأما إذا كان أشبه بالدم الأحمر الفاتح، فهذا يشير إلى نزيف قريب من فتحة الشرج
ما هي اوجاع سرطان القولون؟
تنشأ أوجاع سرطان القولون من عدة أعراض رئيسية، تؤثر على الجهاز الهضمي، ومنها تغييرات في عادات التبرز، إسهال متكرر أو إمساك، نزيف من المستقيم أو وجود دم في البراز، ألم مستمر في البطن، تقلصات مؤلمة، تكون الغازات وألم عام،
اقرأ المزيد عن هل سرطان القولون مميت؟
