سرطان خلايا ميركل أو سرطان الغدد الصماء العصبية في الجلد هو نوع من أنواع السرطانات التي تصيب خلايا الجلد، وفي أغلب الحالات تبدأ الخلايا السرطانية في النمو إما في الوجه أو الرأس أو الرقبة، ويكون شكل النهائي للخلايا السرطانية عبارة عن كتلة لحمية تظهر على سطح البشرة؛ فإن كنت تظن أنك مصابًا به؛ فتابع معنا وتعرف على أبرز الأعراض التي تظهر على المصاب به وأهم طرق الوقاية والعلاج.
سرطان خلايا ميركل
سرطان خلايا ميركل هو نوع نادر من السرطان، ويظهر في أغلب الحالات في المناطق التي تعرضت للشمس لمدة طويلة، وأكثر من يصاب به من هم في سن الشيخوخة، وعلى الرغم من ندرته؛ إلا أنه يعتبر من أنواع السرطانات الجلدية العدوانية التي يمكن أن تنتشر بسرعة إلى أجزاء أخرى من الجسم إذا لم يتم اكتشافها ومعالجتها مبكرًا.
خلايا ميركل هي الخلايا التي مسؤولة عن حاسة اللمس والشعور، أي أنها عبارة عن خلايا عصبية؛ لذلك يعرف سرطان خلايا ميركل بسرطان الغدد الصماء العصبية في الجلد، ويبدأ المرض عندما تخرج الخلايا عن سيطرة الجسم، وتبدأ في الانقسام والنمو بشكل غير طبيعي وبسرعة مكونة للورم، والذي إذا تم معالجته في بدايته سيكون الأمر أسهل بكثير عما إذا تم تجاهله.
شكل سرطان خلايا ميركل
سرطان خلايا ميركل يظهر غالبًا على شكل كتلة صغيرة على الجلد، ويكون لونه وردي، أو أحمر، أو بنفسجي، وفي العادة عند لمس الكتلة السرطانية تكون غير مؤلمة، ومن خصائصها أنها تنمو بصورة سريعة، ففي المراحل الأولى، قد تكون صغيرة، لكن مع مرور الوقت، يمكن أن تصبح أكبر، وتبدأ في الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم.
الكتلة التي تظهر بسبب المرض قد تبدو مشابهة لحالات جلدية أخرى، مثل الكدمات أو الشامات، والكثير من المرضى لا يهتمون بظهورها، ولكن إذا لوحظ كتلة غير طبيعية على الجلد تنمو بسرعة، فيجب استشارة الطبيب فورًا؛ لمعرفة ما إن كنت مصابًا بسرطان خلايا ميركل أم لا.
خصائص سرطان خلايا ميركل
يمتلك سرطان خلايا ميركل بعض الخصائص التي تميزه عن غيره من الامراض، والتي منها ما يلي:
- الحجم: يبدأ بحجم صغير، عادة ما يكون أقل من 2 سم.
- اللون: وردي، أحمر، بنفسجي، أو بلون الجلد.
- الملمس: غالبًا ما يكون صلبًا وغير مؤلم.
- الشكل: كروي أو شبه دائري، وقد يظهر أحيانًا تحت الجلد أو يكون بارزًا بشكل واضح.
أسباب الإصابة بسرطان خلايا ميركل
لا يكون السبب معروفًا في أغلب أنواع السرطان، ولكن في أنواع السرطانات التي تكون مرتبطة بالجلد، يكون أحد أبرز أسباب الإصابة أشعة الشمس الفوق بنفسجية، ووقت التعرض لها من قِبل المريض، ولكن في حالات نادرة من سرطان ميركل قد تصاب أعضاء غير معرضة لأشعة الشمس بصورة مباشرة، كالوجه والرقبة والرأس.
ولكن حديثًا اكتشف بعض العلماء أنه يوجد فيروس يعرف بـ “فيروس خلايا ميركل التورمي”، هذا الفيروس يلعب دورًا في الإصابة بذلك النوع من السرطان، ولكن الفيروس في وقت تواجده على البشرة لا يسبب أي أعراض أو علامات تحذر من خطر الإصابة بالسرطان، ولم يتم حتى تحديد الطريقة التي يصيب بها الفيروس الجلد.
أعراض سرطان خلايا ميركل
لا تختلف أعراض الإصابة بـ سرطان خلايا ميركل عما ذكرناه عن شكلها، فلا يشعر المريض بأي آلام في الجسم، حتى الكتلة السرطانية التي تظهر على الجلد إذا قمت بلمسها فلن تؤلمك، ويمكنك تمييزها بشكلها أو لونها وطريقة نموها السريعة، بالإضافة إلى أن في بعض الحالات قد تنزف تلك النتوء دون توقف، وخلايا سرطان ميركل لا تظهر إلا في الوجه أو الرأس أو الرقبة، إلا في بعض الحالات النادرة.
عوامل خطورة الإصابة بـ سرطان ميركل
توجد بعض العوامل التي تزيد من مخاطر إصابتك بالمرض، وتلك العوامل نتعرف عليها معًا في النقاط التالية:
- التعرض للشمس لوقت طويل، سواء بصورة طبيعية كالسير تحت الشمس لمسافات وأوقات طويلة، أو من خلال التعرض بشكل مباشر للشمس لتغيير لون البشرة.
- الأشخاص الذين لديهم جهاز مناعي ضعيف، وكذلك المصابون بسرطان الدم المزمن، أو من من يتعاطون أدوية مثبطة للجهاز المناعي.
- إذا كان المريض مصابًا بسرطان الجلد من قبل وشُفي منه مسبقًا.
- كلما زاد السن كلما زاد خطر الإصابة بسرطان خلايا ميركل، لذلك يجب عليك توخي الحذر من التعرض للشمس لفترات طويلة وتقوية الجهاز المناعي.
- قلة نسبة الميلانين في البشرة، فكلما كان لون البشرة أفتح كلما زادت احتمالية الإصابة به، فالأشخاص ذوي البشرة البيضاء أكثر تعرضًا للإصابة به من ذوي البشرة السمراء والسوداء.
تشخيص سرطان خلايا ميركل
يتمكن الطبيب من تشخيص المصابين بسرطان خلايا ميركل بالطريقتين التاليتين:
- فحص المريض: يقوم الطبيب بفحص جلد المريض والتأكد ما إن كانت البشرة بها نتوء أو شامات غير طبيعية.
- أخذ عينة من الجلد: يقوم الطبيب بأخذ خزعة من المكان الذي يعتقد أنه مصاب بالسرطان، ويقوم بفصحه تحت المجهر ليتأكد من وجود خلايا سرطانية.
فإن تأكد الطبيب من إصابة المريض بالمرض؛ يبدأ في تحديد ما إن تمكنت الخلايا السرطانية من الانتقال إلى أعضاء أخرى في الجسم أم لا، ويكون ذلك بالاعتماد على عدة طرق كالتالي:
- خزعة العقدة الليمفاوية الحارسة: ذلك الإجراء بهدف التأكد عدم انتشار السرطان في الأعضاء القريبة، ويتم ذلك الإجراء عن طريق حقن مادة صبغية بالقرب من مكان الورم؛ فتنتقل الصبغة من المكان الذي تم حقنها فيه إلى عقدة ليمفاوية، ويتم استئصال تلك العقدة لمعرفة ما إذا انتقلت إليها الخلايا السرطانية أم لا.
- اختبارات التصوير: قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالأشعة السينية على كل من البطن والصدر؛ ليتأكد من انتشار السرطان أو عدم انتشاره.
مضاعفات سرطان خلايا ميركل
إذا لم يتم التوجه إلى الطبيب في أسرع وقت بعد ظهور علامات سرطان خلايا ميركل، فسيكون هناك مضاعفات خطيرة يصاب بها المريض، ولقد وضحنا أن المرض يكون في خلايا الجلد والبشرة، وأول المضاعفات التي قد تصاب بها أن تتمكن الخلايا السرطانية من الانتقال من البشرة إلى ما تحت أو وراء الجلد.
فقد تصاب الخلايا الليمفاوية القريبة بالخلايا السرطانية، ومن ثم ينتقل إلى الأعضاء القريبة الأخرى، مثل الدماغ أو عظام الوجه، وتستطيع الخلايا السرطانية أن تنتقل إلى الرئتين أو الكبد، وكلما تمكنت الخلايا من الانتشار؛ كلما صعبت عملية العلاج.
علاج سرطان خلايا ميركل
يعتمد علاج خلايا ميركل المسرطنة على عدة طرق، ويتم اختيار العلاج اعتمادًا على عدة أشياء، منها حجم الورم وانتشاره في الجسم، بالإضافة إلى مراعاة ما إن كان المريض سيتمكن من الاستمرار على ذلك العلاج أم لا، وتلك الطرق تكون كالتالي:
1- التدخل الجراحي
يبدأ الطبيب بإزالة الخلايا السرطانية مع إزالة جزء من خلايا الجلد السليمة المحيطة؛ لضمان عدم بقاء أي خلايا سرطانية في المكان، وإن أثبتت الاختبارات أن الخلايا السرطانية انتشرت وتمكنت من الدخول في أحد العقد الليمفاوية القريبة، يتم استئصال تلك العقد أيضًا، وفي بعض الأحيان يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي بتقنية موس.
تقنية موس هي طريقة جراحية يقوم فيها الطبيب بإزالة طبقات رقيقة من سطح الجلد المصاب بالخلايا السرطانية، ومعها يقوم الطبيب بفحص الطبقة الأخيرة مجهريًا؛ ليختبر ما إن كانت الخلايا السرطانية موجودة أم لا، وإن وجد السرطان يستمر في تكرار إزالة الطبقات، وما يميز جراحة موس عن العملية الجراحية العادية أنه تتم إزالة أقل قدر ممكن من الخلايا السليمة.
2- العلاج الإشعاعي
العلاج الإشعاعي هو من أكثر العلاجات المشهورة التي يتم استخدامها مع أغلب أنواع السرطانات، وتختلف شدة الإشعاع على حسب حجم الورم وانتشاره في الجسم.
ويتم العلاج عن طريق نوم المريض على سرير، ويبدأ الجهاز بإطلاق الأشعة على بعض النقاط في الجسم التي يحددها الطبيب، ويتم استخدام تلك الطريقة بعد التدخل الجراحي؛ للتأكد من قتل جميع الخلايا السرطانية.
3- العلاج المناعي
في ذلك النوع من العلاجات، يتم استخدام أدوية معينة تساعد الجسم في اكتساب مناعة ضد الخلايا السرطانية، ويتم استخدام تلك الطريقة عندما يتأكد الطبيب من أن الخلايا السرطانية انتقلت إلى أعضاء أخرى في الجسم.
4- العلاج الكيميائي
لا يُستخدم العلاج الكيميائي في الكثير من الحالات، حيث يلجأ إليه الطبيب عند انتقال الخلايا السرطانية من البشرة إلى داخل الجسم، وقد يلجأ إليه بعد الانتهاء من العملية الجراحية؛ ليتأكد من قتل الخلايا السرطانية التي يُحتمل أن لا تكون قد أزيلت.
ويتم عن طريق تناول العقاقير عن طريق الفم، أو باستخدام الحقن في الوريد، وفي بعض الحالات قد يكون العلاج بالحقن وتناول العقاقير معًا.
الوقاية من سرطان خلايا ميركل
على الرغم من عدم التأكد من سبب الإصابة بسرطان خلايا ميركل؛ إلا أنه يوجد بعض النصائح التي من شانها أن تقلل خطر الإصابة بالمرض، منها:
- تجنب التعرض للشمس من الساعة 11 صباحًا وحتى الساعة الـ 4 مساءً، فالشمس في ذلك الوقت تكون شديدة ونسبة الأشعة الفوق بنفسجية عالية.
- استخدام كريمات الوقاية من الشمس، ووضعها قبل الخروج إلى الشمس بنصف ساعة، ويجب مراعاة أن يكون عاملة الوقاية الشمسي في الكريم المستخدم أكبر من 30.
- الانتباه عند حدوث أي تغيرات في البشرة، فإذا حدث أي انتفاخ في الجلد ينبغي الكشف فورًا.
- ارتداء قبعة ونظارة شمسية للمحافظة على البشرة.
وبذلك، نكون قد تعرفنا على سرطان خلايا ميركل وأهم المعلومات عنه، فإن ظهرت أحد أعراض ذلك المرض في بشرتك فعليك أن تسرع للطبيب فورًا والذهاب إلى مركز أمراض الدم والأورام؛ من أجل تلقي العلاج واتخاذ الإجراءات اللازمة من قِبل الأطباء.