سرطان القناة الصفراوية خارج الكبد هو أحد أنواع سرطان القنوات الصفراوية الذي يتشكل خارج الكبد، هذا النوع من السرطان من الأنواع العنيفة التي تحتاج إلى تشخيص وعلاج صحيح؛ لذلك يُنصح بالذهاب إلى مركز أمراض الدم والأورام؛ من أجل الحصول على أفضل علاج ورعاية صحية، وفي المقال، نتعرف على أسباب، أعراض، طرق العلاج وتشخيص هذا النوع من السرطان.
سرطان القناة الصفراوية خارج الكبد
سرطان القناة الصفراوية خارج الكبد المعروف باسم (Extrahepatic Bile Duct Cancer) هو شكل نادر وعدواني من سرطان القناة الصفراوية الذي يبدأ في القنوات الصفراوية خارج الكبد مباشرًة.
القنوات الصفراوية هي القنوات التي تربط الكبد بالمرارة والأمعاء الدقيقة، وتنقل السائل الصفراوي إلى المرارة ثم إلى الأمعاء الدقيقة، هذا السائل الذي يساعد على هضم الطعام، وهناك نوعان رئيسيان من المرض، وهما:
- سرطان القناة الصفراوية المحيطة بالنقير (ورم كلاتسكين).
- سرطان القناة الصفراوية البعيدة.
بصورة عامة، يشكل هذا النوع من السرطان تحديات كبيرة في التشخيص والعلاج، بسبب موقعه الدقيق وميله إلى الانتشار خارج محيطه، من هنا يعد فهم أسبابه وعوامل الخطر المرتبطة به وأعراضه وطرق تشخيصه وخيارات العلاج المناسبة معه أمرًا بالغ الأهمية؛ لأن معرفة هذه النقاط تساعد في إدارة حالة المريض بصورة فعال.
أسباب سرطان القناة الصفراوية خارج الكبد
على الرغم من أن السبب الدقيق لسرطان القناة الصفراوية الحاصل خارج الكبد لا يزال غير معروفًا، إلا أن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن هذا السرطان يحدث عادًة عندما يتغير الحمض النووي للخلايا في القناة الصفراوية، بالتالي تتسبب هذه الطفرات نمو هذه الخلايا بشكل غير صحيح وبأعداد هائلة، مما يؤدي إلى تكوين كتلة أو ورم من الأنسجة.
بالإضافة إلى ذلك، توجد بعض عوامل الخطر التي تزيد من إمكانية الإصابة بهذا النوع من الورم، من أهمها ما يلي:
- العمر: غالبًا ما يظهر هذا النوع من سرطان القناة الصفراوية عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.
- التهاب القناة الصفراوية المزمن: هي أحد العوامل التي تتسبب في الإصابة بسرطان القناة الصفراوية، وتشمل هذه المشكلة حالات الاتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي (PSC) أو الالتهابات الصفراوية المزمنة.
- وجود تشوهات في القناة الصفراوية: التشوهات الخلقية أو الأكياس الصفراوية الموجودة منذ الولادة بصورة طبيعية قد تزيد من خطر الإصابة بهذا الورم.
- عدوى حظ الكبد: هي عدوى شائعة في بعض الأماكن التي تعيش فيها هذه الطفيليات.
- السمنة والتدخين والتعرض لبعض السموم والمواد الكيميائية: قد تلعب هذه العوامل أيضًا دورًا هامًا في زيادة القابلية للإصابة بهذا النوع من السرطان.
أعراض سرطان القناة الصفراوية خارج الكبد
توجد بعض الأعراض التي يمكن أن يلاحظها المريض في حال إصابته بسرطان القناة الصفراوية الواقع خارج الكبد، وهذه الأعراض قد تختلف من مريض إلى آخر، اعتمادًا على حجم الورم وموقعه والمرحلة التي وصل إليها، وتشمل الأعراض الشائعة في هذه الحالة ما يلي:
- وجود آلام شديدة في البطن.
- اليرقان، وهو تغير لون الجلد إلى اللون الأصفر، وهذا يمكن أن يحدث نتيجة انسداد في القناة الصفراوية، هذا الانسداد ناتج عن نمو الورم وزيادة حجمه.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الحكة.
- براز شاحب وبول داكن.
- الشعور بالتعب والاعياء.
- الغثيان والقيء.
- فقدان الشهية.
- الحمى.
تشخيص سرطان القناة الصفراوية خارج الكبد
عادًة ما يتضمن تشخيص سرطان القناة الصفراوية خارج الكبد سلسلة من الاختبارات والإجراءات التي تتأكد من وجود السرطان وتحدد مدى انتشاره، وتشمل طرق التشخيص الشائعة في هذه الحالة ما يلي:
1- الاختبارات التصويرية
تشمل الاختبارات التصويرية العديد من الخيارات، والتي منها ما يلي:
- الموجات فوق الصوتية: تستخدم الموجات الصوتية لإنشاء وأخذ صور للقنوات الصفراوية والهياكل المحيطة بها.
- الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي: توفر هذه الأشعة صورًا مقطعية مفصلة أكثر لتصوير القناة الصفراوية بأكملها، بالتالي رؤية مكان الورم أو الانسداد.
- تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالمنظار (ERCP): يجمع هذا الخيار بين التنظير والأشعة السينية، ويستخدم هذا الإجراء لعرض القنوات الصفراوية، وأخذ عينات الأنسجة (الخزعات) إذا لزم الأمر.
- الموجات فوق الصوتية بالمنظار (EUS): يستخدم مسبار الموجات فوق الصوتية المتصل بالمنظار لتصوير القنوات الصفراوية والأنسجة المحيطة بها بدقة أكبر.
2- الخزعة
في بعض الحالات، يحتاج الطبيب إلى أخذ خزعة من الأنسجة، ويكون ذلك عن طريق استخدام ERCP أو EUS أو تصوير الأقنية الصفراوية عبر الجلد (PTC)؛ للتأكد من وجود الخلايا السرطانية.
3- اختبارات الدم
في هذه الحالة، يوصي الطبيب المريض بالخضوع لبعض فحوصات الدم، بما في ذلك اختبارات وظائف الكبد وعلامات الورم، حيث يمكن لهذه الفحوصات أن توفر معلومات إضافية حول وظائف الكبد، ووجود مواد معينة مرتبطة بسرطان القناة الصفراوية.
4- الجراحة الاستكشافية
في بعض الحالات قد تكون الجراحة الاستكشافية ضرورية؛ من أجل الحصول على عينات الأنسجة لأخذ خزعة وتحديد مرحلة السرطان وقابلية علاجه.
علاج سرطان القناة الصفراوية خارج الكبد
يعتمد اختيار نوع علاج سرطان القناة الصفراوية الواقع خارج الكبد على عوامل مختلفة، مثل مرحلة السرطان التي وصل لها المريض، وموقع الورم ومدى انتشاره، والصحة العامة للمريض، وما إذا كان الورم قابلاً للجراحة أو لا، وتشمل خيارات العلاج عادًة ما يلي:
1- الجراحة
هي خيار مثالي، وفي بعض الحالا يتم إزالة الورم الخبيث والأنسجة المحيطة به، وفي بعض الحالات الأخرى يقوم الطبيب باستئصال البنكرياس والاثني عشر أو إزالة جزء من القناة الصفراوية أو الكبد، وذلك حسب مدى انتشار الورم وتضرر هذه الأعضاء.
2- العلاج الكيميائي
هي إحدى الخيارات العلاجية الأكثر استخدامًا، حيث يمنح الطبيب المريض جرعات معينة من العلاج الكيميائي، عن طريق الفم أو عن طريق الأوردة، ويكون الغرض من العلاج قتل الخلايا السرطانية أو التحكم في نموها، وفي نفس الوقت التغلب على الأعراض المزعجة التي يعاني منها المريض.
3- العلاج الإشعاعي
هنا تستهدف الأشعة عالية الطاقة الورم؛ لقتله أو منع نموه، وهذا العلاج يمكن أن يدمجه الطبيب مع العلاج الكيميائي في بعض الحالات.
4- زراعة الكبد
في بعض الحالات التي تعاني من الإصابة بالورم ولكن في المراحل المبكرة، قد يوصي الطبيب بزراعة الكبد مع بعض المرضى الذين يستوفون معايير خاصة.
5- العلاجات المستهدفة
هذه العلاجات معروفة باسم العلاجات الموجه، هذه العلاجات تستهدف مسارات أو جزيئات محددة في الجسم تشارك في نمو السرطان، ويكون الغرض منها قتل الخلايا السرطانية وإيقاف نمو الورم، ويمكن أن يوصى بهذا العلاج مع علاجات أخرى.
في الختام، سرطان القناة الصفراوية خارج الكبد يعد أحد أصعب أنواع السرطان في العلاج، بسبب بيولوجيته العدوانية وموقعه غير المناسب، لذا يحتاج إلى تشخيص وعلاج فوريين، وهذا ما نوفره في مركز أمراض الدم والأورام، حيث أننا لا نهتم فقط بالتشخيص والعلاج، بل نهتم أيضًا بمتابعة المريض خطوة بخطوة وتوفير كل احتياجاته العلاجية.

