هل تساءلت يومًا عن مدى خطورة سرطان الغدد اللمفاوية في البطن وما الذي يعنيه فعليًا؟ على الرغم من أنه قد يبدو مخيفًا، إلا أن التطورات الطبية الحديثة جلبت الكثير من الأمل.
في هذا المقال، نتعرف على ما هو سرطان العقد اللمفاوية في البطن وطرق العلاج لمساعدتك على فهم المرض والتعامل معه بفعالية.
سرطان الغدد اللمفاوية في البطن
سرطان الغدد الليمفاوية في البطن أو ما يعرف بالليمفوما في البطن هو نوع من السرطان الذي ينشأ في الغدد الليمفاوية الموجودة في منطقة البطن، ويعد الجهاز الليمفاوي جزءًا حيويًا من جهاز المناعة، حيث يعمل على ترشيح السائل الليمفاوي، الذي يحتوي على خلايا الجهاز المناعي، مثل الخلايا الليمفاوية التي تحارب الميكروبات وتدافع عن الجسم.
عندما تتعرض الغدد الليمفاوية البطنية للإصابة بالسرطان، تبدأ الخلايا الليمفاوية في النمو بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى تحولها إلى خلايا سرطانية.
وقد يسبب هذا النمو الغير طبيعي في تضخم الغدد الليمفاوية، والذي بدوره قد يضغط على الأعضاء المحيطة، مثل الأمعاء أو الكبد، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مرتبطة بالجهاز الهضمي، مثل الألم والانتفاخ.
أعراض سرطان الغدد اللمفاوية في البطن
تتشابه أعراض سرطان الغدد الليمفاوية بين الأطفال والبالغين، إلا أن الأعراض قد تختلف في حدتها وشدتها من مريض إلى آخر بناءًا على نوع السرطان ومراحله، وفيما يلي أبرز اعراض سرطان الغدد الليمفاوية بالبطن:
- تورم الغدد الليمفاوية: يعد تضخم الغدد الليمفاوية أحد العلامات الرئيسية لسرطان الغدد الليمفاوية، ويظهر عادًة في مناطق مثل الرقبة، الإبط، أو الفخذ، قد يكون هذا التورم غير مؤلم، ولكن في بعض الحالات قد يرافقه ألم إذا ضغطت الغدد المتضخمة على الأنسجة أو الأعصاب المحيطة، وغالبًا ما يزداد التورم تدريجيًا دون ملاحظة فورية.
- الشعور بالتعب والإرهاق المستمر: الإرهاق هو عرض شائع يظهر نتيجة استنزاف الجسم لطاقته في محاربة السرطان، ييتراكم التعب بشكل تدريجي، ويصعب على المريض القيام بالأنشطة اليومية الاعتيادية، حتى مع الراحة.
- الحمى والرعشة: قد تظهر الحمى بشكل متكرر، وتعتبر علامة على استجابة الجسم للالتهابات أو السرطان، وقد تكون الحمى مصحوبة بالرعشة، وتحدث غالبًا في المراحل المتقدمة من المرض.
- الحكة المستمرة: قد تكون عرضًا غير تقليدي ولكنه ملحوظ في بعض حالات سرطان الغدد الليمفاوية، ويُعتقد أن الحكة تحدث بسبب إفراز الخلايا السرطانية مواد معينة تؤثر على الجلد.
- التعرق الليلي المفرط: يعاني العديد من مرضى سرطان الغدد الليمفاوية من نوبات تعرق غزيرة خلال الليل، وقد تكون هذه النوبات شديدة لدرجة تستدعي تغيير الملابس أو الفراش
- فقدان الوزن غير المبرر: يعد فقدان الوزن السريع والغير مبرر أحد العلامات التحذيرية الهامة للإصابة بالمرض، ويحدث نتيجة لاستنزاف الجسم للطاقة في محاربته، بالإضافة إلى تأثير السرطان على عمليات الأيض.
- ألم في البطن أو الصدر: قد يحدث إذا كانت الغدد الليمفاوية المتضخمة تضغط على أعضاء داخلية، مما يسبب شعورًا بالامتلاء أو الألم.
- صعوبة في التنفس أو السعال: يحدث ذلك عندما تضغط الغدد المتورمة في الصدر على الرئتين أو المجاري التنفسية.
- اضطرابات الجهاز الهضمي: قد تؤدي إلى أعراض مثل الإسهال أو الإمساك في حالة تورم الغدد الليمفاوية في منطقة البطن.
أعراض سرطان الغدد اللمفاوية في البطن عند الأطفال
يعتبر التهاب الغدد الليمفاوية في البطن عند الأطفال حالة طبية تتطلب انتباهًا دقيقًا من الأهل، حيث قد تكون الأعراض غير واضحة في البداية، لكنها قد تتفاقم بسرعة وتؤثر على صحة الطفل، مثل:
- انتفاخ في البطن.
- ألم شديد في البطن.
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- فقدان الشهية وفقدان الوزن.
- التعب والإرهاق الشديد.
- التقيؤ المستمر.
- الإسهال المزمن.
- ظهور كتلة محسوسة في البطن.
علاج سرطان الغدد اللمفاوية في البطن
يعتمد اختيار العلاج المناسب لاورام الغدد اللمفاوية في البطن على عوامل متعددة تشمل عمر المريض، مرحلة المرض، مدى انتشاره، وصحة المريض العامة، ويوجد العديد من طرق العلاج المتاحة، وتختلف فعالية كل منها بناءً على حالة المريض.
1- العلاج الكيميائي
العلاج الكيميائي هو العلاج الرئيسي المستخدم لعلاج سرطان الغدد الليمفاوية، قد يُعطى بمفرده أو بالتزامن مع العلاجات الأخرى، مثل الإشعاع أو الستيرويدات، ويتم إعطاؤه عن طريق الحقن الوريدي أو الحبوب الدوائية، ومن آثاره الجانبية الإرهاق، فقدان الشهية، تساقط الشعر وزيادة خطر الإصابة بالعدوى.
2- العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي في المراحل المبكرة لسرطان الغدد الليمفاوية، ويعمل على تدمير الخلايا السرطانية باستخدام الأشعة، وعلى الرغم من أن العلاج غير مؤلم، إلا أنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية، مثل التعب، الغثيان وجفاف الفم.
3- الأدوية الستيرويدية
تُستخدم الستيرويدات مع العلاج الكيميائي في الحالات المتقدمة أو عندما لا يستجيب المرض للعلاج الأولي، وتعمل هذه الأدوية على تقليل الالتهاب وتعزيز تأثير العلاج الكيميائي، ومن آثاره الجانبية زيادة الشهية، اضطراب النوم وزيادة الوزن.
4- دواء ريتوكسيماب
ريتوكسيماب هو دواء بيولوجي يُستخدم لعلاج أنواع معينة من سرطان الغدد الليمفاوية يرتبط بالخلايا السرطانية، ويحفز جهاز المناعة لمهاجمتها، ويُعطى وريديًا، وقد يتسبب في آثار جانبية تشبه أعراض الإنفلونزا، مثل الصداع وارتفاع الحرارة.
5- دواء برينتوكسيماب فيدوتين
دواء حديث يُستخدم في علاج بعض أنواع سرطان هودجكين، ويتم إعطاؤه عبر الوريد، ويؤدي إلى آثار جانبية تشمل الطفح الجلدي، ضيق التنفس والصداع.
6- زراعة نخاع العظم
يُستخدم هذا الخيار في الحالات المتقدمة، حيث يتم استبدال نخاع العظم التالف بخلايا جذعية سليمة إما من المريض نفسه أو من متبرع، ويتطلب العلاج تدمير نخاع العظم الحالي باستخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعي قبل حقن الخلايا الجديدة.
هل سرطان الغدد اللمفاوية في البطن خطير؟
قد يكون سرطان الغدد اللمفاوية في البطن خطيرًا إذا لم يتم اكتشافه ومعالجته في المراحل المبكرة، لكن مدى خطورته يعتمد على عدة عوامل، منها نوع السرطان (لمفوما هودجكين أو لا هودجكينية)، مرحلة المرض عند التشخيص، عمر المريض وحالته الصحية العامة.
بشكل عام، سرطان الغدد الليمفاوية قد يكون عدوانيًا وينتشر بسرعة، لكن العديد من الحالات تستجيب بشكل جيد للعلاج، سواء كان ذلك عبر العلاج الكيميائي، الإشعاعي، أو العلاج المناعي.
العلاج المبكر والتشخيص الصحيح يلعبان دورًا رئيسيًا في تحسين نتائج الشفاء وزيادة فرص البقاء على قيد الحياة، على سبيل المثال، تعتبر لمفوما هودجكين قابلة للشفاء بنسبة كبيرة إذا تم اكتشافها في مرحلة مبكرة، في المقابل، الأنواع العدوانية من اللمفوما اللاهودجكينية قد تحتاج إلى علاج مكثف.
تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية في البطن
تروي إحدى المرضى تجربتها مع المرض في مركز أمراض الدم والأورام قائلة: “كانت تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية في البطن واحدة من أكثر الفترات تحديًا في حياتي، في البداية، بدأت الأعراض تظهر بشكل خفي وغير واضح، وشعرت بتعب مستمر، ولم أكن أستطيع تفسير سببه، وكنت ألاحظ تورمًا بسيطًا في منطقة البطن، وبمرور الوقت، فقدت شهيتي، مما أدى إلى فقدان الوزن بشكل غير مبرر، وهنا بدأت أشعر بالقلق، وقررت زيارة الطبيب.”
وأكملت: ” بعد سلسلة من الفحوصات، بما في ذلك الفحوصات الدموية والتصوير بالأشعة، تم تشخيصي بسرطان الغدد اللمفاوية في البطن، وكانت لحظة التشخيص صعبة ومليئة بالخوف، ولكن فريق الرعاية الطبية كان داعمًا للغاية، وشرح لي كافة التفاصيل حول المرض وطرق العلاج المتاحة.”
وأدرفت: “بدأت رحلة العلاج بالعلاج الكيميائي، وكانت الجلسات منهكة في البداية، وكانت التأثيرات الجانبية صعبة، ومررت أيضًا بجلسات من العلاج المناعي، وهو نوع جديد من العلاج الذي يعزز جهاز المناعة لمحاربة الخلايا السرطانية، وتدريجيًا، بدأت ألاحظ تحسنًا، وتمكنت من تجاوز هذه المرحلة الصعبة.”
إلى هنا نكون قد تعرفنا على ما هو سرطان الغدد اللمفاوية في البطن، وأهم أعراضه وعلاجه، إذا كنت تعاني من أي من الأعراض التي ذكرناها أو لديك أي مخاوف تتعلق بصحتك، فلا تتردد في زيارة مركز الدم والأورام المتخصص، هناك ستجد فريقًا طبيًا مؤهلًا لتقديم أفضل الاستشارات والعلاجات المخصصة لحالتك.