سرطان الغدة الدرقية هو أحد أنواع الأورام التي يبدأ نموها داخل الغدة الدرقية، وهي العضو المسؤول عن إفراز الهرمونات التي تعمل على تنظيم درجة حرارة الجسم، سرعة ضربات القلب والوزن وضغط الدم، وعادة ما تتأخر أعراض المرض حتى الوصول إلى مراحل متقدمة، وفي هذا المقال نستعرض مزيدًا من التفاصيل عن المرض.
سرطان الغدة الدرقية
سرطان الغدة الدرقية يعتبر من السرطانات التي تنمو في الخلايا الدرقية، والذي لم يُعرف سببه الرئيسي حتى الآن، ولكنه يعتبر خطيرًا للغاية إذا لم يتم اكتشافه مبكرًا، خاصًة وأنه يمنع الغدة الدرقية من القيام بوظائفها المهمة.
أسباب سرطان الغدة الدرقية
السبب الرئيسي للإصابة بأورام الغدة الدرقية هو حدوث طفرات جينية بالخلايا الموجودة في الغدة، ينتج عنها تكاثر للخلايا بصورة غير طبيعية تتسبب في الإصابة بالسرطان، ولكن لم يتم حتى الآن الوصول إلى السبب الرئيسي لحدوث تلك الطفرات الجينية، بينما تم تحديد مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، مثل:
- التاريخ المرضي: ترتفع نسب الإصابة بالسرطان إذا ما سبق للمريض الإصابة بتضخم الغدة الدرقية أو وجود تلك الإصابة في التاريخ العائلي للمريض.
- التعرض للأشعة بكميات كبيرة: مثل الخضوع للعلاج بالأشعة أو خوض تجارب الأسلحة النووية، فهذا قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
- متلازمات جينية: بعض أنواع المتلازمات الجينية قد تؤدي إلى زيادة احتمال إصابة المريض بسرطان الغدة الدرقية.
أنواع سرطان الغدة الدرقية
تنقسم أورام الغدة الدرقية إلى عدة أنواع، تختلف من حيث الأعراض وشدة المرض وطرق العلاج، وتتمثل تلك الأنواع في الآتي:
- السرطانية الدرقية الجريبية: هو نوع يبدأ بالتطور عادًة بخلايا محددة، وتزداد نسب الإصابة به للأشخاص فوق 30 عامًا.
- السرطانة الدرقية الكشمية: من أندر أنواع سرطانات الغدة الدرقية، كما أنه من أصعب الأنواع من حيث العلاج، ويصاب به عادًة الأشخاص فوق 60 عامًا.
- السرطانة الدرقية الحليمية: هو أكثر أنواع المرض شيوعًا، ولا تقتصر الإصابة به على عمر محدد، وتصل نسبة الإصابة بهذا النوع إلى نحو 80% من إجمالي الحالات المصابة، وتعد الفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة به هي التي تتراوح ما بين 30 إلى 50 عامًا.
- السرطانة الدرقية النخاعية: يرجع سبب الإصابة بهذا النوع إلى إصابة امريض بإحدى المتلازمات الجينية الوراثية التي ينتج عنها الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات.
- لمفومة الغدة الدرقية: هو نوع يصيب الخلايا المناعية للغدة الدرقية، وهو من الأنواع النادر الإصابة به، ويتم تشخيصه عادًة للأشخاص فوق 70 عامًا.
السرطان الحليمي في الغدة الدرقية
هو أحد أنواع أورام الغدة الدرقية وأكثرها شيوعًا، حيث لا تقتصر الإصابة به على فئة عمرية محددة، إلا نسب الإصابة به ترتفع بشكل أكبر في الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 30 إلى 50 عامًا، وعادًة ما تكون أغلب تلك السرطانات ذات حجم صغير، وترتفع فرص الشفاء منها كثيرًا.
حتى في الحالات التي يصل انتشار الورم فيها حتى العقد الليمفاوية الموجودة بالرقبة، ولكن هناك بعض الحالات النادرة التي تصبح السرطانات الحليمية بالغدة الدرقية شديدة الخطورة، حيث قد يصل انتشارها إلى هياكل الرقبة والعديد من أجزاء الجسم.
اعراض سرطان الغدة الدرقية
غالبًا ما يتأخر ظهور أعراض الورم السرطاني بالغدة الدرقية حتى يبلغ الورم مراحل متقدمة، وتتمثل اعراض الغدة الدرقية السرطانية فيما يلي:
- ظهور كتلة بالرقبة أسفل الجلد.
- صعوبة في البلع.
- تعرض الغدد الليمفاوية بالرقبة للانتفاخ.
- تغيرات في الصوت.
- الشعور بآلام بالحلق والرقبة.
أعراض سرطان الغدة الدرقية الحميد
يصاحب سرطان الغدة الدرقية الحميد عدد من الأعراض التي تتفاوت من حيث الشدة، ومن بين اعراض اورام الغدة الدرقية ما يلي:
- الشعور بألم عند الجلوس في بعض الوضعيات.
- صعوبة البلع.
- التنفس ليلًا بصوت عالي.
- الإحساس بضيق تنفس مع ممارسة الأنشطة البدنية.
- ضعف العضلات.
- رعشة.
- قلق.
- التعرق بكميات أكبر.
- زيادة الوزن.
- تساقط الشعر.
- النسيان.
- جفاف الجلد وخشونته.
- آلام بمنطقة الرقبة.
- تغيرات في الصوت.
- زيادة الشهية.
- صعوبة تحمل درجات الحرارة المرتفعة.
- خسارة الوزن.
- خفقان القلب.
- سعال.
- التنفس بصعوبة.
- ورم بالرقبة.
اعراض سرطان الغدة الدرقية النخاعي
يُعرف ورم الغدة الدرقية النخاعي بتطوره البطيء، ولذلك عادُة لا يصاحبه ظهور أعراض جانبية بالمراحل الأولى، ولكن بشكل عام قد تظهر تلك الأعراض على المريض بمراحل مختلفة، مثل:
- الشعور بنتوء في بداية الحلق أو العنق غير مصحوب بألم.
- السعال، مع إمكانية ظهور دم مع السعال.
- ضيق التنفس.
- ورم بالرقبة.
- صعوبة في البلع.
- انسداد المسالك الهوائية مما يسبب صعوبة في التنفس.
- ظهور كتلة كبيرة بمنطقة الرقبة.
- ضيق تنفس قوي.
- الشعور بألم بالفك أو الرقبة أو الأذن.
تشخيص سرطان الغدة الدرقية
إذا شك الطبيب في إصابة المريض بأورام سرطانية بالغدة الدرقية، فإنه يحتاج من المريض الخضوع لمجموعة من الاختبارات والفحوصات، والتي من بينها:
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: هي موجات ذات ترددات عالية، تُستخدم في تصوير أعضاء الجسم، فيتم أخذ صورة للغدة الدرقية وما بها من عقد؛ لتحديد إذا ما كانت سرطانية أم لا.
- فحص اليود المشع: يتم استخدامه في التأكد من أن الكتلة الموجودة بالغدة الدرقية هي ورم سرطاني أم لا، بالإضافة إلى دوره في توضيح مدى انتشار الورم.
- التصوير المقطعي المحوسب: يخضع له المريض لتوضيح حجم السرطان ومكان وجوده وحجمه ومدى انتشاره بالجسم.
- الأشعة السينية: تساعد على تحديد إذا ما انتشر السرطان إلى الرئتين أم لا، وهو فحص فعال جدًا مع ورم الغدة الدرقية الجريبي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يُستخدم في الكشف عن معرفة مكان السرطان وحجمه ومدى انتشاره.
- الخزعة: مع وجود ورم بالغدة الدرقية، يقوم الطبيب المعالج بأخذ عينة من الورم لفحصها تحت المجهر؛ للتأكد إذا ما كان الورم حميد أو خبيث.
اسم تحليل سرطان الغدة الدرقية
قد يطلب الطبيب من المريض أن يقوم بإجراء فحص وظائف الغدة الدرقية TSH، والذي يساعد في كشف أي نقص أو زيادة في كمية الهرمونات التي تقوم الغدة الدرقية بإفرازها.
علاج سرطان الغدة الدرقية
تتعدد طرق علاج الأورام السرطانية بالغدة الدرقية، ويختار من بينها الطبيب المعالج ما يتماشى مع حالة المريض ومدى انتشار الورم والمرحلة التي وصل إليها؛ للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة، ومن بين طرق العلاج:
- الجراحة: الجراحة من أشهر طرق علاج ورم السرطاني بالغدة، ويتم خلالها استئصال كامل للغدة الدرقية أو الاكتفاء باستئصال جزء منها فقط، وهو ما يتم تحديده وفقًا لنوع وحجم الورم، كما أن انتشاره حتى العقد الليمفاوية يؤثر كذلك على تحديد نوع الجراحة.
- العلاج بالحرارة والتبريد: في حالة انتشار السرطان إلى الكبد والرئتين والعظام، فإن العلاج بالحرارة والتبريد هو العلاج الأمثل للقضاء على أي خلايا سرطانية.
- العلاج الاشعاعي لسرطان الغده الدرقية: يتلقى المريض في العلاج الإشعاعي مجموعة من الحزم الإشعاعية بنقاط محددة بجسمه؛ بهدف التخلص من الخلايا السرطانية، وهو من أنواع العلاج الفعالة مع تكرار الإصابة بالمرض أو فشل الأنواع الأخرى للعلاج.
- العلاج الكيماوي لسرطان الغدة الدرقية: هو عبارة عن علاج دوائي يستهدف قتل الخلايا السرطانية، وله القدرة على التحكم بالأنواع سريعة النمو من أورام الغدة الدرقية، ويتلقاه المريض عبر الفم في شكل أقراص دوائية أو عبر الوريد.
- العلاج باليود المشع لسرطان الغدة الدرقية: هو أحد طرق العلاج التي تساعد في قتل الخلايا السرطانية التي لم يتم القضاء عليها خلال الجراحة، ويتلقاه المريض عبر الفم في صورة سائل أو كبسولة.
تجربتي مع سرطان الغدة الدرقية
يروي أحد المصابين أورام الغدة الدرقية عن التغير القوي الذي طرأ على حياته بعد الإصابة به، حيث بدأ يشعر بكل شيء جميل حوله سواء نفسي أو جسدي، وبالرغم من كونه أب مسؤول عن أطفال إلا أنه استطاع أن يقاوم ليشفى تمامًا.
يقول تجربتي مع ورم الغدة الدرقية بدأت مع التشخيص بالمرض والخوف الذي شعر به وهو يرى حياته بالكامل أمام عينيه، ومع بداية ظهور الأعراض الجانبية بدء يشعر بالتعب والخوف من القادم، إلا أنه استطاع سريعًا أن يتماسك، ليبدأ رحلة العلاج مع مركز أمراض الدم والأورام التي لم تكن سهلة، إلا أنه تمكن من اجتيازها مع الكثير من الصبر واتباع تعليمات الأطباء.
يعد سرطان الغدة الدرقية من أنواع السرطانات الخطيرة والتي يصاحبها العديد من الأعراض الجانبية الشديدة، ولذلك ينصح بالتوجه إلى مركز أمراض الدم والأورام في حالة ظهور أيًا من تلك الأعراض؛ لتشخيص المرض مبكرًا، وهو الأمر الذي يساعد على رفع نسب الشفاء منه.
