سرطان الدم الحميد أو كما يعرف باسم ابيضاض اللمفاويات المزمن هو أحد أشهر أنواع السرطانات الحميدة، يتم اكتشاف هذا النوع من السرطان صدفة أثناء الخضوع لبعض التحاليل والفحوصات، فما هو هذا المرض؟ وما هي أهم أعراضه وأسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟ الإجابة على هذه الأسئلة بالتفصيل في هذا المقال.
ما هو سرطان الدم الحميد؟
سرطان الدم الحميد هو نفسه سرطان الدم الليمفاوي المزمن، وهو نوع من أنواع السرطانات الذي يؤثر على الدم ونخاع العظام، ويتطور هذا النوع من السرطان ببطء شديد، بالتالي فهو لا يحتاج في بدايته إلى علاج، لذا يسمى بالحميد، ويظهر سرطان الدم الليمفاوي المزمن في كبار العمر البالغين الذين تعدت أعمارهم الـ 65 عام، ويقل ظهوره بصورة كبيرة مع من هم دون سن الـ 40.
يحدث سرطان الدم المزمن عندما تتحول خلايا الدم البيضاء السليمة التي تُعرف باسم الخلايا الليمفاوية، الموجودة في نخاع العظم إلى خلايا سرطانية تتكاثر وتزاحم كريات الدم الحمراء والصفائح الدموية السليمة.
في سرطان الدم المزمن، لا تكون خلايا الدم السرطانية البيضاء مشابهة لخلايا الدم البيضاء الأصلية، حيث أنها لا تستطيع مقاومة العدوى، كما أنها تعيش لفتره أطول من خلايا الدم البيضاء الأصلية، مما يؤدي إلى تراكمها.
أنواع سرطان الدم الحميد
ينقسم سرطان الدم الحميد إلى نوعين، النوع الأول يحدث سرطان الدم في الخلايا التي تصنع الأجسام المضادة، وهي بروتينات تعمل على قتل البكتريا والفيروسات والخلايا السرطانية، أما النوع الثاني من سرطان الدم في الخلايا التي تتحكم في استجابة الجهاز المناعي في الجسم، حيث تعمل هذه الخلايا على مهاجمة الخلايا غير الطبيعية، وتقوم بتدميرها بشكل كامل.
معظم الحالات تعاني من سرطان الدم الليمفاوي المزمن في الخلايا، مع ذلك توجد بعض الحالات التي تعاني من سرطان الدم المزمن في الخلايا، ويجب معرفة أن الأعراض تتطور بصورة سريعة مع المرضى المصابين بسرطان الدم في الخلايا التائية.
أعراض سرطان الدم الحميد
في بداية الإصابة بسرطان الدم الحميد، لا يظهر على المريض أي أعراض، ولكن مع تقدم الحالة، يمكن أن يعاني المريض من بعض الأعراض، مثل:
- الضعف الشديد والشعور بالتعب.
- تضخم العقد الليمفاوية والذي يظهر في صورة كتل غير مؤلمة تظهر تحت الإبط وفي الرقبة.
- الإصابة بالعدوى.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الشعور بألم أسفل الأضلاع.
- التعرق الشديد ليلاً.
- شحوب البشرة.
- النزيف الذي يمكن أن يظهر في صورة نمش.
- ظهور كدمات على البشرة.
- ألم بالعظام أو المفاصل.
- فقدان التوازن بدون سبب معروف.
تختلف هذه الأعراض من مريض إلى آخر، ففي بعض الحالات قد يظهر على المريض جميع الأعراض المذكورة، وفي حالات أخرى يظهر على المريض جزء فقط من هذه الأعراض.
إليك المزيد من المعلومات عن كدمات السرطان
أسباب الإصابة بسرطان الدم الحميد
يحدث سرطان الدم الحميد المعروف باسم سرطان الدم الليمفاوي المزمن عندما تحدث بعض التغييرات في المادة الوراثية الخاصة بخلايا نخاع العظم، هذه التغيرات الجينية لم يُعرف سببها بعد، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من مخاطر التعرض للسرطان، من بينها:
- العمر: تزداد مخاطر الإصابة بهذا المرض مع تقدم العمر، فكلما زاد عمر الشخص عن 50 عامًا، كلما زادت فرصة تعرضة للسرطان.
- العرق: تزداد فرصة الإصابة بالمرض مع الأشخاص ذو البشرة الفاتحة عنه من الأشخاص ذو البشرة الداكنة.
- التعرض للمواد الكيميائية الضارة: يمكن للكثير من المواد الكيمائية أن تتسبب في الإصابة بـ سرطان الدم الحميد.
- الجنس: نسبة الإصابة بالمرض لدى الرجال أعلى من النساء.
طرق تشخيص سرطان الدم الحميد
توجد أكثر من طريقة يمكن بواسطتها تشخيص الإصابة بسرطان الدم الحميد، من بين هذه الطرق:
- الفحص البدني: خلال الفحص البدني يقوم الطبيب بسؤال المريض عن الأعراض التي ظهرت عليه ويقوم بتقييمها، كما يقوم بالسؤال عن التاريخ الطبي المرضي للعائلة.
- اختبار الدم: تعداد الدم الكامل هو أحد الاختبارات الدقيقة التي توضح تعداد كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح.
- اختبارات قياس التدفق الخلوي: يستخدم هذا الاختبار للتحقق من وجود الخلايا السرطانية، ويمكن اجراءه على الدم أو نخاع العظم أو الأنسجة الأخرى.
- الاختبارات الجينية: تساعد هذه الاختبارات على البحث عن التغيرات الجينية والكروموسومات (الطفرات الجينية).
في حال أجريت هذه الاختبارات، وتأكد الطبيب من إصابة المريض بالسرطان، فإنه يمكن أن يطلب من المريض إجراء اختبارات نخاع العظم.
طريقة تحديد مراحل سرطان الدم الحميد
يستخدم الأطباء أنظمة خاصة لتحديد مراحل السرطان، ولوضع خطة معينة للعلاج والتشخيص، حيث يتم تحديد مراحل سرطان الدم الليمفاوي المزمن باستخدام نظامين متشابهين، وهما:
- نظام التدريج راي: والذي يصنف سرطان الدم الليمفاوي المزمن حسب احتمالية تفاقم الحالة وتطلبها للعلاج.
- نظام بينت: والذي يقوم بتصنيف سرطان الدم الليمفاوي المزمن حسب مدى انتشاره في جميع أنحاء الجسم.
أقرا أكثر عن هل نقص الصفائح الدموية هو سرطان الدم
علاج سرطان الدم الحميد
في بداية الإصابة بالمرض، قد لا يعاني المريض من أي أعراض، بالتالي لا يتم تشخيصه مباشرة ،ولا يكون المريض بحاجة إلى علاج، ولكن مع تقدم المرض، تبدأ الأعراض في الظهور ويحتاج المريض إلى علاج، من ضمن الخيارات العلاجية التي يوصي بها الطبيب:
- العلاج الموجه: وفيه يتم استخدام أدوية خاصة تهاجم الخلايا السرطانية بدون التأثير على خلايا الدم البيضاء السليمة وخلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية، حيث تُستخدم هذه العلاجات لمنع خلايا الدم البيضاء من النمو.
- العلاج الكيميائي: هو أحد العلاجات الأولية التي يوصي الطبيب باستخدامها في حالات سرطان الدم الليمفاوي المزمن.
- العلاج المناعي: يعمل هذا العلاج على تقوية جهاز المناعة لدى المريض؛ حتى يتمكن من القضاء على المزيد من الخلايا السرطانية.
- العلاج الإشعاعي: الهدف من العلاج هي إبطاء نمو خلايا سرطان الدم، وبالتالي تقليل الأعراض وزيادة الشعور بالراحة.
مضاعفات سرطان الدم الحميد
تظهر مضاعفات سرطان الدم الليمفاوي المزمن على خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية، حيث أنه من المعروف أن وظيفة خلايا الدم الحمراء الرئيسية هي نقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، بينما الوظيفة الأساسية لخلايا الدم البيضاء هي حماية الجسم من العدوى، أما الصفائح الدموية فوظيفتها الأساسية المساعدة في تجلط الدم.
من أشهر المضاعفات التي يعاني منها المريض:
- الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية: حوالي 2% إلى 10% من مرضى سرطان الدم يصابون بسرطان الغدد الليمفاوية.
- الإصابة بأحد أنواع السرطانات التالية: سرطان الجلد أو سرطان الرئة أو سرطان القولون، نتيجة ضعف عمل الجهاز المناعي الذي يؤثر على حماية هذه الأعضاء.
- فقر الدم: يمكن أن يعاني المريض من فقر الدم؛ نتيجة عدم وجود ما يكفي من خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم.
- نقص الصفيحات: يمكن أن يؤثر سرطان الدم الليمفاوي المزمن على إمدادات الصفائح الدموية.
- الإصابة بالتهابات متكررة: يزداد خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفطرية أو الفيروسية نتيجة ضعف الجهاز المناعي وقلة عدد كريات الدم البيضاء السليمة.
- أمراض أخرى: يمكن الإصابة بأي من أمراض المناعة الذاتية، والتي منها فقر الدم الانحلالي المناعي الذاتي.
في النهاية، سرطان الدم الحميد هو أحد أنواع السرطانات الآمنة التي يمكن أن يعيش معها الإنسان لفتره طويلة، والسبب في ذلك أن تقدم هذا المرض يحدث على المدى الطويل، ويمكن التصدي للأعراض التي تظهر مع المرض، من خلال طرق العلاج المذكورة سلفًا، ولكن شرط أن يكون في مراحله الأولى.
تعرف أكثر عن هل زيادة الصفائح الدموية هو سرطان الدم