توجد الكثير من أنواع السرطانات التي يمكن أن تصيب النساء، ولكن سرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم هو أكثرها، وتزيد احتمالية الإصابة بذلك السرطان بين السيدات اللاتي تزيد أعمارهن عن 35 عامًا، فما هو ذلك النوع من السرطان، وكيف يمكن اكتشافه وعلاجه في مراحله الأولى؟ هذا بالإضافة إلى الكثير من المعلومات عن ذلك السرطان، هو ما سنتعرف عليه خلال السطور التالية.
سرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم
سرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم هو من أكثر أنواع السرطان المنتشرة بين النساء، لذلك يتم التشديد على النساء اللاتي بلغن ما بين 25 إلى 64 عامًا لإجراء مسحة لعنق الرحم؛ للتأكد والاطمئنان على عدم وجود خلايا حرشفية في عنق الرحم؛ لأن الكشف المبكر على السرطان من أهم أسباب نجاح فعالية العلاج.
مراحل سرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم
يوجد أربع مراحل لسرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم، وهم كالتالي:
- المرحلة الأولى: يكون الورم السرطاني صغير الحجم ولا يزال في بداية الأمر.
- المرحلة الثانية: يكون الورم أكبر حجمًا، وبدء في الانتقال إلى الغدد الليمفاوية القريبة من الرحم وعنق الرحم.
- المرحلة الثالثة: في تلك المرحلة، ينتقل الورم السرطاني إلى أجزاء أخرى محيطة بالرحم، مثل الحوض والحالبين.
- المرحلة الرابعة: هي آخر المراحل في سرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم، وفيه يتمكن الورم من الانتقال إلى الأعضاء البعيدة مثل الرئتين والكبد والعظام.
أسباب سرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم
تبدأ الخلايا السرطانية في التكون داخل عنق الرحم عند حدوث خلل في الحمض النووي، وبسبب ذلك الخلل، ينتج عنق الرحم عدد كبير من الخلايا بسرعة وبأعداد غير طبيعية، فلا تتمكن الخلايا من السير في دورة تغذيتها ونموها الطبيعية، فينشأ بذلك خلايا غريبة، وتستمر تلك الخلايا الغريبة في التكاثر، وتتجمع مع بعضها البعض وتكون كتلة، تلك الكتلة هي الورم السرطاني، ومع مرور الوقت، يتمكن الورم من أن يصل إلى أعضاء أخرى في الجسم.
السبب الأساسي والرئيسي في الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم أو أي نوع من أنواع سرطان عنق الرحم الأخرى هو فيروس الورم الحليمي البشري، والذي ينتقل عبر التواصل الجنسي، وهو فيروس منتشر، وبالرغم من انتشاره، إلا أنه لا يؤثر على معظم الناس، ويزول من تلقاء نفسه، وبجانب ذلك الفيروس، توجد أسباب أخرى تتسبب في حدوث طفرات جينية في الحمض النووي لعنق الرحم، ومنها:
- التقدم في العمر، فمعظم النساء اللاتي يكتشفن إصابتهن بخلايا حرشفية في عنق الرحم يكن فوق الـ 65 عامًا.
- الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشري.
- التدخين وشرب الكحول.
- استخدام أدوية ثنائي إيثيل ستيلبوستيرول.
- التعرض للإشعاع أو التعرض لمواد كيميائية تؤثر على الحمض النووي بشكل مباشر.
- وجود تاريخ للإصابة بسرطان في المثانة أو المهبل أو الكلى، أو وجود تاريخ لإصابة أحد الأبوين بنوع من أنواع السرطان.
- استخدام الفرازج المهبلية، وهي الأداة التي يتم الاستعانة بها لعلاج هبوط الرحم.
- تناول حبوب منع الحمل لمدة تزيد عن 5 سنوات.
- ممارسة الجنس في سن مبكر.
أعراض سرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم
في الغالب لا توجد الكثير من الأعراض في المراحل الأولى، أو تكون غير ملحوظة، ويتم التعرف على الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم في مراحل متأخرة، لذلك نشدد مرة أخرى على إجراء المسحة بين كل حين وآخر؛ حتى تتأكدي من عدم إصابتك به، وفي المراحل المتقدمة، تظهر بعض العلامات التالية:
- نزيف غير عادي في وقت غير وقت الحيض أو بعد الجماع.
- فترة الحيض تكون أطول ويكون الدم أكثر غزارة من المعتاد.
- نزيف وألم في المستقيم.
- الشعور بألم أثناء الجماع.
- وجود إفرازات مهبلية غير عادية وكريهة الرائحة.
- وجود كتلة ملحوظة داخل المهبل.
- إمساك.
- آلام في الحوض.
- كثرة التبول ووجود ألم أثناء التبول.
- فقدان الشهية وفقدان الوزن.
- تورم في الساقين وفي أسفل الظهر.
تشخيص سرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم
أول ما يقوم به الطبيب المعالج أثناء التشخيص و الفحص هو أن سؤالك عن تاريخك وتاريخ عائلتك المرضي، ثم يطلب منك أن تقومي بالإجراءات التالية:
- مسحة من عنق الرحم: تكون المسحة على يد طبيب متخصص في النساء والتوليد، ويقوم بأخذ مسحة من عنق الرحم بعمود قطني، ثم يقوم بإرسال العينة إلى المختبر لفحصها.
- تنظير المهبل وعنق الرحم: يتم استخدام المنظار المهبلي للتحقق من وجود اي اورام في عنق الرحم.
- أخذ عينة من خلايا عنق الرحم: في بعض الحالات، قد يضطر الطبيب إلى إجراء عملية سريعة بتخدير كامل وأخذ عينة من عنق الرحم بعدة طرق، إما بكشط جزء من خلايا الرحم، أو بأخذ خزعة.
بعد إجراء تلك الاختبارات، من الممكن أن تكوني غير مصابة بـ سرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم، ومن الممكن أن تكوني مصابة به فعلًا، ففي حال إصابتك به، سوف يتم إجراء اختبارات أخرى تحدد المرحلة التي وصل إليها الورم السرطاني من بين المراحل الأربعة التي ذكرناها من قبل، وتلك الاختبارات كالتالي:
- الاختبارات التصويرية: تلك الاختبارات تستطيع أن تحدد مكان الورم السرطاني بالضبط، والحجم الذي وصل إليه.
- تنظير المثانة والمستقيم: قد يستخدم الطبيب نوعًا خاصًا من المناظير؛ للتأكد من عدم انتقال السرطان إلى المثانة أو المستقيم.
علاج سرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم
يوجد أكثر من خيار علاجي يمكن للطبيب الاعتماد عليه في علاج المصاب بسرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم، ويعتمد نوع العلاج على حالة المريض نفسه، ومدى قدرة الجسم على تقبل العلاج وتحمله، بالإضافة إلى المرحلة التي وصل إليها الورم السرطاني، ويمكن أن يدمج الطبيب بين أكثر من نوع علاج، والطرق العلاجية تتمثل في التالي:
1- التدخل الجراحي
يتم اللجوء إلى الجراحة عادة في المراحل الأولية لسرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم، وتنقسم تلك الطريقة إلى ثلاثة أقسام كالتالي:
- استئصال الورم فقط في المراحل الأولية من الورم السرطاني.
- استئصال عنق الرحم وبعض الخلايا المحيطة به.
- استئصال عنق الرحم والرحم معًا في المراحل المتقدمة للورم السرطاني.
2- العلاج الإشعاعي
العلاج الإشعاعي يكون عن طريق تسليط حزم طاقة قوية جدًا على الورم السرطاني بشكل مباشر، مما يتسبب في قتلها، ويمكن أن يصاحب العلاج الإشعاعي علاجًا أوليًا عن طريق تناول بعض الأدوية التي تقلل من حجم الورم السرطاني، ويمكن استخدام العلاج الإشعاعي أيضًا بعد العلاج الجراحي؛ للتأكد من قتل كل الخلايا السرطانية.
3- العلاج الكيميائي
يُستخدم العلاج الكيميائي عادة بشكل منفرد، ولكن ليس في كل الأوقات؛ فقد يصاحب العلاج الإشعاعي أو التدخل الجراحي، والعلاج الكيميائي يكون عبارة عن تناول أدوية تؤثر بشكل مباشر على الخلايا السرطانية وتقتلها، أو تقلل من حجمها.
4- العلاج الموجه
يتم استخدام أنواع من الأدوية تتفاعل مع مواد كيميائية تساعد في نمو الورم السرطاني، وعند التفاعل مع تلك المواد الكيميائية والاقتران بها؛ فلا تستطيع الخلايا السرطانية من الحصول على غذائها، مما يساهم في التخلص منها.
5- العلاج المناعي
الجهاز المناعي وظيفته الأولى والأخيرة هي مهاجمة الخلايا الغريبة عن الجسم، وسرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم هو عبارة عن خلايا غريبة، ولكنها تستخدم بعض المواد الكيميائية التي تُمكنها من التخفي عن الجهاز المناعي، والعلاج المناعي يكون عبارة عن أدوية بها مواد كيميائية تُمكن الجهاز المناعي من اكتشاف خلايا السرطان.
كيفية الوقاية من سرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم
بما أن الوقاية خير من العلاج، فإليكِ عددًا من النصائح التي ستجعلك تتمكنين من الابتعاد عن خطر الإصابة بخلايا حرشفية في عنق الرحم:
- أخذ لقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري.
- إجراء فحوصات بشكل مستمر للاطمئنان على صحة الرحم.
- الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول.
- ممارسة الجنس الآمن.
هل سرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم خطير؟
لا يكون سرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم خطيرًا في معظم الأحيان، فقد تصابين بفيروس الورم الحليمي البشري ولكن يستطيع الجسم مقاومته إلى أن يختفي من تلقاء نفسه، وإن كان مستوى الخطورة عالٍ، وتمكنت الخلايا من أن تقاوم الجسد، فالنسبة الأعلى هي إمكانية علاج الورم السرطاني في المراحل الأولية، ولكن إذا انتقل الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم، فيصعب شفاءه في حالات كثيرة.
ولكن لا تقلقي، فنسبة الشفاء من سرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم تتراوح ما بين 81 إلى 95% إذا لم ينتقل إلى أعضاء أخرى، فبادري بالاطمئنان على نفسك ولا تترددي أبدًا بزيارة مركز أمراض الدم والأورام لإجراء مسحة عنق الرحم والكشف المبكر والاطمئنان على نفسك.
