يعد سرطان الخلايا الحرشفية في الفم واحد من الأنواع الشائعة لسرطانات الرأس والعنق، والذي يبدأ في الخلايا المسطحة التي تبطن السطح الداخلي للفم، ويمثل تهديدًا حقيقيًا للصحة، لإمكانية تأثيره على قدرة المريض على تناول الطعام والتحدث، وفي هذا المقال، نتناول أسباب وأعراض هذا المرض بالتفصيل، بالإضافة إلى طرق تشخيصه وعلاجه.
سرطان الخلايا الحرشفية في الفم
يعتبر سرطان الخلايا الحرشفية في الفم من أكثر أنواع سرطانات الفم انتشارًا، حيث يتطور من الخلايا الحرشفية التي تغطي سطح الفم واللسان والشفتين، وتنمو تلك الخلايا بشكل طبيعي، ولكن عند حدوث تغيرات جينية، تبدأ في التكاثر بشكل غير طبيعي، تتسبب في ظهور ورم قد يكون حميدًا أو خبيثًا، ويعد التشخيص المبكر والعلاج الفوري من العوامل الأساسية التي تؤثر على نجاح الشفاء وتقليل المضاعفات.
أسباب سرطان الخلايا الحرشفية في الفم
تتعدد العوامل التي تساهم في الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في الفم، ومن أبرزها ما يلي:
- التدخين ومضغ التبغ: يحتوي التبغ على مواد كيميائية مسرطنة تؤدي إلى تلف الخلايا الحرشفية وتحويلها إلى خلايا سرطانية.
- تعاطي الكحول: يزيد الإفراط في استهلاك الكحول من خطر الإصابة بسرطان الفم، وخصوصًا عند اقترانه بالتدخين.
- الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV): بعض أنواع فيروس الورم الحليمي البشري يمكن أن تسبب تغيرات جينية في الخلايا، مما يؤدي إلى تطور السرطان.
- التعرض للأشعة فوق البنفسجية: التعرض المستمر لأشعة الشمس يزيد من خطر الإصابة بسرطان الشفتين، نتيجة تأثير الأشعة فوق البنفسجية.
- سوء التغذية: فقد يؤدي نقص الفيتامينات والمعادن الأساسية وخاصة فيتامين A وC إلى زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية.
- عوامل وراثية: وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الفم قد يزيد من فرص الإصابة بهذا المرض.
أعراض سرطان الخلايا الحرشفية في الفم
تظهر أعراض سرطان الخلايا الحرشفية بالفم بشكل تدريجي، وقد تختلف شدتها بناءًا على مرحلة المرض، ومن أبرز هذه الأعراض ما سيلي:
- تقرحات مزمنة لا تلتئم: وجود تقرحات بالفم أو على اللسان مستمرة لأكثر من أسبوعين من العلامات المبكرة للسرطان.
- كتل أو سماكة في الأنسجة: قد يشعر المريض بوجود كتل أو سماكة غير طبيعية داخل الفم أو على اللسان.
- نزيف غير مبرر: حدوث نزيف متكرر من الفم دون سبب واضح يعد من الأعراض المثيرة للقلق.
- صعوبة في البلع أو التحدث: قد يعاني بعض المرضى من آلام أثناء مضغ الطعام، أو صعوبة في النطق نتيجة نمو الورم.
- ألم في الفك أو الأذن: قد يمتد الألم إلى الفك أو الأذن، وهو عرض شائع في المراحل المتقدمة من المرض.
- رائحة فم كريهة: قد تظهر رائحة نفس كريهة نتيجة الالتهابات المصاحبة للورم.
تشخيص سرطان الخلايا الحرشفية في الفم
لتأكيد الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في منطقة الفم، عادًة ما يلجأ الطبيب إلى مجموعة من الفحوصات لتشخيص المرض، والتي منها ما يلي:
- الفحص السريري: يبدأ الطبيب بفحص الفم واللسان للبحث عن أي تغيرات غير طبيعية.
- الخزعة: يتم أخذ عينة من الأنسجة المشتبه بها وفحصها تحت المجهر؛ لتأكيد وجود خلايا سرطانية.
- الفحوصات التصويرية: تساعد الفحوصات التصويرية في الكشف عن وجود الورم وتحديده، مثل الأشعة السينية التي تستخدم لتحديد مدى انتشار الورم، الرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم الأورام بدقة، والأشعة المقطعية (CT) لتحديد مدى تأثر العظام والأنسجة المحيطة.
- اختبارات فيروس الورم الحليمي البشري (HPV): يتم إجراء هذا الاختبار في حال كان يعتقد أن الفيروس هو السبب وراء الإصابة بالسرطان.
عوامل خطر سرطان الخلايا الحرشفية في الفم
هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في الفم، ومنها ما يلي:
- الجنس والعمر: يظهر هذا النوع من السرطان بشكل أكبر لدى الرجال مقارنًة بالنساء، ويزداد خطر الإصابة مع التقدم في السن.
- التاريخ العائلي: فإذا كان هناك أفراد من العائلة مصابون بسرطان الفم أو أنواع أخرى من السرطان، فإن ذلك يزيد من احتمالية الإصابة.
- سرطان الخلايا الحرشفية في اللسان: يعد وجود سرطان في الخلايا الحرشفية في اللسان وخاصة في قاعدة اللسان من ضمن عوامل خطر لحدوث السرطان.
- النظام الغذائي غير المتوازن: زيادة استهلاك الأطعمة غير الصحية وقلة تناول الفواكه والخضراوات تساهم في زيادة احتمالة الإصابة بالمرض.
- ضعف الجهاز المناعي: الأشخاص الذين يعانون من حالات تؤثر على مناعتهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من السرطان.
علاج سرطان الخلايا الحرشفية في الفم
تعتمد خيارات علاج سرطان الخلايا الحرشفية في الفم على المرحلة التي وصل إليها المرض وحالة المريض نفسه، وتشمل خيارات العلاج الآتي:
- الجراحة: تعتبر الخيار الأول في العديد من الحالات، حيث يتم إزالة الورم والأنسجة المحيطة به.
- العلاج الإشعاعي: يستخدم الإشعاع لتدمير الخلايا السرطانية، سواء قبل الجراحة لتقليص حجم الورم، أو بعدها للقضاء على أي خلايا متبقية.
- العلاج الكيميائي: يتم تطبيق العلاج الكيميائي في الحالات المتقدمة، أو عندما ينتشر الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- العلاج المناعي: يهدف العلاج المناعي إلى تعزيز الجهاز المناعي؛ لمهاجمة الخلايا السرطانية بشكل أكثر فعالية.
الوقاية من سرطان الخلايا الحرشفية في الفم
للوقاية من سرطان الخلايا الحرشفية في الفم ينصح باتباع الخطوات التالية:
- الإقلاع عن التدخين ومضغ التبغ.
- تجنب استهلاك الكحول بكميات كبيرة.
- الالتزام بنظام غذائي متوازن يحتوي على الخضراوات والفواكه.
- استخدام واقي شمس للشفتين عند التعرض للشمس لفترات طويلة.
- زيارة طبيب الأسنان بانتظام لفحص صحة الفم.
وبهذا، يتضح أن سرطان الخلايا الحرشفية في الفم هو مرض يمكن الوقاية منه بشكل كبير من خلال اتباع نمط حياة صحي، ويعتبر التشخيص المبكر للمرض أمرًا حيويًا لزيادة فرص الشفاء التام، فإذا لاحظت أي أعراض مقلقة، مثل وجود قرح لا تلتئم أو كتل غريبة، قم بزيارة مركز أمراض الدم والأورام على الفور؛ للتأكد من سلامتك، وتفادي مضاعفات المرض.