سرطان الخلايا الحرشفية في البلعوم هو أحد أشهر أنواع السرطان التي تصيب منطقة البلعوم، والتي تشمل الحنجرة واللوزتين وقاعدة اللسان والأوتار الصوتية، وفي أغلب الحالات، يصيب من هم فوق الأربعين عامًا، ومن أبرز خصائص ذلك النوع من السرطان أنه يستطيع الانتشار بسرعة وإصابة الغدد الليمفاوية القريبة منه الموجودة في الرقبة.
فما هو سرطان الخلايا الحرشفية بالبلعوم؟ وما هي خصائصه؟ وكيف يمكننا الكشف المبكر عنه ومعالجته ومنع الإصابة به مرة أخرى؟ هذا ما سنتعرف عليه خلال السطور التالية من مقالنا.
سرطان الخلايا الحرشفية في البلعوم
يبدأ سرطان الخلايا الحرشفية في البلعوم بالظهور بعد أن يحدث خلل في الحمض النووي للخلايا الموجودة في قاع الفم والبلعوم، وبسبب ذلك الخلل، يتم إنتاج المزيد من الخلايا، بالتالي لا تتمكن الخلية الواحدة من النمو بشكل طبيعي والحصول على تغذيتها كما يجب.
اسباب سرطان الخلايا الحرشفية في البلعوم
تتشكل تلك الخلايا على شكل ورم في منطقة البلعوم، يمكن أن نراها ونشعر بها بشكل واضح في الرقبة، وفيما بعد من الممكن أن تموت الخلايا السليمة القديمة التي كانت تتواجد في المنطقة، ويتحول الورم الناتج من الخلل إلى ورم خبيث، يستطيع أن يغزو الخلايا السليمة المجاورة، مثل العقد الليمفاوية المتواجدة في الرقبة أو أية أعضاء بالقرب من البلعوم.
وبالتأكيد لا يحدث الخلل في تلك الخلايا إلا بوجود مؤثرات خارجية، ومن أبرز الأسباب التي تتسبب في الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية بالبلعوم ما يلي:
- التخدين بشراهة، فالتبغ يعتبر من المواد الكيميائية التي تؤثر بالسلب على الحنجرة.
- شرب الكحوليات التي تتسبب في تهيج خلايا الحلق وتلفها.
- كلما تقدم العمر كلما كانت احتمالية الإصابة أكبر.
- نقص المناعة والإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
- التعرض للإشعاع لفترات طويلة في منطقة الرقبة.
- الإصابة بورم سرطاني في فترة من الفترات السابقة.
- وجود تاريخ مرضي يشير إلى الإصابة بنفس الورم.
- سوء التغذية قد يتسبب في الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية بالبلعوم.
أعراض سرطان الخلايا الحرشفية في البلعوم
توجد الكثير من الأعراض التي قد تظهر على المريض عند الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية البلعوم، وقد تتداخل تلك الأعراض مع أمراض أخرى غير السرطان، وفور ظهور تلك الأعراض، ينبغي على المريض الاستعانة بأحد الاطباء المتخصصين؛ لمعرفة ما إذا كانت هذه الأعراض تشير إلى الإصابة بالسرطان أم لا، ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:
- التهاب في الحلق لا يزول بمرور الوقت.
- ظهور ورم في الرقبة.
- الشعور بآلام في الأذن.
- يبدأ الصوت في التغير.
- مواجهة بعض المشاكل أثناء البلع.
- مشاكل في التنفس.
- فقدان الوزن بشكل مستمر.
- انتفاخ العقد الليمفاوية المحيطة بمنطقة البلعوم.
- وجود صفير في الأذن.
- وجود بحة في الصوت.
- السعال بصفة مستمرة.
تشخيص سرطان الخلايا الحرشفية في البلعوم
فور التوجه إلى الطبيب المعالج، يبدأ في إجراء الكشف السريري على المريض؛ ليتأكد من أنه غير مصاب بسرطان الخلايا الحرشفية في البلعوم، ويبدأ بطرح عددًا من الأسئلة عن التاريخ المرضي الخاص به والخاص بالعائلة كذلك.
ومن ضمن إجراءات التشخيص، يقوم الطبيب بعمل بطلب والقيام ببعض الفحوصات، والتي تساعده في الكشف عما إذا كان المريض مصابًا بالسرطان أم لا، ومن ضمن هذه الفحوصات ما يلي:
1- الخزعة
وهو عبارة عن أخذ عينة من الورم وفحصه في المختبر؛ ليتم التأكد من نوع الورم إن كان خبيث أم حميد، ويوجد تنوع في ذلك الإجراء وهو كالتالي:
- الخزعة التقليدية: وفيها يقوم الطبيب بتخدير المريض تخديرًا عامًا، ويقوم بعمل شق صغير في الرقبة مقابل الورم، ويأخذ عينة من نسيجه
- خزعة الإبرة: والتي تكون عبارة عن إبرة رفيعة يقوم الطبيب بإدخالها بشكل مباشر في الورم لأخذ عينة.
- خزعة بالمنظار: وفيها يعمد الطبيب إلى إدخال المنظار من الفم حتى يصل إلى مكان الورم في الحلق، ويبدأ في أخذ عينة من الورم.
2- تحديد مرحلة السرطان
بعد الانتهاء من أخذ الخزعة وإجراء الاختبار المعملي؛ فإن تم التأكد من إصابة المريض بالسرطان، يبدأ الطبيب المعالج في تحديد المرحلة التي وصل إليها المرض، وهي عبارة عن 4 مراحل، والتي تتمثل في الآتي:
- المرحلة 0: الورم فيها يكون موجود في الطبقة العليا من خلايا الحنجرة.
- المرحلة 1: يكون فيها الورم أقل من 2 سم ويتواجد في الحنجرة فقط.
- المرحلة 2: الورم يتراوح حجمه ما بين 2 لـ 4 سم، ومن الممكن أن يكون قد بدأ ينمو في أجزاء أخرى غير الحنجرة.
- المرحلة 3: الورم أكبر من 4 سم، وقد يتمكن بالفعل من الانتقال إلى أحد العقد الليمفاوية القريبة.
- المرحلة 4: تمكن الورم من الانتشار إلى العقد الليمفاوية وإلى أعضاء أخرى.
3- اختبارات التصوير
في حال الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في البلعوم أو أي نوع من أنواع السرطان بشكل عام، يجب أن يخضع المريض لإجراء بعض اختبارات التصوير؛ حتى يتأكد الطبيب من عدم انتقال الورم السرطاني إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وفي حالة الإصابة بنوع من أنواع السرطان في الرقبة، يتم إجراء التصوير على الرقبة والصدر والرأس، وفي بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء الفحص على الجسم بالكامل، ومن أنواع اختبارات التصوير التي يطلبها الطبيب ما يلي:
- التصوير بالرنين المغناطيسي: وهو يساعد في إظهار الأعضاء الداخلية بصورة مفصلة للأعضاء المتواجدة في الرقبة والرأس والصدر.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET): وفيه يتم حقن جسم المريض بنوع من أنواع السكر المشع التي تتفاعل معها الخلايا السرطانية.
- تصوير الأشعة مع الباريوم (Barium): ويكون عبارة عن مادة مشعة يقوم المريض ببلعها، وتبدأ الخلايا السرطانية في التفاعل معها تمامًا مثل PET، ولكن الفرق أن الباريوم يكون على مستوى الجهاز الهضمي فقط، أما PET فعلى الجسم كله.
- التصوير المقطعي: وهو نوع من أنواع الاختبارات التي يمكنها تصوير الأنسجة الرخوة والأعضاء في المنطقة المصورة، ويستطيع من خلالها الطبيب أن يكتشف مدى تضرر الأعضاء والأنسجة.
- الأشعة السينية للصدر: إن شكّ الطبيب في انتقال الورم السرطاني إلى الرئة، يطلب إجراء تلك الأشعة للتأكد من إصابة الرئة بالمرض من عدمها.
علاج سرطان الخلايا الحرشفية في البلعوم
بعد إجراء الفحوصات، وتأكد الطبيب من أن المريض مصابًا بسرطان الخلايا الحرشفية في البلعوم، تبدأ رحلة العلاج التي يمكن أن يعتمد فيها على الكثير من الخيارات، ومن المقومات التي تحدد نوع العلاج:
- مكان السرطان وسرعة.
- سرعة نمو السرطان.
- انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى.
- عمر المريض والصحة العامة لجسمه.
أما طرق العلاج التي يعتمد عليها الطبيب فهي كالتالي:
1- التدخل الجراحي
إن وُجد احتمال للعلاج بالاستئصال، يعمد الطبيب إلى التدخل الجراحي واستئصال الأجزاء المصابة بالورم السرطاني، وينقسم الاستئصال إلى عدة أقسام، تعتمد على الطريقة المستخدمة والجزء الذي سيتم استئصاله، وهي:
- الجراحة بالمنظار: في المراحل الأولية من السرطان، يعتمد الطبيب على استخدام المنظار في استئصال الخلايا السرطانية التي ستبدأ في تكوين ورم سرطاني، ويتم الاستئصال إما بالليزر أو بالجراحة التقليدية.
- استئصال الحبال الصوتية: إن تمكنت الخلايا السرطانية من الانتقال إلى الأحبال الصوتية، يتم استئصال الجزء المصاب أيضًا.
- استئصال صندوق الصوت: وإن تمكنت الخلايا من الانتقال إلى صندوق الصوت وتخطي الأحبال الصوتية؛ يضطر الطبيب كذلك إلى استئصال صندوق الصوت بالكامل.
- تشريح العنق: هي عملية تتم تحت تأثير التخدير الكامل، وفيها يقوم الطبيب بفتح جانب من جانبي الرقبة أو الجانبين حسب انتشار الخلايا السرطانية في الرقبة، مع استئصال الغدد الليمفاوية المصابة.
2- العلاج الإشعاعي
في بعض الحالات، يمكن للطبيب أن يعتمد اعتمادًا كاملًا على العلاج الإشعاعي فقط، ولكن في الأغلب، يتم التعرض للإشعاع إما قبل إجراء الجراحة لتقليل حجم الورم السرطاني، أو بعد التدخل الجراحي ليتأكد الطبيب من قتل جميع الخلايا السرطانية في المنطقة التي تم إجراء العملية الجراحية فيها.
3- العلاج الكيميائي
إن تمكن سرطان الخلايا الحرشفية في البلعوم من النمو بشكل كبير والانتقال إلى عدة أعضاء أخرى، يعتمد الطبيب على العلاج الكيمائي مع الإشعاعي في تلك المرحلة، فالعلاج الإشعاعي يقوم بتقليص حجم الخلايا السرطانية وقتلها، والعلاج الإشعاعي يثبط نموها.
4- العلاج المناعي
الجهاز المناعي وظيفته اكتشاف الخلايا الغريبة داخل الجسم ومحاربتها، ولكن سرطان الخلايا الحرشفية في البلعوم يتمكن من إفراز بعض المواد الكيميائية؛ حتى لا يستطيع الجهاز المناعي من التعرف عليها، والعلاج المناعي يكون عبارة عن مواد كيميائية تُظهر الخلايا السرطانية للجهاز المناعي.
5- العلاج الضوئي الديناميكي
هو عبارة عن علاج كيميائي، يتناوله المريض للتأثير على الخلايا السرطانية في الجسم، وجعلها حساسة للضوء، وبعدها يقوم الطبيب بتسليط ضوء عالي الكثافة على المنطقة المصابة؛ لقتل الخلايا السرطانية، وذلك النوع من العلاجات يتم استخدامه في المراحل الأولى من الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية البلعوم.
بذلك نكون قد تعرفنا على سرطان الخلايا الحرشفية في البلعوم، وتعرفنا على أبرز الأعراض التي تظهر على المريض في حين إصابته به، لذا، فإن ظهرت أيًا من تلك الأعراض المذكورة سلفًا، لا تتردد أبدًا وسارع في استشارتك مركز أمراض الدم والأورام للحصول على تشخيص سليم ومعرفة خطة العلاج المناسبة.