سرطان الحالب أحد أنواع السرطانات النادرة التي تنتشر بين الذكور عن الإناث، وخاصًة من تتخطى أعمارهم الـ 50 عامًا، وتبدأ الأورام السرطانية في الحالب من خلال تكوّن خلايا غير طبيعية في الجدار الداخلي للحالبين أو أحدهما، ويصاحب المرض مجموعة من الأعراض، أشهرها نزول دم أثناء التبول، ويتم علاج المرض عن طريق الجراحة، وبعض الحالات قد تحتاج إلى علاج كيميائي أو مناعي.
ومن خلال المقال التالي، نتعرف على مزيد من المعلومات حول هل المرض، هل ما إذا كان خطيرًا أم لا، وما هي أعراضه، أسبابه وطرق العلاج.
سرطان الحالب
الحالب هو أنبوب دقيق يربط بين الكُلية والمثانة، تقوم بتوصيل البول من الكلى إلى المثانة، ويبدأ المرض من خلال ظهور خلايا غير طبيعية بباطن الجدار الداخلي للحالب، مسببة مجموعة من الأعراض المؤلمة للمريض.
رغم أن نسب الإصابة بأورام الحالب نادرة، ولكنها تزيد أكثر لدى الأشخاص الذين كانوا يعانون من سرطان المثانة، فيكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض، فهناك علاقة بين الإصابة بأورام الحالب وأورام المثانة، وخاصًة لدى كبار السن منهم والمدخنين.
قد يتطلب علاج المرض في بعض الأحيان إزالة الحالب المصاب والكُلية أيضًا، وبعض الحالات قد لا تحتاج لإزالة الورم بالمنظار وكي المنطقة المصابة، وذلك يرجع لحالة المريض وحجم الورم.
أسباب سرطان الحالب
لا توجد أسباب معلومة حتى الآن للإصابة بـ سرطان الحالب، فما يحدث من تغير مفاجئ بخلايا الجدار الداخلي للحالب وما يترتب عليه من تكتل الخلايا وسد الحالب ليس له سبب معلوم، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، ومنها:
- التقدم بالعمر.
- العامل الوراثي.
- التدخين.
- الأشخاص المتعافين من سرطان الكلى أو المثانة تزيد لديهم احتمال الإصابة بالمرض.
أعراض سرطان الحالب
تتعدد الأعراض المصاحبة للمرض، وتختلف حدته من شخص إلى أخر، حسب حجم الورم والحالة الصحية للمريض، ورغم أن المرض يتم اكتشافه في أغلب الحالات بمحض الصدفة، إلا أن من أبرز أعراضه ما يلي:
- نزول دم مع البول.
- آلام بالظهر.
- ألم أثناء التبول.
- فقدان الوزن بشكل غير طبيعي.
- الإرهاق والضعف العام.
أعراض سرطان الحالب عند الرجال
أعراض أورام الحالب عند الرجال لا تختلف كثيرًا عن أعراضه عند النساء، ولكنها قد تكون أكثر حدة وشراسة، ومن أشهر الأعراض ما يلي:
- الشعور بالإعياء والغثيان نتيجة ضغط الورم وانسداد الحالب، وما يترتب عليه عدم القدرة على التبول.
- الإصابة بما يُعرف بـ البيلة الدموية، وتعني امتزاج البول بقطرات من الدم.
- نتيجة انسداد الحالب، لا يتمكن المريض من التخلص من البول بشكل طبيعي، ما يترتب عليه الرغبة المتكررة في التبول.
شكل سرطان الحالب
يتمكن الطبيب المختص من تشخيص سرطان الحالب وعلاجه من خلال شكل الورم، حجمه، انتشاره وتأثيره على الأعضاء المحيطة.
تشخيص سرطان الحالب
هناك بعض الفحوصات الطبية التي يقوم الطبيب المختص بإجرائها عند الاشتباه في الإصابة بمرض ورم الحالب؛ للتشخيص الدقيق للمرض، ويتم من خلال ما يلي:
- الفحص السريري: هو عبارة عن فحص المريض في منطقة الإصابة، إضافة إلى طرح بعض الأسئلة للاستفسار عن التغييرات التي يشعر بها المريض.
- تحليل البول: من الفحوصات الضرورية التي يحتاجها الطبيب لتشخيص المرض؛ لرصد أي خلايا غير طبيعية موجودة في البول.
- الفحوصات التصويرية: هي إجراء طبي أدق، يتم فيه عمل أشعة بالصبغة على منطقة البطن والحوض؛ لتحديد الورم مكان الورم، حجمه ومدى انتشاره، وإذا تعذر عمل أشعة مقطعية، يتم عمل رنين مغناطيسي على منطقة الحالب والكليتين.
- تنظير الحالب: يتم من خلاله تمرير أنبوب به كاميرا صغيرة دقيقة جدًا، يتم تمريرها في مجرى البول وصولاً إلى الحالب؛ لفحص الورم، وأخذ عينة من الورم لفحصها في المختبر.
نسبة الشفاء من سرطان الحالب
تصل نسب الشفاء من أورام الحالب إلى 50%، وذلك في حال تم اكتشاف المرض في مراحله الأولى، وكلما تم اكتشاف المرض مبكرًا كلما ارتفعت نسب الشفاء منه.
علاج سرطان الحالب
تتعدد الطرق العلاجية المتاحة لـ سرطان الحالب، ويتم تحديدها بناءًا على حجم الورم ومدى انتشاره، وشراسته، إضافة إلى الحالة الصحية للمريض، ومن أهم طرق العلاج التالي:
- الجراحة: يكون الإجراء الجراحي هو الحل الأكثر فاعلية في علاج المرض في بعض الحالات التي تتطلب استئصال جزء من الحالب أو إزالته بأكمله في الحالات المتقدمة من المرض، كما قد تتطلب حالة المريض إزالة الكلية المتضررة وجزء من المثانة.
- العلاج الكيميائي: هو علاج تكميلي للجراحة في أغلب الحالات، حيث يتم حقن المريض بعقاقير طبية قوية، من شأنها تقليص حجم الورم؛ لتسهيل إزالته بالجراحة، أو بعد الجراحة لقتل أي خلايا مصابة محتمل وجودها بعد الجراحة، وقد يكون العلاج الكيميائي هو العلاج الأساسي في بعض الحالات التي يصعب إجراء جراحة لها.
- العلاج المناعي: هي علاجات طبية من شأنها تقوية جهاز المناعة وتحفيزه على اكتشاف الخلايا السرطانية والقضاء عليها، وبعض الحالات المتقدمة يكون هو الخيار الأفضل لعدم استجابة المريض لعلاجات أخرى.
- فحوص المتابعة: هو إجراء وقائي إلزامي بعد علاج المريض؛ لضمان عدم معاودة المرض مرة أخرى، في الحالب أو المثانة حيث أن مرضى أورام الحالب أكثر عرضة لاحتمالية الإصابة بسرطان المثانة والعكس، وعليه، يقوم الطبيب بعمل جدول متابعة دقيق، يتطلب متابعة أي أعراض طارئة قد يشعر بها المريض، إلى جانب فحوصات دورية كل عدة أشهر.
هل سرطان الحالب مميت؟
قد يكون أورام الحالب مميتة وخطيرة في حالة تأخر اكتشافها، وانتشارها إلى أعضاء أخرى بالجسم، مثل المثانة والكُلية، في مثل تلك الحالات، تصبح احتمالات الشفاء ضئيلة جدًا، حتى مع استخدام طرق مختلفة من العلاج.
في النهاية، يُعد سرطان الحالب من السرطانات النادرة، ورغم ذلك فقد يظهر وينتشر بشكل كبير إذا لم اكتشافه مبكرًا، وتقديم العلاج المناسب، لذا ننصح بعمل فحوصات طبية بشكل دوري لدة مركز أمراض الدم والأورام، والتي من خلالها يمكن اكتشاف المرض، ومعها يتم وضع خطة علاج مناسبة.