تشخيص سرطان الغدة الدرقية المبكر بالموجات الفوق صوتية هي إحدى الطرق التي يستخدمها الأطباء في تشخيص مرض سرطان الغدة الدرقية، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة تُظهر أن هناك مشكلة في الغدة، إلا أنها لا تساعد في الحصول على تصوير دقيق على المستوى الخلوي؛ بالتالي لا تستطيع تشخيص المرض بدقة، لذا من الضروري الجمع بينها وبين بعض الفحوصات الأخرى.
تشخيص سرطان الغدة الدرقية المبكر بالموجات الفوق صوتية
تصوير الغدة الدرقية بالموجات فوق الصوتية هو اختبار تصويري يستخدم موجات صوتية عالية التردد؛ لإنشاء صور مفصلة للغدة الدرقية. التصوير بالموجات فوق الصوتية هي إحدى الطرق الأولية المستخدمة في تشخيص سرطان الغدة الدرقية، حيث يساعد استخدام هذا التشخيص في الكشف عن المعلومات التالية:
- الانتفاخات الموجودة في الرقبة وحجم الورم.
- عما إذا كانت هذه الانتفاخات مليئة بالسوائل أم صلبة.
- عدد العقد وحجمها.
- ما إذا كانت هذه العقد لها أي خصائص حميدة أو خبيثة.
لذا، يمكن اعتبار الموجات فوق الصوتية هي وسيلة أولية في الكشف المبكر لاكتشاف الأورام، مما يسهل على المريض بعد ذلك الحصول على العلاج المناسب، كما تساعد الموجات فوق الصوتية في معرفة الجزء المصاب من الغدة، وعمل استئصال جزئي له، بدون الحاجة لاستئصال كلي.
هل يمكن للموجات فوق الصوتية وحدها اكتشاف سرطان الغدة الدرقية؟
لا تُستخدم الموجات فوق الصوتية وحدها عادًة كأداة تشخيصية لتأكيد سرطان الغدة الدرقية المبكر، بل يجب دمجها مع اختبارات أخرى مثل، الخزعة، وفحص الخلايا بالإبرة الدقيقة، لكن الموجات فوق الصوتية تساعد في تحديد طبيعة الورم للتنبؤ بالمرض، وإعطاء اقتراحات لتشخيص دقيق له، وعلى وجه التحديد يتم وصف دور الموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية على النحو التالي:
- تصنيف الورم هل هو صلب، أو كيسي، أو مختلط.
- تقييم الهياكل المجاورة.
- تحديد موقع الورم هل هو داخل أو خارج الغدة الدرقية.
- تحديد سبب فرط نشاط الغدة الدرقية.
- تحديد سبب قصور الغدة الدرقية.
- الكشف عن المضاعفات بعد الجراحة مثل الخراج، والوذمة.
صورة سرطان الغدة الدرقية في الموجات فوق الصوتية تشبه إلى حد كبير العديد من الأمراض الأخرى، لذا فإن تشخيص سرطان الغدة الدرقية المبكر بالموجات الفوق صوتية فقط يجعل من الصعب تشخيص المرض، لذا يجب دعم نتيجة التصوير بالموجات فوق الصوتية بالفحوصات والأشعات الأخرى. مثال على بعض الأمراض التي تشبه صورها صورة الموجات فوق الصوتية لسرطان الغدة الدرقية:
- وجود لفافة دهنية في زاوية الرقبة.
- التهاب العقد اللمفاوية.
- كيس الغدة الدرقية.
حدود الموجات فوق الصوتية في تشخيص سرطان الغدة الدرقية
لا يمكن معرفة حدود الموجات فوق الصوتية في كشف وتشخيص المرض، وذلك لأن قراءة هذه الموجات تعتمد كثيرًا على خبرة طبيب الأشعة القائم على الإجراء ومدى براعته ومهارته.
طريقة تشخيص سرطان الغدة الدرقية المبكر بالموجات الفوق صوتية
طريقة استخدام الموجات فوق الصوتية من أجل تشخيص سرطان الغدة الدرقية هي طريقة بسيطة وخطواتها ثابتة يتبعها كل الأطباء، وهي كالتالي:
- التحضير للفحص، ويتم ذلك عن طريق إزالة أي مجوهرات أو اكسسوارات موجودة حول الرقبة، بعد ذلك يتم رفع الرقبة على وسادة معينة، مع إرجاع الرقبة للخلف قليلاً.
- يبدأ الطبيب الفحص بوضع مادة هلامية خاصة على منطقة الرقبة المراد فحصها، ومن ثم يبدأ بتمرير المسبار عليها بلطف من أجل الحصول على صورة للغدة الدرقية.
- هذا الفحص لا يتسغرق مدة طويلة، إذ تصل مدته إلى 30 دقيقة فقط، وعادًة ما تظهر النتيجة بعده في خلال 24 ساعة.
أنواع سرطان الغدة الدرقية الذي يمكن فحصه بالموجات فوق الصوتية
يمكن تشخيص سرطان الغدة الدرقية المبكر بالموجات الفوق صوتية، وأنواع سرطانات الغدة الدرقية التي يمكن تشخيصها بهذا النوع من الفحوصات عديدةK من أشهرها:
- سرطان الغدة الدرقية الحليمي.
- سرطان الجريبات.
- سرطان النخاع.
- سرطان الخلايا.
- سرطان الغدد الليمفاوية الدرقية.
- نقائل سرطان الغدة الدرقية.
الموجات فوق الصوتية لتشخيص سرطان الغدة الخبيث
عند تشخيص سرطان الغدة الدرقية المبكر بالموجات الفوق صوتية، وفي حالة كان الورم خبيث، تظهر صورة الموجات فوق الصوتية السرطان في هذه الحالة بالصورة التالية:
- كتلة ناقصة الصدى.
- حدود كتلة غير منتظمة.
- المحور الطويل عمودي على سطح الجلد.
- زيادة تكوين الأوعية الدموية في الكتلة.
- وجود تكلسات دقيقة ولكن ليس تكلسات كبيرة أو محيطية.
- اعتلال العقد اللمفاوية العنقية.
اختبارات أخرى لتشخيص سرطان الغدة الدرقية
توجد العديد من الفحوصات الأخرى التي يجريها الأطباء بجانب الموجات فوق الصوتية؛ من أجل تأكيد الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، من بين هذه الفحوصات ما يلي:
1- أخذ خزعة من الغدة الدرقية
اعتمادًا على نتائج تشخيص سرطان الغدة الدرقية المبكر بالموجات الفوق صوتية، قد يوصي الطبيب بأخذ خزعة من المنطقة المصابة والمشتبة بإصابتها من عقيدات الغدة الدرقية من أجل الفحص والبحث عن الخلايا السرطانية.
يتم هذا الإجراء عن طريق قيام الطبيب بإدخال إبرة رفيعة طويلة عبر الجلد، ويقوم بتوجيهها إلى عقد الغدة الدرقية، ويستخدم الطبيب إبرة خاصة لإزالة بعض الخلايا من الغدة الدرقية، ويقوم بإرسالها إلى المختبر من أجل الفحص.
2- اليود المشع لفحص سرطان الغدة الدرقية
يستخدم اليود المشع لفحص سرطان الغدة الدرقية بعد الجراحة؛ من أجل العثور على أي خلايا سرطانية ظلت موجودة، ويستخدم هذا الفحص نوع من أنواع اليود المشع وكاميرا خاصة لاكتشاف الخلايا السرطانية في الغدة الدرقية في الجسم.
المميز في خلايا الغدة الدرقية أنها تمتص اليود من الدم، سواء كانت هذه الخلايا سليمة أو سرطانية، كما تظهر الخلايا التي امتصت اليود في صور الأشعة باليود المشع، الجدير بالذكر أن اليود المستخدم في هذا الفحص يتم تناوله إما عن طريق الفم أو حقنه في الوريد.
3- الأشعة السينية لفحص سرطان الغدة الدرقية
من الطبيعي أن يتم تشخيص سرطان الغدة الدرقية المبكر بالموجات الفوق صوتية، ولكن ما دور الأشعة السينية في الفحص؟ الأشعة السينية هي إحدى أنواع الأشعة التي يتم استخدامها من أجل معرفة ما إذا كان الورم قد امتد ووصل إلى الرئتين أم لا.
4- التصوير المقطعي المحسوب لفحص سرطان الغدة الدرقية
يساعد التصوير المقطعي المحسوب في إعطاء صورة مقطعية مفصلة للجسم، ويساهم في تحديد موقع السرطان وحجمه، ومدى انتشاره في المناطق الأخرى المجاورة.
في التصوير المقطعي المحوسب، يتم استخدام الأشعة السينية والكمبيوتر لإنشاء صورة مفصلة لمنطقة داخل الجسم، وقد يحتاج الطبيب إلى إجراء هذا الفحص إذا كانت الغدة الدرقية لدى المريض متضخمة، أو إذا كانت تمتد أسفل عظم الترقوة، أو إذا اشتبه الطبيب في أن السرطان قد انتشر إلى مناطق أخرى في الرقبة.
5- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني
خلال هذا الفحص، يقوم الطبيب بحقن المريض بمحلول الجلوكوز؛ لمساعدة الخلايا السرطانية على الظهور بشكل أكثر وضوحًا في الفحص، ونادراً ما تكون هناك حاجة لفحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لسرطان الغدة الدرقية. مع ذلك قد يكون مفيدًا في بعض أنواع سرطانات الغدة الدرقية، خاصة إذا أعطت الاختبارات الأخرى نتائج متضاربة.
6- اختبارات الجينات
تساعد بعض اختبارات الجينات في تحديد وجود جينات سرطان الغدة الدرقية الموروثة التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء، فإذا شُخصت إصابة أحد الوالدين بسرطان الغدة الدرقية، تزيد احتمالية إصابة الابن بها، بالتالي تظهر هنا أهمية التوعية بالمرض وفهم المخاطر.
7- فحص الدم
على الرغم من أن فحص الدم لا يمكنه تشخيص سرطان الغدة الدرقية، إلا أنه يساعد في التحقق من مستويات هرموني T3 وT4 والهرمون المحفز للغدة الدرقية.
تعمل الغدة الدرقية بشكل طبيعي حتى في حالة وجود سرطان الغدة الدرقية، ولا يتأثر إنتاج الهرمون لدى المريض، ومع ذلك قد يستبعد فحص الدم هذا حالات الغدة الدرقية الحميدة، مثل قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاط الغدة الدرقية، وإذا اشتبه الطبيب في إصابة المريض بسرطان الغدة الدرقية النخاعي، وقد يوصي أيضًا بفحص مستويات الكالسيتونين في الدم.
في النهاية تشخيص سرطان الغدة الدرقية المبكر بالموجات الفوق صوتية، هي واحدة من أهم الفحوصات التي تخبرنا بأن هناك مشكلة في الغدة الدرقية والتي تنبهنا بضرورة إجراء فحوصات أخرى في حال وجود سرطان الغدة الدرقية. في الختام ننصح مرضى سرطان الغدة الدرقية الراغبين في التشخيص أو في الحصول على معلومات أكثر بالتوجه إلى مركز أمراض الدم والأورام مباشرة.