“تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي” هذا العنوان من أكثر العناوين بحثًا من قِبل مرضى سرطان البلعوم الأنفي الذين تم تشخيصهم بهذا المرض وأوصى لهم الطبيب باتباع نظام علاجي خاص.
يبحث هؤلاء المرضى عن هذا العنوان بحثًا عن الأمل في الحالات التي تشابههم في تعرضهم لنفس المشكلة ولنفس المرض، وفي هذا المقال، نتعرف على تجارب بعض المرضى الذين خاضوا هذه التجربة معنا في مركز أمراض الدم والأورام.
ما هو سرطان البلعوم الأنفي؟
قبل أن نتعرف على تجارب بعض المرضى، دعونا أولاً نتعرف على هذا المرض عن قرب، هذا المرض هو أحد أنواع السرطان التي تحدث في البلعوم الأنفي الذي يقع خلف الأذن وفوق مؤخرة الحلق، المشكلة في هذا النوع أنه عادًة ما يصعب اكتشافه في المراحل المبكرة، وذلك لأن أعراضه متشابهة مع بعض المشاكل الصحية الأخرى، كما أن هذه المنطقة من الجسم يصعب فحصها بدقة، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن علاجه، بل هناك العديد من طرق العلاج التي يمكن اتباعها.
تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي
تجارب المرضى الذي يعانون من سرطان البلعوم الأنفي عديدة، ومعظمها يبعث الأمل والتفاؤل، خاصًة لهؤلاء المرضى الذي تلقوا علاجهم في أماكن متخصصة ومميزة مثل مركز أمراض الدم والأورام، ونستعرض بعضًا من تلك التجارب في السطور التالية:
من بين هذه التجارب، سيدة شابة في مقتبل العمر، تروي لنا تجربتها قائلة: “طُلب مني الخضوع لبعض الفحوصات بسبب تضخم الغدد اللمفاوية، والتي أثرت من الناحية الصحية، ودفعتني إلى التشخيص، هذه الفحوصات التي انتهت بأخذ خزعة أكدت إصابتي بسرطان البلعوم الأنفي في المرحلة الثالثة”.
وتابعت قائلة: “بعد تشخيص إصابتي بسرطان البلعوم الأنفي مباشرة، تم تحديد خطة علاج محكمة تزامن فيها استخدام العلاج الإشعاعي مع العلاج الكيميائي لفترة، وعلى الرغم من صعوبة هذه الفترة، وتأثيرها الكبير على نفسيتي، إلا أنني تمكنت مع طبيبي بالتغلب على المرض، والخبر الجيد أني الآن أتمتع بحالة صحية جيدة وشُفيت تمامًا من السرطان”.
من بين التجارب التي تعطي الأمل تجربة رجل في منتصف عمره، يخبرنا أنه اكتشف إصابته بهذا المرض صدفة، حيث كان يعاني من أعراض تشبه أعراض البرد، مثل احتقان الأنف وطنين الأذن، والتهاب الحلق، والصداع الدائم، ولكن مع استخدام بعض العلاجات، لم تختفي هذه الأعراض أو تتحسن.
تم إجراء بعض الفحوصات الطبية في مركز أمراض الدم والأورام، والتي أثبتت إصابته بمرض سرطان البلعوم الأنفي، بعد ذلك قام الطبيب المسؤول عنه بوضع خطة العلاج المناسبة معه، والتي أتت ثمارها بعد فترة، واستطاع معها التخلص من المرض.
نسبة شفاء سرطان البلعوم الأنفي
حسب الدراسات التي أجريت خلال الأعوام السابقة على مرضى سرطان البلعوم الأنفي، وجدت الدراسات أن احتمالية الشفاء من هذا المرض ترتفع إلى 76% مع المرضى الذين حصلوا على علاج مناسب في المراحل المبكرة، هؤلاء المرضى تزيد معهم إمكانية بقاء المريض على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بعد التشخيص الصحيح.
علاج سرطان البلعوم الأنفي
بعد أن تعرفنا على تجارب بعض المرضى تحت عنوان “تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي” دعونا نتعرف على خيارات العلاج المستخدمة في حال الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي.
يعتمد علاج سرطان البلعوم الأنفي على مرحلة السرطان التي وصل إليها المرض، والتي تتمثل في مدى انتشار المرض في الجسم، ولكن هناك عوامل أخرى مهمة يأخذها الطبيب في الحسبان عند وضع خطة العلاج، مثل الصحة العامة للمريض، وتفضيلاته الشخصية للعلاج.
- العلاج في المرحلة الصفرية والمرحلة الأولى
العلاج المعتاد لهذا السرطان في المراحل المبكرة هو العلاج الإشعاعي الموجه إلى الورم، ففي المراحل الاولى، يكون السرطان لم ينتشر بعد إلى أجزاء بعيدة؛ لذا يستخدم العلاج الإشعاعي على الورم والغدد الليمفاوية القريبة منه في الرقبة؛ لأن بعض المرضى قد يكون لديهم خلايا سرطانية في هذه الغدد الليمفاوية لا يمكن العثور عليها بالأشعة أو غيرها من الطرق.
على الرغم من وجود عدد قليل من الخلايا السرطانية في الغدد الليمفاوية التي تتسبب في تضخمها، إلا أن هذه الخلايا قد تستمر في النمو والانتشار إذا لم يتم تدميرها بالعلاج الإشعاعي.
- خيارات العلاج في المرحلة الثانية من المرض
يتلقى معظم المصابين بسرطان الغدد الليمفاوية النقوية في المرحلة الثانية العلاج الكيميائي والإشعاعي في البلعوم الأنفي والعقد الليمفاوية في الرقبة، حيث وجدت العديد من الدراسات أن العلاج الكيميائي والإشعاعي يساعد المرضى على العيش لفترة أطول من العلاج الإشعاعي وحده، ولكن إضافة العلاج الكيميائي يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الآثار الجانبية والتي يمكنها أن تؤثر على جودة الحياة، لذلك من المهم فهم الآثار الجانبية المحتملة قبل البدء في العلاج.
- العلاج في المرحلة الثالثة والمرحلة الرابعة أ
عادة ما يتم علاج المرضى المصابين بسرطان الخلايا اللمفاوية النقوية في المرحلة الثالثة أو الرابعة أ بما يلي:
- العلاج الكيميائي أولاً، يليه العلاج الإشعاعي للبلعوم الأنفي والعقد اللمفاوية في الرقبة.
- العلاج الإشعاعي للبلعوم الأنفي والعقد اللمفاوية في الرقبة، يتبعه العلاج الكيميائي وحده.
- العلاج الإشعاعي للبلعوم الأنفي والعقد اللمفاوية في الرقبة.
إذا كانت الخلايا السرطانية لا تزال في العقد اللمفاوية بعد استخدام أي من العلاجات المذكورة أعلاه، فقد يتم إجراء عملية جراحية لإزالة الورم الرئيسي إن أمكن والعقد اللمفاوية القريبة.
- المرحلة الرابعة ب
العلاج المعتاد لسرطان البلعوم الأنفي في المرحلة الرابعة ب والمذكور في تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي هو العلاج الكيميائي، فإذا لم تظهر أي علامات تدل على تحسن السرطان بعد العلاج الكيميائي، يتم إعطاء العلاج الإشعاعي لمحاولة قتل أي خلايا سرطانية متبقية.
خيار آخر في بعض الحالات يلجأ إليه الأطباء هو إعطاء العلاج الكيميائي الإشعاعي كعلاج أولي، أو استخدام العلاج المناعي، وهو خيار آخر لعلاج بعض حالات السرطان.
سرطان البلعوم الأنفي المتكرر
يُطلق على السرطان اسم متكرر عندما يعود مرة أخرى بعد العلاج، في هذه الحالة يمكن أن يعود السرطان في نفس المكان الذي بدأ فيه أو بالقرب منه، كما يمكن أن ينتشر إلى أعضاء أخرى بعيدة مثل الرئتين أو العظام.
بالتالي من المهم فهم هدف أي علاج إضافي، سواء كان محاولة علاج السرطان أو إبطاء نموه أو المساعدة في تخفيف الأعراض.
في الجزئية الخاصة بـ “تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي” أوصى الطبيب بعض المرضى بضرورة الخضوع لعملية إزالة بعض الأورام في البلعوم الأنفي من خلال الأنف باستخدام الجراحة بالمنظار، هذه الجراحة المتخصصة يجب أن يقوم بها جراح يتمتع بخبرة كبيرة، كما يمكن أيضًا استخدام العلاج الإشعاعي على الغدد الليمفاوية في الرقبة مرة ثانية، ولكن إذا اعتقد الأطباء أن المزيد من الإشعاع قد يسبب آثاراً جانبية خطيرة، ففي هذه الحالة تكون الجراحة هي الحل الوحيد.
في الختام، بعد أن ذكرنا بعض تجارب المرضى في مركز أمراض الدم والأورام تحت عنوان “تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي” نوصي جميع المرضى الذين يعانون من سرطان البلعوم الأنفي بالذهاب إلى مركز أمراض الدم والأمراض، كونه مكان مختص في فحص هذه الحالات ووصف العلاج المناسب والفعّال معها.