سرطان البروستاتا هو أحد أنواع السرطانات التي تصيب الرجال، والتي يصاحبها العديد من الأعراض المزعجة، مثل كثرة التبول الليلي، وآلام العظام والمفاصل، في هذا المقال، نتعرف على تجربتي مع سرطان البروستاتا الخاصة بأحد المرضى المصابين، وأهم عوامل الخطر التي تسبب الإصابة بهذا المرض، وطرق التشخيص والعلاج الدقيقة لهذه الحالة المرضية.
ما هو سرطان البروستاتا؟
قبل الحديث عن تجربتي مع سرطان البروستاتا الخاصة بأحد المرضى، دعونا نتعرف على تعريف سرطان البروستاتا، سرطان البروستاتا هو أحد أنواع السرطانات الأكثر شيوعًا بين الرجال، في هذه الحالة ينمو السرطان ويتطور عندما تنمو الخلايا غير الطبيعية في غدة البروستاتا بطريقة غير منتظمة مشكلة ورم خلفها.
في حال نمى السرطان وتطور في موضعه، في هذه الحالة يسمى سرطان موضعي؛ لأنه نمى في البروستاتا ولم ينتشر إلى خارجها، أما إذا بدأ هذا السرطان وتطور وانتشر خارج البروستاتا، فهو في هذه الحالة يُعرف بسرطان البروستاتا المتقدم، وهو يمر بمرحلتين هما:
- سرطان البروستاتا المتقدم محلياً: هو النوع الأول من سرطان البروستاتا المتقدم، وهنا ينتشر السرطان خارج البروستاتا إلى أجزاء قريبة من الجسم أو الغدد القريبة من البروستاتا.
- سرطان البروستاتا النقيلي: وفيه ينتشر السرطان إلى أجزاء بعيدة من الجسم.
في السنوات الأخيرة ارتفعت نسب الإصابة بسرطان البروستاتا، فمثلُا في عام 2023 تم تشخيص أكثر من 25400 رجل بسرطان البروستاتا، معظم هذه الحالات كانت لرجال يبلغ متوسط أعمارهم حوالي 70 عامًا.
اقرأ المزيد من المعلومات عن سرطان البروستاتا
تجربتي مع سرطان البروستاتا
توجد العديد من التجارب المبشرة مع سرطان البروستاتا، هذه التجارب تعطي الكثير من المرضى الأمل في التعافي بصورة نهائية في من هذا المرض، واستعادة حياتهم الطبيعية، شرط تشخيصهم مبكرًا، والحصول على العلاج المناسب، من بين هذه التجارب أحد المرضى الذي تحدث عن تجربته قائلاً:
“تجربتي مع سرطان البروستاتا كانت تجربة فريدة ومختلفة، حيث أذهب إلى طبيبي من أجل الفحص بصورة دورية لعدة سنوات، خلال المتابعة الأخيرة التي أجراها لي الطبيب، لاحظ ارتفاع مستوى بروتين الخاص بي، مما جعله يوجهني إلى طبيب مختص”.
وأدرف قائلًا: “طلب مني الطبيب المختص القيام ببعض الفحوصات الأخرى، والتي استطاع من خلالها تشخيص إصابتي بسرطان البروستاتا وأوصى بالعلاج الإشعاعي أو بالجراحة.”.
واسترد قائلًا: “بعد تفكير طويل، قررت الخضوع لعملية استئصال البروستاتا، وعلى الرغم من أن العملية مضت بخير واستطاع الطبيب خلالها استخلاص كل الورم، إلا أنني بعدها عانيت من سلس البول، مما دفع الطبيب لتحويلي إلى أخصائي علاج طبيعي متخصص في تمارين قاع الحوض، والذي أوصاني بتمارين خاصة وجلسات خاصة، ساعدتني كثيرًا وتحسنت حالتي بنسبة 90% على الأقل”.
علامات سرطان البروستاتا
سرطان البروستاتا المبكر عادًة لا يتسبب في ظهور أي أعراض، ولكن بتقدم المرض، تبدأ بعض الأعراض في الظهور على المريض، ويبدأ المريض بالشعور بها والشكوى منها، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- ألم أثناء التبول.
- كثرة التبول خاصة في الليل.
- ألم في الظهر أو الحوض.
- وجود دم في البول أو السائل المنوي.
- الشعور بضعف في الساقين أو القدمين.
- فقدان غير مبرر في الوزن.
- مشاكل في المعدة.
ما الذي يسبب سرطان البروستاتا؟
لا يوجد هناك سبب واضح ومحدد لتحول الخلايا الموجودة في البروستاتا إلى خلايا سرطانية، ولكن يحدث السرطان بوجه عام عندما تنقسم الخلايا السرطانية بصورة أسرع من المعتاد، والمشكلة هنا أن الخلايا السرطانية لا تموت ولا تتحلل، بالتالي يزداد عددها بصورة كبيرة، وتبدأ في تكوين الورم، عكس الخلايا الطبيعية التي تعيش فترة معينة، وبعدها تموت وتتحلل.
مع استمرار الخلايا السرطانية في التكاثر، يمكن أن تنفصل أجزاء من الورم وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ما هي عوامل الخطر لسرطان البروستاتا؟
بعد أن أشرنا إلى تجربتي مع سرطان البروستاتا الخاصة بأحد المرضى، دعونا نتعرف على عوامل الخطر التي تزيد معها احتمالية الإصابة بالمرض، وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- العمر: يزداد خطر الإصابة بسرطان البروستاتا مع تقدم العمر، حوالي 60% من حالات سرطان البروستاتا تحدث مع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
- العرق: كذلك يرتفع خطر الإصابة بهذا المرض مع الأشخاص ذو البشرة السمراء ذو الأصل الأفريقي.
- التاريخ العائلي للإصابة بسرطان البروستاتا: يكون المريض أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا إذا كان أحد أفراد العائلة المقربين مصابًا بهذا المرض.
- وراثة جين ما من العائلة: يرتفع خطر الإصابة بالمرض في حال كان الشخص مصابًا بمتلازمة لينش أو إذا ورث الجينات المتحورة المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- التهاب البروستاتا.
- التدخين.
- الأمراض المنقولة جنسيًا.
- زيادة مؤشر كتلة الجسم عن 30 ، والتي تدل على أن الشخص مصابًا بالسمنة.
- التعرض لبعض المواد الكيميائية، مثل العامل البرتقالي، وهي مادة كيميائية استخدمت خلال حرب فيتنام.
تعرف أيضًا على هل سرطان البروستاتا مميت؟
كيف يمكن تشخيص سرطان البروستاتا؟
خلال تجربتي مع سرطان البروستاتا، استطاع الطبيب إثبات إصابتي بهذا المرض من خلال إجباري للخضوع لاختبارات محدد سنتعرف عليها بالتفصيل، ولكن دعونا نوضح أولاً أن الفحوصات المبكرة تساعد في اكتشاف سرطان البروستاتا مبكرًا.
ينصح الطبيب جميع الرجال الذين لديهم أحد عوامل الخطر للخضوع لهذه الاختبارات بصورة دورية، كذلك ينصح من هم فوق سن 55 عام بالخضوع لها بانتظام، تشمل الفحوصات التي يمكن إجراؤها في هذه الحالة ما يلي:
- فحص المستقيم الرقمي: يمكن هذا الفحص الطبيب من تحسس الأجزاء الصلبة في البروستاتا والتي تنبه أحيانًا لوجود سرطان.
- اختبار الدم لمستضد البروستاتا النوعي: غدة البروستاتا تصنع بروتين خاص يعرف باسم بروتين، وهو موجود بنسبة معينة في الحالات الطبيعية، ولكن ارتفاع مستوى هذا البروتين يشير إلى وجود السرطان.
في حال تم إثبات الإصابة بسرطان البروستاتا، يبدأ الطبيب في ملاحظة المرض عن قرب، فإذا وجثد أن الورم ينمو ببطء، فإن هذا يعني أن المرض ليس خطرًا، وهنا سيكتفي الطبيب بمتابعة المريض كل فترة، ولن يطلب الخضوع إلى فحوصات أخرى حاليًا، أما إذا وجد الطبيب أن الورم ينمو بسرعة، ففي هذه الحالة قد يوصي بفحوصات إضافية، مثل:
- التصوير: توجد العديد من فحوصات التصوير مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الموجات فوق الصوتية عبر المستقيم تعطي هذه الفحوصات صورًا لغدة البروستاتا، تساعد الصور الطبيب على تحديد ما إذا كان المريض بحاجة لأخذ خزعة أو لا.
- الخزعة: يقوم الطبيب بإزالة عينة من أنسجة السرطان لفحصها في المختبر بحثًا عن السرطان، ولمعرفة مدى سرعة تقدم المرض، وهل هو شرس أم لا.
كيف يعالج سرطان البروستاتا؟
يعتمد اختيار طريقة العلاج على العديد من العوامل، منها مدى تقدم المرض، والحالة الصحية العامة للمريض، والمشاكل الصحية الأخرى التي يعاني منها، وبوجه عام، توجد العديد من الاتجاهات المستخدمة في العلاج، والتي تم ذكر أحدها في تجربتي مع سرطان البروستاتا.
عادًة ما يبدأ الطبيب مع المريض بمراقبة ومتابعة حالته الصحية، والكشف عن السرطان، ومعرفة ما إذا كان ينمو بسرعة أم ببطء، كذلك يوصي الطبيب بإجراء فحوصات كل سنة إلى ثلاث سنوات؛ لمراقبة نمو السرطان، ويسمى هذا النوع من المراقبة بالمراقبة النشطة وهو مناسب في حال كان ينمو السرطان ببطء، أما بالنسبة لخيارات العلاج المطروحة في هذه الحالة فهي كالتالي:
1- التدخل الجراحي
هنا يتم استئصال غدة البروستاتا كليًا من المريض، وهي من العلاجات الفعّالة في القضاء على السرطان في حال كان سرطان البروستاتا متمركز بها ولم ينتشر بعد إلى أجزاء الجسم الأخرى.
2- العلاج الإشعاعي
العلاج الإشعاعي هو الخيار العلاجي الذي تم استخدامه عند الحديث عن تجربتي مع سرطان البروستاتا الخاصة بأحد المرضى، وهو من ضمن الخيارات العلاجية التي يمكن استخدامها كعلاج مستقل لسرطان البروستاتا أو بالاشتراك مع علاجات أخرى.
يوجد نوعين من العلاج الإشعاعي، وهما العلاج الإشعاعي الموضعي والذي يهدف إلى قتل الخلايا السرطانية مع الحفاظ على الأنسجة السليمة المحيطة بها، والعلاج الإشعاعي بالحزمة الخارجية الذي يتم إرسال حزم أشعة سينية قوية مباشرة إلى الورم للقضاء عليه.
تعرف على اعراض سرطان البروستاتا
3- العلاجات الجهازية
يوصي بها الطبيب إذا انتشر السرطان خارج غدة البروستاتا، ويكون الهدف منها إرسال العلاجات إلى جميع أنحاء الجسم لتدمير الخلايا السرطانية، ومنع نموها وانتشارها في أماكن أخرى، تشمل هذه العلاجات ما يلي:
- العلاج الهرموني: يستخدم العلاج الهرموني الأدوية لمكافحة دور هرمون التستوستيرون في تغذية نمو الخلايا السرطانية، بالتالي تعمل الأدوية على منع هرمون التستوستيرون من الوصول إلى الخلايا السرطانية.
- العلاج الكيميائي: يستخدم هذا العلاج الأدوية لتدمير الخلايا السرطانية، ويمكن استخدام هذا العلاج وحده أو مع العلاج الهرموني.
- العلاج المناعي: يقوي جهاز المناعة لدى المريض، بحيث يكون أكثر قدرة على التعرف على الخلايا السرطانية ويستطيع محاربتها.
- العلاج الموجه: يركز على التغيرات الجينية التي تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية، ومنعها من النمو والتكاثر، وتعمل العلاجات المستهدفة التي تعالج سرطان البروستاتا على تدمير الخلايا السرطانية التي تحتوي على طفرات جين.
- العلاج البؤري: هو أحد أحدث أشكال العلاج المستخدم في سرطان البروستاتا، حيث يعمل العلاج على تدمير الورم، ويوصى به في حال كان السرطان لم ينتشر بعد إلى أجزاء الجسم المختلفة.
في الختام، وبعد أن تعرفنا على تجربتي مع سرطان البروستاتا الخاصة بأحد المرضى، نحب أن نطمئن الجميع بأن سرطان البروستاتا ليس مخيفًا، خاصة إذا تم اكتشافه مبكرًا، وتم استخدام العلاج المناسب، فإنه في هذه الحالة لن ينتشر إلى أنحاء الجسم الأخرى، ولن يتسبب في الكثير من المشاكل الصحية.
اقرأ المزيد عن مراحل سرطان البروستاتا