سرطان القولون من أخطر الأمراض التي يواجهها الطب الحديث، نظرًا لتأثيره الكبير في جوانب حياة المريض المختلفة، والتي تصل إلى شكل البول والبراز، لذا، دعونا نتعرف على براز سرطان القولون، وكيف يكون شكله وأهمية تحاليل البراز بأنواعها للكشف عن المرض.
شكل براز سرطان القولون
في الحالات الطبيعية لغير مرضى سرطان القولون، أو من لا يعانون من أية مشكلات صحية تؤثر على شكل البراز، يكون لونه بني وناعم وشكله متناسق إلى حد كبير، أما بالنسبة لشكل براز سرطان القولون، فيمكن تلخيصه في النقاط التالية:
- ظهور البراز على شكل كرات أو حصوات صغيرة،وقد ترجع تلك الحصوات نتيجة للإصابة بالإمساك أو انسدادات في القولون نتيجة الإصابة بالسرطان، خاصًة إذا كان يظهر دم في البراز أو كان مصحوبًا بألم في البطن وعلى هيئة أقلام رفيعة وطويلة، نتيجة التضييق الحادث في القولون بسبب السرطان.
- قد يظهر البراز مسطحًا في بعض الحالات.
- ظهور مخاط بكمية كبيرة في البراز.
- تغيرات في لون براز مريض سرطان القولون، إذ قد يصبح ذو لونًا بني غامق أو أسود، وذلك بسبب وجود دماء فيه.
- ملاحظة لون البراز مائلًا إلى اللون الأحمر، وذلك بسبب وجود دماء عليه وقد تتم ملاحظة تلك الدماء بوضوح في المرحاض.
تأثير سرطان القولون على البراز
قد لا تظهر أعراض سرطان القولون في المراحل المبكرة، إذ يتم اكتشافه بالصدفة في بدايته أثناء إجراءات تنظير القولون، أو لدى من يحرصون على إجراء فحوصاتهم بصورة منتظمة، وبشكل عام، فإن الأعراض تختلف بناءًا على حجم السرطان ومكانه داخل الأمعاء الغليظة، إذ تتضمن ما يلي:
- تغييرات في عادات التبرز أو التغوط، إذ قد سجلت بعض الحالات زيادة في حدوث الإسهال والإمساك.
- حدوث نزيف في المستقيم وملاحظة خروج دماء أثناء التغوط.
- الشعور بالانزعاج أو ألم مستمر في البطن، مثل التقلصات المؤلمة أو الغازات الزائدة.
- الإحساس بأن الأمعاء لا يتم تفريغها بالكامل أثناء التبرز.
- فقدان في الوزن بدون سبب.
جميع العلامات السابقة تشير إلى وجود تدهور في الحالة الصحية بشكل عام، بجانب احتمالية الإصابة بسرطان القولون بشكل خاص، مما يستدعي التحدث مع الطبيب على الفور؛ لأن الاكتشاف المبكر يعني نتائج علاجية مضمونة.
تعرف على الفرق بين أعراض سرطان القولون والقولون العصبي
أهمية تحليل البراز في الكشف عن سرطان القولون
يعتبر تحليل البراز من أكثر الإجراءات التشخيصية فعالية، لما قد يكشفه عن جوانب كثيرة، وخاصًة في المراحل الأولي، وذلك عندما تكون الأورام صغيرة ولا ينتج عنها أية أعراض وقابلة للعلاج بصورة أكبر، مما يعني معدلات شفاء مضمونة، وتتمثل أهمية تحليلات براز سرطان القولون فيما يلي:
- اكتشاف الدم الخفي، إذ تظهر في عينات البراز وجود دماء لا تستطيع العين المجردة رؤيتها، بل يتم الكشف عنها في المختبرات، مما يشير بصورة مبدئية إلى وجود مشكلة متعلقة بسرطان القولون تحتاج إلى المزيد من الفحوصات.
- من الإجراءات التشخيصية غير المعقدة أو التي تحتاج إلى تجهيزات كبيرة، مما يعني بأنه يتسم بالسهولة في إجرائه.
- ينصح دائما الأطباء الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 45 عامًا أو أكثر من إجراء تحليل البراز، بسبب احتمالية الإصابة العالية به بعد مرور هذا السن.
أنواع تحليل براز سرطان القولون
بما أن سرطان القولون يعتمد في الأساس على فحوصات البراز للكشف عنه، فإن هنالك عدة أنواع منه يتم إجراؤها للتأكد من الإصابة بالمرض، ومن ثم معرفة المرحلة التي قد وصل إليه الورم، وبالتالي وضع خطة العلاج المناسبة له، وتتضمن ما يلي:
- اختبار البراز الكيميائي المناعي: دوره الكشف عن وجود أية نزيف في القولون أو المستقيم، والتي تعتبر إحدى المؤشرات لـ وجود ورم سرطان، ويعتبر من أسهل أنواع التحاليل وطرق التشخيص، فهو سهل بسبب إمكانية إجراؤه في المنزل، بالإضافة إلى تكلفته القليلة.
- اختبار الدم الخفي في البراز: نستطيع استنباط آلية هذا الاختبار من اسمه، إذ يكشف عن الدم في البراز الذي قد لا يُرى بالعين المجردة في حال الإصابة بسرطان القولون، وقبل هذا الاختبار، يشترط حدوث تغييرات في النظام الغذائي للمريض، مثل تجنب تناول اللحوم الحمراء وفيتامين ج
- اختبار الحمض النووي في البراز: ويعتبر من الاختبارات المتطورة والأكثر دقة عن الاختبارات السابقة، إذ يقوم بالبحث عن أية تغييرات جينية في الخلايا السرطانية للبراز، وهو الأكثر دقة في الكشف عن سرطان القولون والمستقيم، إذ تصل نسبة دقته إلى 92% تقريبًا.
اقرأ المزيد عن هل السونار يكشف سرطان القولون؟
متي يتم إجراء فحص براز سرطان القولون؟
ينصح الأطباء إجراء فحص براز سرطان القولون بصورة منتظمة ومستمرة في الحالات التالية:
- وجود عوامل خطر كبيرة تزيد من احتمالية الإصابة به، من بينها وجود تاريخ عائلي مليء بالإصابات بسرطان القولون، مما يعني احتمالية الإصابة بالمرض مستقبلًا.
- ينصح أيضًا بإجرائه للأشخاص بدءًا من عمر 45 وأكثر، حتى وإن لم تكن هناك أعراض تشير بذلك، بسبب أعراضه التي تنمو ببطء دون أن يشعر بها المريض، ولابد من الإشارة إلى أن سرطان القولون تبدأ الأعراض تظهر في المرحلة الثالثة منه.
- يتم إجراء الفحص كل سنتين للأشخاص الذين لديهم احتمالية للإصابة به، بسبب التاريخ العائلي أو من هم فوق 45.
- يمكن الاعتماد على فحوصات أخرى بجانب الفحص، ومنها الكولونوسكوبي، الذي يعتبر بمثابة إجراء وقائي من سرطان القولون، بالإضافة إلى كونه أحد التنظيرات الداخلية التي تسمح للطبيب برؤية جدران القولون بصورة مباشرة؛ للبحث عن أية خلايا تنمو بصورة غير طبيعية أو وجود أورام محتملة.
كيفية إجراء تحليل براز سرطان القولون
يمكن إجراء تحليل براز سرطان القولون في المنزل لكونه أحد الإجراءات البسيطة، ولكن يجب الانتباه إلى إجراء خطواته بطريقة صحيحة؛ لضمان النتائج التي ستظهر بعد إرسال العينة لفحصها في المختبر، ولإجراء التحليل، لابد من اتباع الخطوات التالية:
- ارتدي قفاز طبي وجمع عينة كافية من البراز.
- استخدام الأعواد لأخذ عينة من البراز ووضعها في الوعاء المخصص.
- اتباع التعليمات المحددة لضمان الحصول على نتائج صحيحة من العينة.
- وضع العينة في الوعاء المخصص وغلقها.
- إرسال العينة المخصصة إلى المختبر لإجراء الفحص المطلوب، وتجدر بنا الإشارة إلى أن انتظار النتائج يستغرق عدة أيام.
اقرأ أكثر عن سرطان القولون
هل يظهر سرطان القولون في تحليل الدم أم البراز؟
بما أن سرطان القولون هو أحد أنواع الأورام السرطانية المرتبطة بالجهاز الهضمي، فإنه عادًة لا تظهر نتائجه في تحاليل الدم ولا يعتد بها، لكونه لا يظهر فيها بصورة مباشرة، ويفسر الأطباء هذا الأمر في النقاط التالية:
- لا تنتج أية تغييرات كيميائية تنتشر في الدم أو تظهر به نتيجة الإصابة بسرطان القولون، لذا فإن الإجراءات الروتينية مثل تحاليل الدم للكشف عنه لا يتم اللجوء إليها.
- اختبار الدم المناعي في البراز هو التحليل الصحيح الذي يكشف هل ما إذا كانت هناك إصابة بسرطان القولون أم لا، وفي حالة كونه إيجابي، فإن هذا يستدعي إجراءات اختبارات تشخيصية أخري مفصلة.
- تكشف تحاليل الدم الشائعة عادة عن فقر الدم الذي يمكن أن يكون أحد النتائج لوجود نزيف داخلي بسبب سرطان القولون، وهو أيضَا أحد الاحتمالات الغير قريبة، إذ أن فقر الدم هو ليس أحد الأدلة القطعية على وجود سرطان القولون.
- يمكن الاعتماد على تحاليل الدم في أنواع سرطانات أخرى قد تكون مجدية في الكشف عن سرطان الدم أو سرطان البروستاتا والمبيض، فإن جميع السرطانات تلك تحدث تغييرات كيميائية في الدم.
في الأخير، شكل براز سرطان القولون مختلف تمامًا عن الشكل الطبيعي والمتعارف عليه، بالتالي يجب على المريض الذي يلاحظ تلك المتغيرات التوجه على الفور إلى مركز أمراض الدم والأورام؛ لإجراء الفحوصات اللازمة على الفور.
تعرف أكثر على أعراض سرطان القولون