الوقاية من سرطان البروستاتا يقصد به مجموعة من الإجراءات المتبعة لتقليل فرصة الإصابة بسرطان البروستاتا، مما يقلل من أعداد الوفيات، في بعض الأحيان يكون هناك بعض العوامل التي يمكن التحكم بها، وفي أحيان أخرى توجد بعض العوامل التي لا يمكن تغييرها أو التحكم بها.

في هذا المقال، نتعرف على ما هي الوقاية من سرطان البروستاتا وكيفية يمكن القيام بذلك وغيرها من التفاصيل المهمة.

سرطان البروستاتا

هو مرض تنشأ فيه الخلايا السرطانية في أنسجة البروستاتا، والبروستاتا هي غدة في الجهاز التناسلي الذكري، تقع أسفل المثانة مباشرة أمام المستقيم، وهي بحجم حبة الجوز تقريبًا، تنتج السائل المنوي الذي يقوم بتغذية الحيونات المنوية ونقلها.

سرطان البروستاتا هو أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين الرجال، في معظم الحالات قد يصاب المريض بالسرطان ولا يشعر بأي أعراض نتيجة نمو السرطان ببطء، أما في حال كان السرطان سريع النمو والتطور، ففي هذه الحالة يحتاج المريض إلى علاج سريع ودقيق؛ من أجل تفادي أعراضه المزعجة.

الوقاية من سرطان البروستاتا

على الرغم من أنه لا توجد طرق دقيقة وواضحة من أجل الوقاية من سرطان البروستاتا، إلا أن هناك العديد من الدراسات التي تثبت أهمية وتأثير العادات الصحية على الأشخاص المهتمين باتباع طرق الوقاية من سرطان البروستاتا، خاصًة هؤلاء الذين لديهم عوامل خطر تزيد من إحتمالية إصابتهم بهذا المرض، ومن أهم العادات الصحية الواجب اتباعها في هذه الحالة: 

1- اتبع نظام غذائي صحي

توجد العديد من الآراء التي ترجح أهمية اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضراوات، وقلة الدهون، ودوره في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، لذا إذا كنت من الأشخاص المهتمين بتقليل خطر إصابتك بسرطان البروستاتا، ننصحك بما يلي:

• قلل كمية الدهون التي تستهلكها يوميًا

توجد الكثير من الأطعمة التي نتناولها وتحتوي على كميات كبيرة من الدهون، مثل المكسرات، اللحوم، والزيوت، ومشتقات الحليب المختلفة، وقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون أطعمة غنية بالدهون هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا.

وعلى الرغم من أن هذه الدراسات لم تستطع أن تجزم أن زيادة الدهون هي المسبب لسرطان البروستاتا بشكل رئيسي، إلا أنه يمكن الحصول على فوائد عديدة في حال استخدمت كمية أقل من الدهون يوميًا، مثل تحسن حالة القلب بشكل عام، التحكم في الوزن والحصول على وزن مثالي.

يمكنك بسهولة تقليل الدهون التي تستهلكها في نظامك الغذائي المعتاد عن طريق تناول الطعام قليل الدسم.

• أضف بعض الحمضيات إلى نظامك الغذائي

تناول الفاكهة الطازجة في الوجبات الثلاثة يعد جزءًا مهمًا من النظام الغذائي المتوازن، ومن ضمن الفاكهة التي يجب أن تضيفها إلى نظامك الغذائي من أجل الوقاية من سرطان البروستاتا هي الحمضيات بمختلف أنواعها، مثل البرتقال، الليمون، الجريب فروت، واليوسفي.

ترجع أهمية إضافة الحمضيات للنظام الغذائي لدراسة أجريت عام ،2017 تثبت أن الأشخاص الذين تناولوا كمية أكبر من الحمضيات انخفض لديهم خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

• وقاية البروستاتا بالفاكهة والخضراوات

إذا كنت ترغب في الوقاية من سرطان البروستاتا، فعليك بتناول الكثير من الفاكهة والخضراوات، حيث أثبت الدراسات أن العديد من الفاكهة والخضراوات وخاصة ذوات اللون الأحمر مثل الطماطم والبطيخ يحتويان على مضاد أكسدة قوية تسمى الليكوبين، هذه المادة التي تقلل بشكل فعال من تطور ونمو خلايا سرطان البروستاتا.

وجدت دراسة أجريت عام 2020 أن تناول الطماطم أكثر من 4 مرات في الأسبوع يرتبط ارتباط وثيق بانخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 28% مقارنة بعدم تناولها.

تعرف أكثر على المرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا

• أضف فول الصويا إلى نظامك الغذائي

عام 2014 تم الربط بين عنصر غذائي يسمى الايسوفلافون والوقاية من سرطان البروستاتا أو انخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وقد وُجد أن هذه المادة موجودة في فول الصويا، العدس، الحمص والفول السوداني، لذا لابد من تناول أيًا من هذه الأصناف مرة واحدة على الأقل كل أسبوع.

• اشرب الشاي الأخضر

وجد الباحثون أن هناك علاقة وثيقة بين الشاي الأخضر وخطر الإصابة بسرطان البروستاتا، في دراسة أجريت عام 2017، وجد الباحثون أن الرجال الذين شربوا كميات كبيرة من الشاي الأخضر قل لديهم خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

كذلك في عام 2010، وُجدت الدراسات والتجارب الخلوية والحيوانية وبعض التجارب السريرية أن هناك صلة بين انخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا والمكونات الرئيسية للشاي الأخضر.

• الوقاية من سرطان البروستاتا بتناول القهوة يوميًا

أثبتت العديد من الدراسات فاعلية القهوة ودورها في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، حيث وجدت دراسة سريرية أجريت عام 2014 أن الأشخاص الذين يتناولون من 4 إلى 5 أكواب من القهوة يوميًا تقل لديهم احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا بشكل عام، خاصًة سرطان البروستاتا المميت.

أثبتت الدراسة أن هذا السرطان يقل بنسبة 11% مع كل 3 أكواب من القهوة، ولأن الجرعات العالية من الكافيين يمكن أن تسبب آثارًا جانبية، مثل اضطراب المعدة وسرعة ضربات القلب وصعوبة النوم، وتُوصي إدارة الغذاء والدواء بعدم تجاوز الحد الأقصى من الكافيين يوميًا وهو 400 مجم، أي ما يعادل 4 إلى 5 أكواب من القهوة المخمرة.

• الوقاية من سرطان البروستاتا بالتوقف عن التدخين فورًا

التدخين هي إحدى العادات السيئة التي تؤثر على الصحة العامة للجسم بالسلب، وعلى الرغم من وجود علاقة بين التدخين وخطر الإصابة بسرطان البروستاتا، إلا أن هذا التاثير لا يزال غير واضح سببه، وما زلنا بحاجة للعديد من الدراسات والأبحاث التي توضح لنا هذا التأثير.

وجدت دراسة أجريت عام 2011 أن الأشخاص الذين يدخنون في وقت تشخيص سرطان البروستاتا هم أكثر عرضة لعودة السرطان إليهم مرة أخرى، بالإضافة إلى ذلك، يرتبط التدخين عند التشخيص بزيادة خطر الوفاة بسبب سرطان البروستاتا، وذلك وفقًا لدراسة أجريت عام 2019.

• خصص وقتًا محددًا لممارسة الرياضة

ترتبط زيادة الوزن أو السمنة بزيادة خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان، والعلاقة بين الوزن الزائد وسرطان البروستاتا لا زالت غير مفهومة، مع ذلك فإنه من المعروف أن زيادة الوزن أو السمنة لها تأثير سلبي إذا تم بالفعل تشخيص إصابتك بسرطان البروستاتا، أي أن هناك خطر متزايد لتطور سرطان البروستاتا وتكراره لديك.

من هنا تأتي أهمية ممارسة الرياضة بانتظام ولمدة 30 دقيقة يوميًا، حيث تساعد بصورة كبيرة في إدارة الوزن، وتحسين التمثيل الغذائي وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، ومن ضمن الرياضات التي يمكنك ممارستها المشي، الجري، ركوب الدراجات والسباحة.

• احرص على الحصول على فيتامين د

لا يحصل معظم الأشخاص على ما يكفي من فيتامين د، هذا المكون الهام والذي يمكن أن يساعد في الحماية من سرطان البروستاتا والعديد من الحالات الأخرى، وتشمل الأطعمة الغنية بفيتامين د معظم أنواع الأسماك، وخاصًة سمك السلمون البري.

لا يمكنك الحصول على فيتامين د من الأطعمة فقط، لكن أيضًا يمكنك الحصول عليه عن طريق التعرض لأشعة الشمس لمدة 10 دقائق يوميًا، في بعض الأحيان قد يوصي الأطباء بمكملات غذائية تحتوي على فيتامين د.

اقرأ المزيد عن تأثير سرطان البروستاتا على العلاقة الزوجية

أطعمة تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا

هناك العديد من الأطعمة التي أثبتت الدراسات دورها في زيادة خطر الإصابة بمرض سرطان البروستاتا، من أهم هذه الأطعمة والتي لا يجب تناولها في حال زيادة خطر الإصابة بالمرض فيما يلي:

• منتجات الألبان تتنافى مع طرق الوقاية من سرطان البروستاتا 

تناول الكثير من منتجات الألبان مثل الحليب واللبن والجبن قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ويحدث هذا بسبب احتوائها على الكالسيوم، وهذا لا يقلل من أهمية تناول بعض منتجات الألبان يوميًا للحفاظ على صحة وقوة العظام.

• الكالسيوم

وجود الكثير من الكالسيوم في نظامك الغذائي قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، لذا .احرص على الحصول على حاجتك فقط من الكالسيوم، وكن على دراية بحاجة جسمك من الكالسيوم

تُقدر كمية الكالسيوم التي يحتاجها جسمك يوميًا بنحو 700 ملجم، هذه الكمية تساعد في الحفاظ على صحة العظام، كما يمكنك الحصول على هذا القدر اليومي المطلوب عند اتباعك نظام غذائي متوازن يحتوي على الكالسيوم الموجود في بدائل الألبان، الأسماك، الخبز وبعض الخضراوات.

• اللحوم الحمراء والمصنعة

يزيد تناول اللحوم الحمراء والمصنعة من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، على الرغم من أننا لا نعرف هل هذه اللحوم تسبب سرطان البروستاتا أو لا، إلا أنه وبوجه عام لابد من الحد من تناول مثل هذه اللحوم، مثل لحم البقر، لحم الضأن أو لحم الماعز.

أما اللحوم المصنعة فتشمل النقانق والحم المقدد والسلامي وغيرها من اللحوم المعالجة أو المحفوظة، وبوجه عام يوصى بتناول ما لا يزيد عن 500 جرام من اللحوم الحمراء المطبوخة أسبوعيًا وتجنب اللحوم المصنعة.

• الكحول

يزيد شرب الكحول من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، ومع هذا لا نعرف تأثيره وعلاقته بسرطان البروستاتا، ولكن بوجه عام لابد من الحد من تناول الكحول، نظرًا لتأثيراتها السلبية على الصحة.

في النهاية، طرق الوقاية من سرطان البروستاتا وعلى الرغم من أنها بسيطة إلا أنها فعّالة في تحسين حالة الجسم العامة، والتغلب على العديد من مشاكله، خاصًة إذا حرص المريض على الالتزام بها لمدة طويلة، بل وضمنها ضمن روتين حياته اليومية.

تعرف على الفرق بين سرطان البروستاتا وتضخم البروستاتا