المرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا هي من المراحل الدقيقة التي يمكن أن يمر بها بعض المصابين بسرطان البروستاتا، فعادة ما يعاني المريض في هذه الحالة من أعراض مزعجة، مثل زيادة في كمية البول، والرغبة الدائمة في التبول.
في هذا المقال، نتعرف على أعراض سرطان البروستات المرحلة الرابعة، وأهم عوامل الخطر المرتبطة بالمرض، وكذلك طرق العلاج المتبعة مع سرطان البروستاتا الدرجة الرابعة.
المرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا
معظم حالات سرطان البروستاتا يتم اكتشافها في مراحلها المبكرة، عندما يكون السرطان ما زال في البروستاتا فقط، في هذه المراحل لا يظهر على المريض أي أعراض تزعجه، ولكن تبدأ الأعراض في الظهور عندما ينتشر السرطان، وعندما تنفصل الخلايا عن الورم الأصلي، وتنتقل إلى الأنسجة المجاورة، يُسمى هذا النوع ورم خبيث موضعي.
يمكن أن ينتشر السرطان مباشرة إلى الأنسجة القريبة أو إلى أجزاء بعيدة من الجسم من خلال الجهاز الليمفاوي، ويُسمى باسم السرطان النقيلي، يبلغ المريض الدرجة الرابعة في سرطان البروستاتا عندما يبدأ المرض في الانتشار إلى أجزاء الجسم الأخرى.
في المرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا، يوصي الطبيب ببعض العلاجات التي تبطئ من وتيرة تقدم المرض، ولكن وعلى الرغم من أن العلاجات الموصوفة في هذه الحالة تساعد في تخفيف الأعراض وتساهم في إطالة عمر المريض، إلا أنها لا تستطيع القضاء على سرطان البروستاتا المرحلة الرابعة.
اعراض سرطان البروستاتا من الدرجة الرابعة
في المراحل الأولى عندما يبقى السرطان في البروستاتا، لا تظهر على المريض أي أعراض، وكلما تقدم المرض، تبدأ الأعراض في الظهور، نتيجة انتشار المرض خارج البروستاتا، وتشمل الأعراض التي يعاني منها المريض في هذه الحالة ما يلي:
- صعوبة في التبول.
- وجود دم في البول.
- الشعور بضعف وتعب عام.
- فقدان الوزن لسبب غير معروف.
- ألم عند التبول.
- الشعور بالتنميل والوخز والخدر.
- ألم في الظهر والوركين.
تعتمد الأعراض الأخرى لسرطان البروستاتا من الدرجة الرابعة على مكان انتشار الورم وحجمه، فمثلاً في حال وصول السرطان إلى العظام، يعاني المريض في هذه الحالة من آلام في العظام، وتكون عظامه سهلة الكسر عند الإصابة.
أما إذا انتشر الورم من البروستاتا ووصل إلى الكبد، فإنه في هذه الحالة يسبب انتفاخ في البطن واصفرار الجلد والعينين، وهو ما يُعرف باليرقان، كذلك وصول الورم إلى الرئتين يتسبب في ضيق في التنفس وألم في الصدر.
اقرأ المزيد عن تأثير سرطان البروستاتا على العلاقة الزوجية
أسباب الإصابة بالمرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا
لا يوجد سبب واضح لسرطان البروستاتا وتطوره إلى المرحلة الرابعة، ولكن في هذه المرحلة، تنفصل خلايا السرطان عن موضعها الأصلي الذي تكونت فيه، وتبدأ في الانتشار إلى مناطق أخرى بالجسم.
يحدث سرطان البروستاتا عندما تحدث تغيرات في الحمض النووي للخلايا، والذي يتسبب في زيادة نمو وتكاثر الخلايا عن الصورة الطبيعية، لكن هذه الخلايا السرطانية لا تموت وتتحلل في وقت محدد، بالتالي تبقى حية في الوقت الذي تموت فيه الخلايا الطبيعية وتتحلل في وقتها.
نمو الخلايا السرطانية وانقسامها بكثرة يتسبب بمرور الوقت بتكون الورم، والذي تنفصل بعض الخلايا منه بعد فتره، لتصل إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتنتشر خلايا سرطان البروستاتا إلى العديد من الأعضاء، مثل العظام، والكبد، والعُقَد اللمفية.
عوامل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا الدرجة الرابعة
هناك بعض عوامل الخطر التي يؤدي تواجدها لرفع احتمالية الإصابة بالمرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا، ومن أهم هذه العوامل ما يلي:
- العمر: كلما تقدم عمر المرض عن 50 عامًا، ارتفعت احتمالية إصابته بسرطان البروستاتا.
- العرق: الأشخاص ذو البشرة الداكنة أكثر عرضة لسرطان البروستاتا من أصحاب البشرة الفاتحة.
- أصحاب الطفرات الجينية.
تشخيص المرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا
توجد بعض الاختبارات والفحوصات الطبية التي يوصي بها الطبيب مريض سرطان البروستاتا، من أجل تشخيص حالته بدقة، ومعرفة المرحلة المرضية التي وصل لها بالتحديد، ومن بين هذه الفحوصات ما يلي:
- اختبارات الدم: تقيس هذه الاختبارات مستوى مستضد البروستاتا النوعي في الدم، والذي تؤدي زيادة نسبته عن الحد الطبيعي لاحتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا.
- الاختبارات التصويرية: تشمل هذه الاختبارات الأشعة التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، وفحص تصوير العظام، وفحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. تعطي هذه الفحوصات صور دقيقة داخلية للجسم تساعد في التعرف على السرطان عن قرب.
- أخذ عينة من الأنسجة لاختبارها: في هذا الإجراء، يستخدم الطبيب إبرة خاصة يمررها عبر الجلد يأخذ بواسطتها عينه يرسلها إلى المعمل لفحصها بدقة.
علاج سرطان البروستات المرحلة الرابعة
توجد بعض الخيارات العلاجية التي تستخدم في السيطرة على المرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا، جميع العلاجات المستخدمة في هذه المرحلة تكون موجهة ومستهدفة من أجل التعامل مع السرطان في أماكن محددة في الجسم، هذه العلاجات تتمثل في التالي
1- العلاج الهرموني
تساعد العلاجات الهرمونية على تثبيط خلايا سرطان البروستاتا ومنعها من النمو والانقسام، ومن العلاجات الهرمونية المستخدمة ما يلي:
- منبهات الهرمون المطلق لهرمون: وهي أدوية تقلل من إنتاج هرمون التستوستيرون في الخصيتين، يوجد هذا الدواء في صورتين الحقن أو تحت الجلد.
- مضادات LHRH: هي أدوية تخفض فيها مستويات هرمون التستوستيرون بسرعة، وتُعطى مرة واحدة في الشهر تحت الجلد.
- مضادات الأندروجين ومثبطات مستقبلات الأندروجين: هي علاجات توجد في شكل أقراص يتم تناولها يوميًا.
- تساعد العلاجات المعروفة باسم مثبطات بوليميريز بولي في منع الخلايا السرطانية من إصلاح الحمض النووي الخاص بها، بعد أن تسببت علاجات أخرى مثل العلاج الكيميائي في إتلافها، وقد يوصي الأطباء بهذا النوع من العلاج مع الأشخاص الذين يعانون من طفرات جينية محددة تُعرف باسم طفرات BRCA+.
2- العلاج الإشعاعي
تستهدف العلاجات الإشعاعية غدة البروستاتا أو أي منطقة أخرى من الجسم، هذا العلاج من أكثر العلاجات فاعلية في حال انتشر سرطان البروستاتا ووصل إلى العظام.
3- العلاج الكيميائي
يقتل العلاج الكيميائي الخلايا السرطانية المنتشرة في جميع أنحاء الجسم، ويساعد كذلك في تقليص الأورام الموجودة وإبطاء نموها، ومنع نمو الأورام الجديدة، يصاحب هذا العلاج بعض الآثار الجانبية، مثل فقدان الوزن والغثيان.
4- العلاج المناعي
هو خيار فعال يستخدمه الأطباء في علاج سرطان البروستاتا المتقدم خاصًة إذا لم يستجيب سرطان البروستاتا للعلاج الهرموني، ويتم تلقي هذا العلاج عن طريق الوريد في 3 جرعات يتم الفصل بينهم.
5- الجراحة
على الرغم من أن التدخل الجراحي يستخدم في معظم الحالات لإزالة الأورام، وغالبًا ما يكون علاجًا فعالاً، إلا أنه غير موصى به في حالة المرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا، لأن في هذه المرحلة يكون الورم قد انتشر إلى أجزاء أخرى في الجسم يصعب الوصول إليها جراحيًا.
تعرف على الوقاية من سرطان البروستاتا
مضاعفات المرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا
توجد بعض المضاعفات التي يمكن أن تظهر مع سرطان البروستاتا المرحلة الرابعة، وتكون هذه المضاعفات بسبب انتشار الورم، من أهم هذه المضاعفات ما يلي:
- المشاكل البولية: يمكن أن تضغط الأورام السرطانية المتكونة على المثانة أو أعضاء الحوض الأخرى، مما يتسبب في احتباس البول، وظهور الدم في البول، وسلس البول، وصعوبة إفراغ المثانة.
- مشاكل الأمعاء المختلفة: يصاحب سرطان البروستاتا النقيلي مشاكل مختلفة في الأمعاء، مثل الإمساك أو الإسهال، والتي تنتج عن استخدام بعض مسكنات الألم، أو كنتيجة لانتشار السرطان إلى الأمعاء أو المستقيم.
- مشاكل جنسية: من الشائع أن يصاب الرجال الذين يعانون من بسرطان البروستات المتقدم بصعوبة في الإنتصاب، كما تنخفض لديهم الرغبة الجنسية أو تضعف لديهم القدرة على القذف.
- ألم العظام أو الكسور: يمكن أن يتسبب سرطان البروستاتا الذي انتشر في العظام آلامًا شديدة، كما يمكن أن يضعف العظام ويجعلها أكثر عرضة للكسور.
- فقر الدم: يعني انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء المتاحة لنقل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، وعادًة ما يظهر هذا العرض في حال انتشر السرطان في نخاع العظم.
- الوذمة اللمفية: يمكن أن يتسبب سرطان البروستاتا الذي ينتشر في العقد الليمفاوية إلى انسداد في الأوعية الدموية، وينتج عن ذلك تورم في الساقين أو تورم كيس الصفن.
في الختام، المرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا يصل فيها سرطان البروستاتا إلى مناطق مختلفة ومتفرقة من الجسم، وهو يعتبر مرحلة متقدمة من المرض، والتي يجب بموجبها الخضوع للعلاج فورًا بصورة رئيسية؛ من أجل السيطرة على الأعراض والتحكم بها، لكنه قد لا يساعد في التخلص من المرض بصورة نهائية.