يتساءل العديد من الأشخاص عن الفرق بين سرطان الجلد الحميد والخبيث، لأن معرفة هذا الفرق يعتبر هو خط البداية في تحديد خطة العلاج المُتبعة مع الحالة، والتغيرات الحياتية المطلوب من المريض القيام بها، وفي هذا المقال، سنتعرف على أهم الفروقات بين أورام الجلد الحميدة والخبيثة، من حيث الأعراض وطرق العلاج.
الفرق بين سرطان الجلد الحميد والخبيث: التعريف
قبل التعرف على أهم الفروقات بين سرطان الجلد الحميد والخبيث، دعونا أولاً نتعرف على الفرق في المفهوم العام بين النوعين:
سرطان الجلد الحميد
هو عبارة عن تكاثر مجموعة من الخلايا بصورة غير طبيعية، مما ينتج عنه تشكل كتلة غير طبيعية من الأنسجة، والأورام الحميدة بصفة عامة غير سرطانية، وعادًة لا تهدد حياة المريض، وعلى الرغم من أنها تتطور ببطء وتتشكل في أي جزء من الجلد في الجسم، إلا أنها لا تغزو الأنسجة المجاورة، أي لا تنتشر في الأعضاء والأنسجة المجاورة، بالتالي لا تكون خطيرة أو مهددة لحياة المريض.
سرطان الجلد الخبيث
تتشكل أورام الجلد الخبيثة عندما تتكاثر الخلايا السرطانية وتتطور إلى كتلة، وسرطان الجلد الخبيث عكس الحميد، حيث تغزو الخلايا السرطانية الأنسجة القريبة، وقد ينفصل جزء من الورم وينتشر في مكان آخر في الجسم، وتُسمى هذه العملية النقيلة.
بوجه عام، هذا النوع من سرطان الجلد يعد من الأنواع الخطرة المهددة للحياة، ما لم يتم اكتشافه وعلاجه في أقرب وقت.
الفرق بين سرطان الجلد الحميد والخبيث: الأنواع
لأن الفرق بين سرطان الجلد الحميد والخبيث يفيد في معرفة الاتجاه الصحيح للعلاج، دعونا نتعرف على أهم أنواع سرطان الجلد الخبيثة والحميدة:
أنواع سرطان الجلد الخبيث
توجد العديد من أنواع سرطانات الجلد، منها الحميد والخبيث، وتشمل أنواع أورام الجلد الخبيثة التي يجب أن نتعرف عليها ما يلي:
الورم الميلانيني
هو أحد أنواع سرطان الجلد الخبيث، وفيه يحدث نمو جديد غير طبيعي على الجلد أو تغيرات في الشامة الموجودة لدى المريض بالفعل، وغالبًا ما تكون الأورام الميلانينية غير متماثلة، أو لها حدود غير متساوية، أو لها ألوان متعددة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن كبر حجمها أحيانًا قد يكون علامة بارزة تشير للإصابة بهذا النوع من سرطان الجلد، حيث أنه كلما زاد حجم الآفة عن 6 ملم، كلما زاد خطر الإصابة بهذا الورم.
سرطان الخلايا الحرشفية (SCC)
هو نوع شائع للغاية من سرطان الجلد، ويكون غير مألوف لدى العديد من الأشخاص، حيث يظهر سرطان الخلايا الحرشفية بشكل عام كرقعة مسطحة ومتقشرة من الجلد، وعادًة ما تكون باللون الأحمر، وعلى الرغم من أنها غالبًا ما تكون قابلة للشفاء عندما يتم تشخيصها مبكرًا، إلا أنه يمكن أن يتم اعتبار هذا الورم ورم خطير للغاية ومهدد للحياة إذا تقدمت الحالة ونما الورم وزاد حجمه.
سرطان الخلايا القاعدية (BCC)
هو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الجلد الخبيث، وغالبًا ما يظهر هذا النوع على شكل نتوءات لامعة باللون الأحمر أو الوردي أو الأبيض، وعادًة ما تتطور هذه النتوءات لتصبح قرحة مفتوحة لا تشفى.
وعلى الرغم من أن هذا النوع نادرًا ما يتطور إلى الحد الذي يصبح فيه مهددًا للحياة، إلا أنه غالبًا ما تبدأ هذه النتوءات صغيرة جدًا بحيث يصعب إدراكها، ويمكن أن يبقى المريض بدون تشخيص لعدة أشهر أو حتى سنوات، وفي هذه الأثناء، يمكن أن يتطور المرض ويسبب ضررًا كبيرًا.
أنواع سرطان الجلد الحميد
قبل التعرف على الفرق بين سرطان الجلد الحميد والخبيث، دعونا نتعرف على أنواع سرطان الجلد الحميدة، حيث تشمل بعض الأورام الجلدية الحميدة الأكثر شيوعًا ما يلي:
الزوائد الجلدية
هي عبارة عن نمو جلدي غير سرطاني، يظهر في صورة قطعة صغيرة من الجلد الناعم قد يكون لها ساق، تسمى الزوائد الجلدية، وهي شائعة جدًا وغير ضارة.
التقرن الدهني
يظهر هذا النمو الجلدي الحميد بشكل عام على شكل بقعة بنية اللون متقشرة وربما دهنية، في حين أن هذا النمو ليس خطيرًا، إلا أنه عادًة ما يصاحبه حكة والتهاب، بالتالي فهو يحتاج إلى علاج.
الورم الشحمي
الورم الشحمي هو ورم دهني ينمو ببطء، ويمكن أن يصل حجمه إلى 10 سم أو أكثر، وعلى الرغم من أن الأورام الشحمية لا تسبب أعراضًا بشكل عام، إلا أنها قد تصبح مؤلمة إذا ضغطت على العصب، لذا عادًة ما يتم استئصالها.
الفرق بين سرطان الجلد الحميد والخبيث: الأعراض
الفرق بين سرطان الجلد الحميد والخبيث يظهر أيضًا في الأعراض التي يعاني منها المريض، ولكن بوجه عام، تكون الأعراض التي يعاني منها المريض في حالات سرطان الجلد الخبيث أشد من الحميد، ويمكن التفرقة في الأعراض كالتالي:
أعراض سرطان الجلد الحميد
يعاني مريض سرطان الجلد الحميد من بعض الأعراض التي يتم تأكيدها بالتشخيص، وتشمل الأعراض الشائعة التي تظهر على المريض في هذه الحالة ما يلي:
- ظهور كتل أو نتوءات تحت الجلد.
- الكتل تحت الجلد تكون ناعمة أو إسفنجية عند لمسها.
- الشعور بألم في حال كان الورم كبير أو يضغط على العصب أو العضو.
أعراض سرطان الجلد الخبيث
تختلف أعراض سرطان الجلد الخبيث حسب حجمها ونوعها، وبالتالي تختلف الأعراض المصاحبة لها، ولكن بوجه عام تشمل الأعراض الشائعة في هذه الحالة:
- وجود كتلة تحت الجلد.
- الشعور بألم في مكان هذه الكتلة.
- فقدان الوزن.
- الإصابة بفقر الدم.
- الشعور بالتعب.
- الإسهال.
- ضيق التنفس.
الفرق بين سرطان الجلد الحميد والخبيث: العلاج
في الأورام الحميدة، ولأن نموها يكون بطيء نسبيًا ويستغرق وقتًا طويلاً، فقد يوصي الطبيب بمتابعته الحالة وتركها بدون علاج، وفي بعض الحالات الآخرى الذي تسبب ضررًا أو ألمًا للمريض قد يوصي الطبيب بالتدخل الجراحي من أجل التخلص من هذا العرض المزعج.
على سبيل المثال، في حال وجود ورم حميد، يضغط الورم على الأعضاء أو الأعصاب أو الأوعية الدموية القريبة، وبالتالي يصاحبه ألم شديد، ومن هنا يوصي الطبيب بالتدخل الجراحي لاستئصال الورم والقضاء على الألم.
أما في علاج الأورام الخبيثة، وفي حال انتشارها، يبدأ علاجها بالتعرف على مصدر انتشار هذا الورم، والذي يساعد في تحديد السلوك المتبع مع العلاج، ولكن بوجه عام، تشمل خيارات العلاج في هذه الحالة ما يلي:
- الجراحة.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الإشعاعي.
- العلاج المستهدف.
- العلاج المناعي، المعروف أيضًا باسم العلاج البيولوجي.
الفرق بين سرطان الجلد الحميد والخبيث
هناك العديد من الفروقات بين سرطان الجلد الحميد والخبيث، وقد قمنا بتوضيح أهم الفروقات الفاصلة بين سرطان الجلد الحميد والخبيث في هذا الجدول:
| سرطان الجلد الحميد | سرطان الجلد الخبيث |
| ليس سرطاني | سرطاني |
| لا يهدد الحياة | يمكن أن يهدد الحياة إذا تم إهمال العلاج |
| لا ينتشر إلى الأعضاء والأنسجة الأخرى المحيطة | ينتشر إلى الأعضاء والأنسجة الأخرى في الجسم التي ربما تكون قريبة أو بعيدة عن مكان الورم الأصلي |
| ينمو ببطء | ينمو بسرعة |
| احتمالية عودته بعد العلاج هي احتمالية بسيطة | احتمالية عودته بعد العلاج كبيرة |
| شكل الورم ناعم ومنتظم | الورم غير منتظم الشكل |
| يتحرك الورم عند الضغط عليه | لا يمكن أن يتحرك الورم عند الضغط عليه |
| يمكن أن يحتاج إلى علاج وأحيانًا أخرى لا | دائماً ما يحتاج إلى علاج |
طرق الوقاية من سرطان الجلد الحميد والخبيث
الفرق بين سرطان الجلد الحميد والخبيث من حيث طرق الوقاية المتبعة في كلاً منهما ليست فروقات كبيرة، ففي العموم، معظم حالات سرطان الجلد تنشأ نتيجة التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، وتأتي هذه الأشعة من الشمس، والمصابيح الشمسية التي تلحق الضرر بخلايا الجلد.
لتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد، يمكن حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، وتجنب المصادر الإصطناعية للتعرض للأشعة فوق البنفسجية عن طريق اتباع التعليمات التالية:
- البقاء في الظل قدر الإمكان عند الخروج في الصباح.
- ارتداء الملابس التي تغطي الذراعين والساقين.
- ارتدي قبعة ذات حافة واسعة وطويلة؛ لتحجب أشعة الشمس عن الوجه والأذن والرقبة والرأس.
- استخدام واقي الشمس واسع النطاق.
هل يمكن أن يتحول الورم الحميد إلى ورم خبيث؟
في بعض الحالات، تبقى الأورام الحميدة حميدة كما هي، وفي أحيان أخرى، يمكن للأورام الحميدة أن تصبح خبيثة، وفي حالة ثالثة، يمكن أن تتطور الأورام الحميدة إلى نوع ثالث متوسط من الأورام، يُعرف باسم “ما قبل الخبيث” أو “ما قبل السرطان”.
في هذه الحالة، تظل الأورام حميدة، ولكنها تحتوي على خلايا غير طبيعية لديها القدرة على أن تصبح سرطانية في المستقبل، ويُطلق على الورم ما قبل الخبيث اسم السرطان اللابد، وفيه تتشكل خلايا غير طبيعية، ولكنها تبقى في مكانها ولا تنتشر إلى الخارج، ويُطلق على هذه المرحلة أحيانا اسم “المرحلة 0” من السرطان.
في الختام، وبعد أن تعرفنا على الفرق بين سرطان الجلد الحميد والخبيث، وعرفنا أن سرطان الجلد الحميد لا يمكن اعتباره خطرُا في حال تم اكتشافه في المراحل المبكرة، على عكس سرطان الجلد الخبيث الذي يمكن اعتباره من أخطر الأمراض المهددة للحياة، ننصح المرضى في حال التعرض لأيًا من الأعراض السابق ذكرها، التوجه على الفور إلى مركز امراض الدم والاورام لعمل إجراءات التشخيص اللازمة.
