سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات المشهورة بين النساء، وهو مرض لا يتوقف على عمر معين، بل قد تصاب به الفتيات الصغار مرورًا بالفتيات البالغات وصولًا إلى النساء العجائز، فما هي أنواع علاج سرطان الثدي وأهم الطرق الفعالة التي تقضي عليه، وكيف يمكن الوقاية منه، هذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية من مقالنا.

كيف يتكون سرطان الثدي؟

يتكون سرطان الثدي عندما تنمو خلايا نموًا غير طبيعيًا داخل الثدي، وتبدأ تلك الخلايا في الانتشار بالقرب من الثدي وحوله، فتظهر بعض الأعراض التي تحذر من وجود شيء غريب يحدث في تلك المنطقة، كالشعور بوجود جسم غريب في الثدي وبداية الشعور بآلام في المنطقة، مع اختلاف شكل الثدي واختلاف لون الحلمة ولون الهالة الموجودة حولها وتهيج الجلد واحمراره، وفي بعض الأحيان قد يُفرز الثدي بعض الإفرازات الغريبة أو إفرازات دموية، وقد يظهر ورم في الغدد الليمفاوية القريبة من الثدي مثل تحت الإبط والرقبة.

وتلك الأعراض الأساسية يصاحبها بعضًا من الأعراض الأخرى التي يمكن الشعور بها عندما يصاب الجسم بأي مرض، كالإعياء والشعور بالإرهاق بشكل عام وعدم القدرة على القيام بالواجبات اليومية مع الشعور بالصداع وظهور آلام بالعظام في أنحاء متفرقة من الجسم.

فإن ظهرت تلك الأعراض مصاحبة للتغيرات في الثدي؛ يجب زيارة الطبيب في أقرب وقت ممكن للتشخيص ومعرفة أنواع علاج سرطان الثدي للبدء في مرحلة العلاج، وكلما كان التشخيص مبكرًا، كلما زادت نسبة الشفاء.

تعرف أكثر عن كم سنة تعيش مريضة سرطان الثدي؟

أنواع علاج سرطان الثدي

تختلف طرق وأنواع علاجات سرطان الثدي على حسب حالة المريض، وتتنوع تلك العلاجات ما بين التدخل الجراحي والعلاج الكيماوي أو الإشعاعي، بالإضافة إلى اختلاف فترة العلاج والتي تعتمد على نوع سرطان الثدي الذي أصاب المريض؛ بالإضافة إلى انتشاره، سواء كان منتشرًا داخل الثدي فقط، أم أنه تمكن من الانتقال من داخل الثدي إلى أعضاء الجسم الأخرى.

وكذلك يعتمد العلاج على المريض نفسه، فيهتم الطبيب لمعرفة الصحة العامة للمريض وعمره، وفي بعض الحالات يمكن للطبيب أن يناقش الخطة العلاجية مع المريض، وأنواع علاج سرطان الثدي تكون كالتالي:

1- التدخل الجراحي

في معظم حالات سرطان الثدي، يكون الخيار الأول في أنواع علاج سرطان الثدي هو التدخل الجراحي، وفي بعض الحالات يكتفي الطبيب بالتدخل الجراحي فقط، وفي بعض الحالات الأخرى التي اكتشفت المرض متأخرًا يمكن أن تحتاج إلى المزيد من العلاجات حسب ما يحدد الطبيب.

التدخل الجراحي يختلف على حسب تمكن السرطان من الثدي، فينقسم إلى عدة مراحل كالتالي:

• استئصال الورم السرطاني: تعرف تلك الجراحة بجراحة الحفاظ على الثدي، وفيها يتم استئصال الخلايا السرطانية وجزء من الخلايا السليمة من حولها لضمان أنها لم تصاب بالسرطان.
• استئصال الثدي بالكامل: هو أفضل خيار للتأكد من التخلص من كافة الخلايا السرطانية، وتلي تلك العملية عملية ترميم للثدي عن طريق استخدام جزء آخر من الجسم لإعادة الثدي إلى شكله الطبيعي.
• إزالة العقد الليمفاوية المصابة: قبل الشروع في العملية، يتم أخذ خزعة للتأكد من وجود خلايا سرطانية في تلك العقد؛ وإن ثبت أن لا وجود للخلايا السرطانية في تلك المنطقة، فلن يتم إجراء الجراحة.

تُصنف جراحة استئصال الثدي كأحد الجراحات الأكثر أمانًا بنسبة كبيرة، لكن توجد بعض الأعراض الجانبية التي قد يصاب بها المريض بعد عملية الاستئصال، منها:

• النزيف.
• العدوى.
• الشعور بآلام مكان العملية.
• ترك ندبات مكان الجراحة.

2- العلاج الكيماوي

من أنواع علاج سرطان الثدي الفعالة أيضًا هو العلاج الكيماوي، حيث يتمكن العلاج الكيماوي من التأثير بشكل كبير وسريع على الخلايا السرطانية، وتختلف أنواع الكيماوي لعلاج سرطان الثدي، كالتالي:

• العلاج الكيماوي قبل الجراحة: يساعد العلاج الكيماوي في تقليص حجم الورم، مما يسهل عملية استئصاله واستئصال جزء صغير من الثدي وليس الثدي بالكامل.
• العلاج الكيماوي بعد الجراحة: العلاج بالكيماوي بعد الجراحة يساعد في تدمير الخلايا السرطانية المتبقية؛ لضمان عدم عودة السرطان من جديد.

يستخدم العلاج الكيماوي أيضًا في القضاء على خلايا الثدي السرطانية التي تمكنت من الانتشار في أعضاء الجسم المختلفة، مثل الرئة والكبد والعظام وغيرها من الأماكن التي يتمكن من الانتقال إليها، ويحدد الطبيب نوع الدواء الذي يتناسب مع حالة المريض، وقد يكون الدواء عبارة عن خليط من أدوية مختلفة، ويتم الاستمرار على خطة العلاج لـ 3 إلى 6 أشهر في الغالب.

يصاحب العلاج الكيماوي بعض الأثار السلبية؛ ولكن لا داعي للقلق، فتلك الأعراض الجانبية لا تستمر طويلًا، ومنها:

• الإرهاق.
• فقدان الشهية.
• الشعور بالدوار والقيء.
• الإمساك أو الإسهال.
• تساقط الشعر.
• تلف في الأعصاب
• قرح الفم.
• فقدان التركيز.
• تغييرات في الجلد والأظافر.

3- العلاج الهرموني

من أنواع علاج سرطان الثدي هو العلاج الهرموني، وذلك العلاج يتم تحديده من قِبل الطبيب في حالة ما إن كان السرطان يعتمد على بعض الهرمونات ليتمكن من النمو والانتشار، مثل هرمون الاستروجين أو البروجسترون، ويكون العلاج الهرموني عبارة عن مثبطات تقوم بمنع الجسم من إنتاج تلك الهرمونات.

ويُستخدم ذلك النوع من العلاجات بعد التدخل الجراحي، ليساعد في تقليل نسبة الإصابة بالسرطان مجددًا، وفي بعض الأحيان يتم استخدامه قبل العملية الجراحية ليساعد في تقليل حجم الورم، والتأثير على الخلايا التي تمكنت من الانتشار في أعضاء الجسم المختلفة، ويشمل ذلك النوع من العلاج ما يلي:

• أدوية لغلق مستقبلات الهرمونات في الخلايا السرطانية مثل التاموكسفين.
• أدوية تساعد في تدمير مستقبلات الهرمونات مثل الفولفسترانت.
• أدوية دورها أن تبطئ من عملية إنتاج الهرمونات الأنثوية في الجسم مثل مثبطات الأروماتيز، وفي الحالات المتقدمة يوصي الطبيب باستئصال المبيض حتى لا يتم إنتاج الهرمونات الأنثوية.

4- العلاج الإشعاعي

الخلايا السرطانية تتأثر بشكل كبير بالإشعاعات الخارجية على عكس الخلايا السليمة، وكذلك المريضة عندما تتلقى العلاج بالإشعاع فلن يكون لها أي تأثير سلبي على من حولها من أسرتها وخصوصًا الأطفال، وذلك النوع من أنواع علاجات سرطان الثدي يمكن الاعتماد عليه في أغلب حالات الإصابة بالسرطان، ومن أنواع علاج سرطان الثدي بالإشعاع ما يلي:

• مصدر خارجي للإشعاع: وهي الطريقة الأكثر استخدامًا.
• مصدر داخلي للإشعاع: وهو يتم من خلال زرع جهاز صغير بشكل مؤقت داخل الثدي بعد استئصال الجزء المُسرطن منه، ويصدر ذلك الجهاز الصغير الإشعاع.

5- العلاج البيولوجي

من أنواع علاج سرطان الثدي العلاج البيولوجي، وهو أحد أهم العلاجات التي يتم استخدامها لتقوية الجهاز المناعي، وتوجيهه ليهاجم الخلايا السرطانية المتواجدة في الثدي أو الأعضاء التي انتشر فيها السرطان، لأن من خصائص الخلايا السرطانية التخفي وارسال إشارات للدماغ؛ ليوقف نشاط الجهاز المناعي حتى لا يتمكن من التعرف عليها.

ويتميز العلاج البيولوجي بعدم وجود آثار جانبية على عكس أنواع علاج سرطان الثدي التي ذكرناها منذ قليل، ومن أمثلة الأدوية المستخدمة في ذلك النوع من العلاجات هو البيمبروليزوماب، ويتم الاستعانة بذلك النوع من العلاجات في أحد الحالات التالية:

• علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي.
• علاج سرطان الثدي الغازي المرحلة الثانية.
• علاج سرطان الثدي النقيلي.

اقرأ أكثر عن كم يستغرق علاج سرطان الثدي؟

مدة علاج سرطان الثدي

يعتمد العلاج على عدة عوامل، منها درجة السرطان إن كانت متقدمة أم متأخرة، وكذلك يعتمد على أنواع علاج سرطان الثدي التي يحددها الطبيب المعالج، وفي أغلب الحالات، تصل مدة تلقي العلاج إلى سنة واحدة، وقد يستمر تلقي العلاج الهرموني إلى 10 سنوات لضمان عدم عودة الخلايا السرطانية للظهور مرة أخرى.

ما هي نسبة الشفاء من سرطان الثدي؟

يجب عليك إدراك أنه كلما تمكنت من اكتشاف سرطان الثدي مبكرًا وزيارة الطبيب في أقرب فرصة، كلما زادت نسبة الشفاء من المرض، وتم شفاء 95% ممن تلقوا أحد أنواع علاج سرطان الثدي، وبنسبة تصل إلى 90% يتم شفائهم شفاء كامل والتخلص من سرطان الثدي إلى الأبد، ولكن في بعض الحالات المتأخرة والتي ينتشر فيها السرطان في أعضاء أخرى من الجسم، يمكن أن يكون من الصعب علاجها.

في النهاية وبعد أن تعرفنا على جميع أنواع علاج سرطان الثدي، فمن النصائح التي يجب الالتزام بها هي الاستمرار في المتابعة مع الطبيب المعالج من فترة لأخرى؛ للتأكد من عدم ظهور خلايا سرطانية أخرى في الثدي أو في أعضاء الجسم عمومًا.

اقرأ المزيد عن نسبة الشفاء من سرطان الثدي