تعد أسباب سرطان القناة الصفراوية من أكثر المواضيع أهمية في مجال الطب الحديث، حيث يلعب فهم هذه الأسباب دورًا حاسمًا في الوقاية والعلاج، ومعرفة العوامل المؤدية لهذا المرض يساعدنا في تجنب الإصابة به وتحسين نوعية حياة المرضى، لذا سنستعرض في هذا المقال أبرز الأسباب المحتملة، بدءًا من التهابات القناة الصفراوية وصولاً إلى العوامل الوراثية، لنوضح لكم كيف يمكن مواجهة هذه العوامل بفعالية.

أسباب سرطان القناة الصفراوية

سرطان القناة الصفراوية هو نوع نادر من الأورام السرطانية، يتكون في الأنابيب الرفيعة التي تنقل سائل المرارة الهضمي من الكبد إلى المرارة والأمعاء الدقيقة، ويُعرف أيضًا باسم سرطان قنوات المرارة، ويصيب غالبًا الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 عامًا، رغم أنه قد يحدث في أي عمر.

ينقسم هذا النوع من السرطان إلى أنواع مختلفة بناءًا على موقع ظهوره، مثل سرطان القناة الصفراوية داخل الكبد، وسرطان القناة الصفراوية المركزية التي تظهر في قنوات المرارة خارج الكبد، وسرطان القناة الصفراوية التي تظهر في الجزء الأقرب إلى الأمعاء الدقيقة.

من هنا، يتضح أن فهم أسباب سرطان القناة الصفراوية يعد أمرًا بالغ الأهمية، حيث يعتبر سرطان الأقنية الصفراوية من الحالات النادرة، التي يمكن أن تحدث في أي مكان من الأقنية الصفراوية، خاصًة الأقنية الموجودة خارج الكبد.

لفهم هذا المرض بشكل أفضل، يجب التعرف على أسباب سرطان القناة الصفراوية المختلفة التي تسهم في تطور هذا المرض المعقد:

• يحدث السرطان عندما تتعرض خلايا قنوات المرارة لتغيرات في حمضها النووي، وهذه التغيرات تحمل التعليمات التي تتحكم في وظائف الخلايا، ونتيجة لهذه التغيرات الجينية، تبدأ الخلايا في التكاثر بشكل خارج عن السيطرة، مما يؤدي إلى تكوّن الورم، يمكنها غزو وتدمير الأنسجة السليمة.
• التهابات القناة الصفراوية المزمنة، حيث تؤدي إلى تضرر الأنسجة وتكون خلايا غير طبيعية.
• العدوى الفيروسية مثل التهاب الكبد بي وسي تساهم في هذا الخطر عن طريق التسبب في التهابات مستمرة.
• التعرض لبعض المواد الكيميائية السامة مثل ثنائي الفينيل متعدد الكلور، يؤدي إلى تلف الخلايا وزيادة احتمالية السرطان.
• العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًا، حيث يمكن أن تزيد الجينات الموروثة من خطر الإصابة.
• النمط الغذائي غير الصحي، خاصة الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون، يساهم في تطور المرض.
• التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي يزيد من خطر الإصابة بسرطان القناة الصفراوية.
• تقدم العمر خاصًة بعد سن الخمسين يعتبر عاملًا إضافيًا يزيد من خطر الإصابة، بالإضافة إلى وجود حصيات في المرارة التي قد تزيد من خطر السرطان.

تشخيص سرطان القناة الصفراوية

إذا شك طبيبك بوجود السرطان، فقد يوصي بإجراء واحد أو أكثر من الاختبارات التالية لتحديد التشخيص بدقة:

• اختبار وظائف الكبد: يقيس وظائف الكبد لتحديد أسباب الأعراض الموجودة، وقد يساعد في فهم أسباب المرض والعمل على علاجها.
• اختبار علامات الأورام: يشمل فحص مستوى مستضد الكربوهيدرات 19-9 (CA 19-9) في الدم، والذي يمكن أن يكون مؤشر على الإصابة بسرطان القناة الصفراوية، ومع ذلك، يمكن أن تظهر مستويات مرتفعة منه في حالات أخرى، مثل التهاب القناة الصفراوية أو انسدادها.
• اختبارات التصوير: تشمل التصوير بالموجات فوق الصوتية، التصوير المقطعي المحوسب (CT)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتي تساعد في رؤية الأعضاء الداخلية واكتشاف أي علامات على وجود أسباب سرطان القناة الصفراوية.
• تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالمنظار بالطريق الراجع (ERCP): يتم استخدام أنبوب مرن مزود بكاميرا صغيرة؛ لفحص المنطقة التي تتصل فيها القنوات الصفراوية بالأمعاء الدقيقة، ويمكن حقن صبغة لتحسين رؤية القنوات.
• الخزعة: أخذ عينة صغيرة من نسيج الجسم لفحصها تحت المجهر، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق إدخال إبرة رفيعة عبر الجلد إذا كانت المنطقة المشتبه بها داخل الكبد أو قريبة منه، أو أثناء إجراء ERCP إذا كانت المنطقة قريبة من الأمعاء الدقيقة.

كيفية الوقاية من سرطان القناة الصفراوية

لحماية صحتك وتجنب أسباب سرطان القناة الصفراوية، إليك نصائح عملية للوقاية منه والمحافظة على صحة الكبد، وهي كالتالي: 

• تقليل الكوليسترول في النظام الغذائي: الحفاظ على مستويات كوليسترول منخفضة من خلال تقليل الدهون في الغذاء، يساعد على تجنب تكوين حصوات المرارة، والتي تعتبر أكبر خطر يهدد القنوات الصفراوية.
• ممارسة الرياضة بانتظام: التمارين الرياضية تساهم في تعزيز صحة الكبد والجهاز الصفراوي، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض الكبد المزمنة.
• اتباع نظام غذائي صحي: تناول وجبات متوازنة وغنية بالألياف والفيتامينات يعزز من صحة الكبد والقنوات الصفراوية، ويقلل من احتمالية الإصابة بالسرطان.
• تجنب الكحول والمخدرات: الابتعاد عن الكحول والمخدرات يساهم في حماية الكبد من الأضرار التراكمية، مما يقلل من خطر الإصابة بالمرض.
• الحفاظ على وزن صحي: السمنة تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد والقنوات الصفراوية، لذا الحفاظ على وزن صحي من خلال نظام غذائي سليم وممارسة الرياضة بانتظام.
• التوقف عن التدخين: التدخين يزيد من خطر الإصابة بالمرض، ومن هنا فإن الإقلاع عنه يعتبر خطوة مهمة للوقاية.
• إجراء الفحوصات الدورية: الفحوصات المنتظمة للكبد والقنوات الصفراوية تساهم في الكشف المبكر عن الأمراض، مما يساعد في الوقاية والعلاج المبكر.
• التجنب من التعرض للمواد الكيميائية الضارة: يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة في البيئات التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة، لتقليل خطر الإصابة بالسرطان.

وأخيرًا، أسباب سرطان القناة الصفراوية تتعدد وتشمل التغيرات الجينية، التهابات القناة الصفراوية المزمنة، وغيرها مما يجعل الوقاية والتشخيص المبكر أمر بالغ الأهمية لذا ينصح بضرورة زيارة مركز أمراض الدم والأورام بصورة دورية لتجنب مضاعفات المرض.