سرطان القولون هو أحد أنواع السرطانات الحميدة التي تصيب البطانة الداخلية للقولون، يحتاج هذا المرض إلى تشخيص وعلاج مناسب، ويعتمد اختيار العلاج على المرحلة التي وصل لها المرض، فما هي أخطر مراحل سرطان القولون، وهل يمكن علاج هذا المرض، وهل توجد أعراض مميزة لسرطان القولون، الإجابة على هذه الأسئلة الدقيقة موجود بالتفصيل داخل المقال.

سرطان القولون

هو نمو غير طبيعي للخلايا الموجودة في جزء من الأمعاء الغليظة يعرف باسم القولون، والقولون هو أولى أقسام الأمعاء الغليظة وأكثرها طولاً، ووظيفة القولون الأساسية هي تحليل الطعام.

يصيب سرطان القولون المرضى بمختلف أعمارهم ولكنه وبصورة خاصة يصيب كبار السن، ويبدأ ظهور المرض في صورة تكتلات صغيرة من الخلايا، تتجمع داخل القولون تسمى هذه التكتلات السلائل.

لا تسبب هذه السلائل في ظهور أي أعراض، ولكنها دليل على وجود سرطان في القولون؛ لذا عادًة ما يوصي الطبيب بالخضوع للعديد من الفحوصات التي تبحث عن وجود هذه السلائل.

مع ذلك وفي حال التشخيص بهذا المرض، لا داعي للقلق، حيث يمكن للمريض أن يتعافى عن طريق تجربة بعض العلاجات التي يتم الاختيار بينها حسب مرحلة السرطان التي وصل لها المرض، وعادًة ما يتم علاج أخطر مراحل سرطان القولون باستخدام بعض العلاجات العنيفة، مثل الجراحة أو العلاج الإشعاعي أو الكيميائي.

اقرأ أكثر عن سرطان القولون المرحلة الثالثة

أخطر مراحل سرطان القولون

بعد التأكد من الإصابة بسرطان القولون عن طريق الخضوع للتشخيص الدقيق، يقوم الطبيب بطلب المزيد من الفحوصات التي تساعده على تحديد المرحلة التي وصل لها المرض؛ حتى يتمكن من إعطاء العلاج المناسب والفعال.

من أهم الاختبارات الإضافية التي يطلبها الطبيب الاختبارات التصويرية للجسم، حيث تساعد هذه الاختبارات في تحديد مرحلة السرطان وتشمل فحوصات تصويرية للبطن والصدر والحوض.

مراحل سرطان القولون بوجه عام تندرج من صفر إلى واحد، المرحلة الصفرية هي الأقل خطورة، بينما المرحلة الرابعة هي أخطر مراحل سرطان القولون، وفيها ينتشر السرطان إلى مناطق أخرى، وشرح هذه المراحل كالتالي:

1- المرحلة الصفرية 0

هذه أولى مراحل سرطان القولون، في هذه المرحلة تظهر خلايا غير طبيعية أو سرطانية في الغشاء المخاطي، وهي الطبقة الأعمق من جدار القولون، تُسمى هذه المرحلة بالسرطان الموضعي ؛لأن السرطان لا يخرج خارج القولون.

2- المرحلة الأولى

في هذه المرحلة من سرطان القولون والمستقيم، تنمو الخلايا السرطانية في جدار الأمعاء في نفس الوقت لا تنتشر خارج الطبقة العضلية أو في العقد الليمفاوية القريبة.

3- المرحلة الثانية

ينتشر فيها السرطان إلى مسافة بعيدة في جدار الأمعاء، في نفس الوقت، لم يصل السرطان بعد إلى العقد الليمفاوية القريبة، وهناك ثلاثة أنواع من سرطان القولون في المرحلة الثانية، وهم كالتالي:

1. المرحلة الأولى: ينتشر فيها السرطان خلال جدار القولون ولا يتخطاه.
2. المرحلة الثانية: ينتشر السرطان في الطبقة الخارجية للقولون وفي جداره.
3. المرحلة الثالثة: ينتشر السرطان إلى عضو آخر مجاور.

4- المرحلة الثالثة

من أخطر مراحل سرطان القولون، ففي هذه المرحلة ينتشر سرطان القولون إلى العقد الليمفاوية، لهذا النوع ثلاث مراحل فرعية، وهي كالآتي:

1. المرحلة الأولى: يظهر فيها السرطان في الطبقة الأولى أو الثانية من جدار القولون، في نفس الوقت يصل إلى (1-4) عقد ليمفاوية في الجسم.
2. المرحلة الثانية: في هذه المرحلة يصل سرطان القولون إلى طبقات أكثر في جدار القولون، في نفس الوقت يؤثر فقط على من (1 إلى 3) عقد ليمفاوية في الجسم.
3. المرحلة الثالثة: هنا يوجد السرطان في الطبقة الخارجية من القولون، كما يصل إلى أربع عقد ليمفاوية أو أكثر.

5- المرحلة الرابعة

هي أخطر مراحل سرطان القولون، حيث ينتقل فيها السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم مثل الكبد أو الرئتين أو المبيضين، هذه المرحلة عبارة عن 3 مراحل وهي:

1. المرحلة الأولى: ينتشر فيها السرطان إلى عضو واحد أو إلى العقد الليمفاوية البعيدة عن القولون.
2. المرحلة الثانية: ينتقل فيها السرطان ويصل لأكثر من عضو في الجسم، كما يصل إلى العديد من العقد الليمفاوية.
3. المرحلة الثالثة: يؤثر فيها السرطان على الأعضاء البعيدة وعلى بعض العقد الليمفاوية وأنسجة البطن.

أعراض سرطان القولون

ليس من الضروري أن تظهر على مريض سرطان القولون أي أعراض، حيث أنه وفي بعض الحالات لا يعاني المريض من أي أعراض، وفي أحيان أخرى قد تظهر أعراض معينة، ومن الأعراض الشائعة مع هذا المرض:

• وجود دم في البراز.
• الإمساك أو الإسهال.
• الشعور بألم في البطن.
• الإحساس بانتفاخ في المعدة.
• القيء.
• فقدان الوزن غير المبرر.
• التعب والشعور بضيق في التنفس.

قد تتشابه هذه الأعراض مع أعراض أخرى يمكن أن يعاني منها المريض في حالات معينة، لذا تظهر هنا أهمية الفحص والتشخيص في التعرف على السبب الحقيقي خلف الإصابة بأخطر مراحل سرطان القولون.

إليك المزيد من المعلومات عن سرطان القولون المرحلة الرابعة

أسباب سرطان القولون

لا يوجد سبب واضح يعرفه الخبراء والباحثون حول سبب الإصابة بهذه الحالة، إلا أنه وفي العديد من الأحوال ترجع هذه الحالة إلى توفر أحد عوامل الخطر التي تزيد من فرصة إصابة المريض بالسرطانات المختلفة، ومن أشهر عوامل الخطر المعروفة والمرتبطة بهذا المرض ما يلي:

• التدخين، حيث يزيد استخدام منتجات التبغ المختلفة من خطر الإصابة بسرطان القولون.
• الإفراط في استخدام الكحول.
• الإصابة بالسمنة، حيث أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية العالية يزيد من خطر التعرض للسمنة المسبب لسرطان القولون.
• اتباع نظام غذائي يشمل الكثير من اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة.
• عدم ممارسة الرياضة، فممارسة النشاط البدني بانتظام يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون.
• إذا كان المريض يعاني من مرض التهاب الأمعاء، خاصًة إذا استمر لفتره طويلة؛ لأنه يؤثر على أجزاء كبيرة من القولون.
• الحالات الموروثة، حيث يمكن أن تزيد حالات معينة مثل متلازمة لينش من خطر الإصابة بسرطان القولون.
• التاريخ العائلي للإصابة بسرطان القولون، فإذا كان أحد أفراد العائلة المقربين مصابًا بسرطان القولون تزيد احتمالية الإصابة به.

تشخيص سرطان القولون

تظهر أهمية تشخيص سرطان القولون في تحديد أخطر مراحل سرطان القولون والتعرف عليها في حال الإصابة بها؛ من أجل القدرة على إعطاء العلاج المناسب، ومن ضمن طرق التشخيص:

• فحص القولون من الداخل بمنظار: في هذا الإجراء يستخدم الطبيب أنبوبة رفيعة ومرنة وطويلة، تتصل بكاميرا خاصة وشاشة، تلتقط الكاميرا صورًا داخلية للقولون والمستقيم، وتعكسها على الشاشة؛ حتى يتمكن الطبيب من الكشف وسحب العينات عند الحاجة.
• سحب عينة لفحصها (الخزعة): يهدف هذا إجراء الطبي إلى أخذ عينة من الأنسجة المتضررة وفحصها مختبريًا.
• تحاليل الدم: تساعد هذه التحاليل في إعطاء مؤشرات عن الحالة الصحية العامة لأعضاء الجسم ،ومدى كفائتها في قيامها بوظيفتها المختلفة مثل، الكبد والكليتين.
• فحص المستضد السرطاني المضغي: تطلق الخلايا السرطانية والخلايا الطبيعية المستضد السرطاني المضغي في مجرى الدم، وارتفاع مستويات هذا البروتين قد يكون علامة على سرطان القولون.

اقرأ المزيد عن سرطان القولون

علاج سرطان القولون

توجد العديد من طرق العلاج التي يمكن استخدام أي منها في علاج أخطر مراحل سرطان القولون، والاختيار بين هذه الطرق يكون بمساعدة الطبيب وبالاعتماد على الحالة الصحية العامة للمريض، وسنه وعمره وغيرها من العوامل، وأهم الخيارات العلاجية في هذه الحالة:

1- الجراحة

هي العلاج الأكثر شيوعًا لسرطان القولون، وتوجد العديد من العمليات الجراحية المختلفة والمستخدمة لعلاج سرطان القولون، منها:

• استئصال السليلة: في هذا الاجراء يقوم الطبيب الجراح بإزالة السلائل السرطانية.
• استئصال القولون الجزئي: في هذه العملية يقوم الطبيب بإزالة جزء القولون الذي يحتوي على الورم، كما يزيل أيضًا بعض الأنسجة السليمة المحيطة به، بعد ذلك يقوم الطبيب بإعادة توصيل أقسام القولون السليمة.
• في بعض الأحيان يقوم الطبيب بعمل جراحة لعمل طريق لإخراج النفايات خارج الجسم، ويحدث ذلك في حين تعذر إعادة توصيل الأجزاء السليمة من القولون بعد استئصال القولون.

2- الاستئصال بالترددات الراديو

يعتمد هذا الإجراء على تدمير الخلايا السرطانية بالحرارة، من خلال تعريض المريض إلى درجة عالية من الإشعاعات والترددات الحرارية.

3- العلاج الكيميائي

يمكن أن يستخدم الأطباء بعض أدوية العلاج الكيميائي لتقليص حجم الأورام وتخفيف أعراض سرطان القولون.

4- العلاج الموجه

يستهدف هذا العلاج الجينات والبروتينات والأنسجة التي تساعد خلايا سرطان القولون على النمو والتكاثر، وغالبًا ما يستخدم الأطباء نوعًا من العلاج الموجه يسمى العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة، والتي تقتل الخلايا السرطانية.

طرق الوقاية من سرطان القولون

لا يمكن للمريض أن يقي نفسه من الإصابة بأخطر مراحل سرطان القولون، ولكن يمكنه اتباع بعض العادات الجيدة التي تقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون، مثل:

• الإقلاع عن التدخين، وذلك لأن التدخين من أهم مسببات سرطان القولون.
• الحفاظ على وزن صحي.
• تناول نظام غذائي صحي غني بالفواكه؛ لمنع الإصابة بالسمنة.
• على المريض أن يكون على علم في حال أصيب بهذا المرض أيًا من أفراد عائلته.

في النهاية، أخطر مراحل سرطان القولون هي المراحل الأخير الثالثة والرابعة، وعلى الرغم من شدة هذه المراحل وظهور الأعراض فيها بوضوح، إلا أنه لا داعي للقلق منها؛ لأن يوجد الكثير من العلاجات التي يمكن استخدامها في هذه الحالة؛ من أجل تخفيف الأعراض وتحقيق التعافي.

تعرف أكثر على مراحل سرطان القولون