منذ حوالي 50 عام، كان من الصعب أن ينجو أي طفل من سرطان الدم خاصة في مراحل الطفولة، ولكن بتقدم العلم، وُجدت العديد من العلاجات الفعّالة التي رفعت نسبة شفاء سرطان الدم عند الأطفال، بحيث وصلت إلى 90%. في هذا المقال، نتعرف على نسبة شفاء الاطفال من سرطان الدم، وأهم أعراض ومسببات سرطان الدم عند الأطفال، بالإضافة إلى طرق العلاج
سرطان الدم عند الأطفال
سرطان الدم عند الأطفال أحد أكثر أنواع السرطانات انتشارًا بين الأطفال، وهو سرطان يصيب النخاع العظمي، الذي يعتبر المصنع الرئيسي لإنتاج خلايا الدم الثلاث، وهي خلايا الدم الحمراء المسؤولة بصورة عامة عن نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم المختلفة، وخلايا الدم البيضاء التي تعمل على حماية الجسم من الأمراض عن طريق الدفاع عنه من هجمات الجراثيم والفيروسات والبكتريا، والصفائح الدموية التي تعمل على وقف النزيف عن طريق عملية تخثر الدم.
يحدث سرطان الدم عند الاطفال في سن الـ 18 عامًا أو أقل، ويكون تأثيره على الأطفال مختلف تمامًا عن تأثيره على البالغين، وبالتالي تظهر على الأطفال أعراض مختلفة قليلاً عن تلك التي تظهر على البالغين، ولكن الخبر الجيد أن نسبة الشفاء من سرطان الدم للاطفال تكون أعلى من البالغين.
أسباب الإصابة بسرطان الدم عند الأطفال
عادة ما يحدث سرطان الدم عند الاطفال نتيجة حدوث خلل في الشفرة الوراثية في الكروموسومات، هذا الخلل يتسبب في نمو غير طبيعي في الخلايا داخل الجسم، لا توجد هناك معلومات واضحة ودقيقة عن سبب حدوث هذا الخلل، لكن هناك بعض العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بالسرطان عند الأطفال، والتي يجب أخذها في الاعتبار، مثل:
- وجود اضطراب وراثي، مثل متلازمة داون أو متلازمة لي فراوميني.
- وجود مرض مناعي وراثي.
- نقص المناعة الذي يمكن أن يحدث نتيجة العديد من المسببات، مثل زراعة الأعضاء.
- وجود إصابة عائلية بسرطان الدم.
- التعرض لكميات كبيرة من الإشعاع.
في حال وجود أي من هذه العوامل، وحتى تزيد من نسبة شفاء سرطان الدم عند الأطفال في حال وجوده؛ لابد من الفحص والتشخيص المبكر.
أنواع سرطان الدم عند الأطفال
يوجد نوعين أساسيان لسرطان الدم، وهما:
سرطان الدم الحاد
سرطان الدم الحاد: يتطور هذا النوع من سرطان الدم بسرعة، بالتالي فهو خطر ويهدد حياة الطفل، ففي هذا النوع، يعمل نخاع العظم على إنتاج أعداد كبيرة من خلايا الدم البيضاء غير الناضجة، والتي تتحرك بصورة طبيعية في مجرى الدم، وتزاحم خلايا الدم الرئيسية وتؤثر على عملها، ومن أنواعه:
- سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL).
- سرطان الدم النقوي الحاد (AML).
- سرطان الدم الهجين أو المختلط.
سرطان الدم المزمن
هذا النوع من سرطان الدم يتطور تدريجيًا، بالتالي لا تظهر الأعراض مرة واحدة على الطفل، حيث يمكن للطفل أن يعيش مع المرض لفتره قبل أن تبدأ الأعراض في الظهور، وفيه تكون الخلايا السرطانية المتكونة شبه ناضجة، لذا تقوم بنفس وظيفة خلايا الدم البيضاء الطبيعية. وتشمل أنواعه:
- سرطان الدم النقوي المزمن (CML).
- سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL).
- سرطان الدم الليمفاوي الحاد، هو الشكل الأكثر شيوعًا للمرض والذي ترتفع فيه نسبة شفاء سرطان الدم عند الأطفال.
نسبة شفاء سرطان الدم عند الأطفال
ساهم التقدم العلمي والطبي بشكل خاص في توفير العديد من الخيارات الفعّالة في علاج سرطان الدم عند الأطفال؛ مما نتج عنه تحسن نسبة الشفاء من سرطان الدم عند الاطفال، حيث استطاعات العلاجات الحديثة أن تقتل الخلايا السرطانية الخبيثة الموجودة في الجسم، وفي نفس الوقت، يقل تأثير هذه العلاجات على الخلايا السليمة.
لذا، لا عجب أن تصل نسبة شفاء سرطان الدم عند الأطفال بشكل عام إلى %85 من إجمالي الحالات، في الوقت نفسه أوضحت الدراسات الحديثة أن نسبة الشفاء من اللوكيميا عند الاطفال في النوع الشائع وصلت إلى %90 – %95.
من العلاجات الأساسية التي ساهمت في تحقيق هذه النسب العالية للشفاء من سرطان الدم عند الأطفال هو العلاج الكيماوي، حيث يعمل هذا العلاج على قتل الخلايا السرطانية النشطة، مما يعطي نتائج ممتازة.
مشكلة العلاج الكيماوي أن له تأثير واضح على خلايا الجسم الطبيعية النشطة مثل خلايا الشعر؛ لذا، عادًة ما نجد المرضى الذين يتلقون العلاج الكيماوي يعانون من تساقط في الشعر؛ لذلك حرص الأطباء على توفير العديد من العلاجات الجديدة الأكثر تخصيصًا، والتي تعمل على استهداف الخلايا السرطانية دون التأثير على غيرها من الخلايا.
يستخدم الأطباء معدلات البقاء على قيد الحياة كطريقة قياسية خلال تشخيص الحالة الصحية للطفل، حيث تخبرنا هذه الأرقام عن نسبة الأطفال الذين يعانون من وضع مماثل ولا يزالون على قيد الحياة بعد تشخيصهم، مما يساهم في إعطائنا فهمًا أفضل حول مدى احتمالية نجاح العلاج.
وأظهرت الدراسات معدلات البقاء على قيد الحياة في أنواع سرطانات الدم المختلفة تكون كالتالي:
سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL)
يزيد معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات للأطفال المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد، وتبلغ النسبة حوالي 90٪ من إجمالي الحالات.
سرطان الدم النقوي الحاد (AML)
نسبة شفاء سرطان الدم عند الأطفال الذين يعانون ابيضاض الدم النقوي الحاد مع مرور الوقت تتراوح ما بين 65% و70%، مع ذلك تختلف معدلات البقاء على قيد الحياة اعتمادًا على النوع الفرعي وعوامل أخرى عديدة.
سرطان الدم النقوي اليفعي (JMML)
في هذا النوع من سرطان الدم، تصل نسبة شفاء سرطان الدم عند الأطفال والبقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات إلى حوالي 50%، مسجلة أضعف نسبة بقاء على قيد الحياة بين الأنواع السابقة.
سرطان الدم النخاعي المزمن (CML)
بالنسبة لمرض سرطان الدم النخاعي المزمن، هو مرض نادر عند الأطفال، ومعدلات البقاء على قيد الحياة معه لمدة 5 سنوات تتراوح ما بين 60% إلى 80% بحد أقصى.
أعراض سرطان الدم عند الأطفال
بعد أن تعرفنا على نسبة شفاء سرطان الدم عند الأطفال، دعونا نتعرف على أهم أعراض سرطان الدم عند الأطفال، ولكن ينبغي توضيح أن معظم حالات سرطان الدم عند الاطفال تكون خالية من الأعراض، أي لا يعاني فيها الطفل من أعراض مميزة، بل يمكن الخلط بين أعراض السرطان وأعراض الأمراض الأخرى ، مع ذلك تشمل الأعراض الاساسية لسرطان الدم لدى الأطفال ما يلي:
- الشعور بألم في الجسم.
- الإصابة بالحمى.
- شحوب لون الجلد.
- تكرار الإصابة بالعدوى.
- الآم في الرأس.
- ميل الجسم إلى النزيف من أقل جرح.
- التقيؤ.
- الطفح الجلد.
- ألم في العظام.
- صعوبة في التنفس.
- ظهور مشاكل في اللثة.
- ظهور الكدمات غير المفسرة على الجسم.
- حدوث تضخم في العقد الليمفاوية.
تشخيص سرطان الدم عن الاطفال
التشخيص المبكر للمرض هو من أهم الأسباب التي تساعد على ارتفاع نسبة شفاء سرطان الدم عند الأطفال، وتشكل طرق التشخيص ما يلي:
- فحص الدم الشامل: والذي يكشف عن وجود أي تغير في الحجم أو العدد في خلايا الدم المختلفة، بالإضافة إلى اختبارات الدم الإضافية، مثل اختبارات كيمياء الدم، وتقييم وظائف الكبد والكلى
- التصوير المقطعي المحوسب: وهو إجراء غير جراحي يساعد في أخذ صور داخلية للجسم، يستخدم هذا الجهاز مزيجًا من الأشعة السينية وتكنولوجيا الكمبيوتر الدقيقة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: هوإجراء تشخيصي يستخدم مجموعة من المغناطيسات الكبيرة والترددات الراديوية والكمبيوتر؛ لإنتاج صور مفصلة للأعضاء والهياكل داخل الجسم.
- أخذ خزعة من نخاع العظم: هو إجراء يتم فيه أخذ كمية صغيرة من سائل نخاع العظم وأنسجة نخاع العظم الصلب لفحصها؛ من أجل معرفة عدد خلايا الدم وحجمها، والكشف عن الخلايا غير الطبيعية.
- الموجات فوق الصوتية: وهي تقنية تصوير تشخيصية تستخدم موجات صوتية عالية التردد وجهاز كمبيوتر لإنشاء صور للأوعية الدموية والأنسجة والأعضاء، تُستخدم الموجات فوق الصوتية لرؤية الأعضاء الداخلية أثناء عملها، وتقييم تدفق الدم عبر الأوعية المختلفة.
- أخذ خزعة من العقدة الليمفاوية: في هذا الإجراء يتم إزالة عينة من الأنسجة من العقدة الليمفاوية وفحصها تحت المجهر.
علاج سرطان الدم عند الأطفال
اختيار العلاج المناسب لحالة الطفل ترفع من نسبة شفاء سرطان الدم عند الأطفال بصورة كبيرة، تشمل الخيارات العلاجية في هذه الحالة ما يلي:
- العلاج الكيميائي.
- حقن العلاج الكيماوي مع بعض العلاجات الأخرى بواسطة إبرة في الحبل الشوكي؛ للمساعدة في منع أو علاج سرطان الدم في الدماغ أو الحبل الشوكي.
- العلاج الإشعاعي.
- زرع نخاع العظم أو زرع الخلايا الجذعية.
- العلاج الموجه.
- عمليات نقل الدم.
- تناول بعض الأدوية التي تساعد في منع أو علاج الأضرار التي لحقت بأجهزة الجسم الأخرى الناجمة عن علاج سرطان الدم، والتي تتضمن علاجات الغثيان والمضادات الحيوية.
عوامل تحدد علاج سرطان الدم عند الاطفال
توجد العديد من العوامل التي يجب أخذها في الحسبان قبل البدء في علاج سرطان الدم عند الأطفال؛ لأن الأخذ بهذه العوامل يزيد من نسبة شفاء سرطان الدم عند الأطفال، وهذه العوامل هي:
- عمر الطفل.
- صحة الطفل العامة.
- التاريخ الطبي للطفل.
- مدى انتشار المرض.
- نوع سرطان الدم المصاب به.
- توقعات الطبيب لمسار المرض.
- تحمل الطفل للأدوية أو الإجراءات أو العلاجات.
،في الختام، نسبة شفاء سرطان الدم عند الأطفال مرتفعة للغاية، هذا الأمر يعطي أمل للطفل ولعائلته بضرورة الحصول على العلاج المناسب واتباع التعليمات التي يوصي بها الطبيب مع العلاج، مع الحفاظ على الحالة النفسية للطفل، والتي تساهم بشكل كبير في سرعة استجابة طفل المريض للعلاج والشفاء منه.