يعد سرطان البلعوم الأنفي واحد من أكثر أنواع السرطانات غموضًا، حيث يتسلل خفية بخطى مراوغة وهادئة قبل الكشف عن نفسه، وفي مقال اليوم، سنخوض برحلة لاستكشاف مراحل سرطان البلعوم الأنفي المختلفة التي يمر بها خلال تطوره التدريجي، لتصبح على دراية بالتفاصيل التي يمكنها إحداث الفرق بين الشفاء والمعاناة.
مراحل سرطان البلعوم الأنفي
يتم تقسيم مراحل سرطان البلعوم الأنفي إلى 5 تصنيفات، كلًا منها تحمل خصائص وخبايا جديدة عن ماهية المرض وماذا يمكن أن يفعله، ويمكن معرفة مراحل المرض بالتفصيل في السطور التالية:
1- المرحلة صفر (Stage 0)
وهي المرحلة التي تتواجد فيها الخلايا الغير طبيعية ببطانة البلعوم الأنفي، والتي يمكنها التحول لخلايا سرطانية، وقد يتم انتشارها للأنسجة القريبة.
2- المرحلة الأولى (Stage 1)
وفي تلك المرحلة يتشكل الورم، والذي قد يتواجد بالبلعوم الأنفي فقط، أو قد يتم انتشاره لتجويف الأنف أو البلعوم الفموي.
3- المرحلة الثانية (Stage 2)
تعتبر هذه المرحلة هي المراحل الأولية لخطورة المرض، نظرًا لأنه قد ينتشر إلى العضلات المحيطة بالبلعوم أو للفراغ المحيط به، وقد ينتشر لكليهما، بالإضافة إلى إمكانيه انتشاره بالقرب من الغدد الليمفاوية الموجودة في الرقبة أو خلف البلعوم.
4- المرحلة الثالثة (Stage 3)
هو أحد مراحل سرطان البلعوم الأنفي التي تشتمل الاحتمالات بها على انتشار الورم بالتجويف الأنفي أو البلعوم، أو بالعضلات الواقعة بجوار البلعوم الأنفي، أو بقرب الجيوب الأنفية أو عظام الجمجمة، أو بالغدد الليمفاوية خلف البلعوم أو الرقبة، على ألا يكون حجمها أكبر من 6 سنتيمترات.
5- المرحلة الرابعة (Stage 4)
تنقسم هذه المرحلة إلى قسمين أساسيين، وهما
- المرحلة الرابعة أ (Stage 4A): والتي يكون الورم فيها قد انتشر للبلعوم السفلي أو الدماغ والأعصاب القحفية أو محجر العين أو للعضلة الجناحية الجانبية أو الغدد النكفية، بالإضافة إلى الغدد الليمفاوية بالرقبة أو الموجودة خلف البلعوم على، ألا يزيد حجمها على 6 سنتيمترات.
- المرحلة الرابعة ب (Stage 4B): ينتشر بها الورم إلى الغدد الليمفاوية بالرقبة، والتي يزيد حجمها على 6 سنتيمترات، كما قد ينتشر الورم لعقدة ليمفاوية تحت مستوى الحنجرة، كتلك الموجودة أسفل الترقوة أو أسفل الرئتين أو في الإربية أو بالإبط.
- المرحلة الرابعة ج (Stage 4C): وفيها يكون الورم قد انتشر لأجزاء الجسم البعيدة الأخرى كالرئة والكبد والعظام.
هل سرطان البلعوم الأنفي ينتشر بسرعة؟
تشير بعض الدراسات حول السرطان إلى إمكانية انتشاره بالكثير من الأحيان بشكل ملحوظ، على عكس الورم الذي يصيب المناطق الواقعة خارج البلعوم الأنفي، والتي تستطيع الانتقال حتى تصل إلى الغدد الليمفاوية بمحيط الرقبة.
طرق علاج سرطان البلعوم الأنفي
يمكن علاج مراحل سرطان البلعوم الأنفي باستخدام أكثر من طريقة، يتم الاختيار من بينها حسب حالة المريض والمرحلة التي وصل إليها المرض، ومن أبرز هذه الطرق ما يلي:
1- العلاج الإشعاعي
يعتمد العلاج الإشعاعي على توجيه حزم عالية الطاقة مثل البروتونات والأشعة السينية نحو الخلايا السرطانية؛ للتخلص منها ومنع نموها، ويعد طريقة العلاج الأولية للتخلص من السرطان لفعاليته في علاج الأورام الموضعية، كما يتم دمجه في الغالب مع طرق أخرى للعلاج.
2- العلاج الكيميائي
تتضمن تلك الطريقة استخدام أدوية معينة لاستهداف الخلايا السرطانية بجميع أنحاء الجسم وتدميرها، ويتم إعطاء تلك الأدوية من خلال الوريد أو الفم، كما يشيع استخدامه مع العلاج الإشعاعي بالتزامن، ويعتمد ذلك على نوع ومرحلة السرطان.
3- التدخل الجراحي
لا يتم اللجوء في العادة للجراحة نظرًا لموقع البلعوم الأنفي المعقد ووقوعه بالقرب من بعض الهياكل الحرجة، ولكن أحيانًا ما يتم العلاج بالجراحة بحالات محددة، مثل وجود الورم بمرحلة مبكرة، أو في الحالات التي لم يجدي فيها العلاجات الأخرى، وقد يتم هنا إزالة الورم أو إزالة بعض الأجزاء من البلعوم الأنفي بالحالات الأكثر شمولًا.
4- العلاج المناعي
يتم فيه تسخير الجهاز المناعي بالجسم ليقوم باستهداف الخلايا السرطانية والتخلص منها، وبالرغم من أن هذا النوع من العلاج لا يزال مجالًا للبحث، إلا أنه يحمل الإمكانية للتحسين من نتائج العلاج، وخصوصًا بالحالات المتقدمة أو المتكررة.
هل يمكن الشفاء الكامل من مراحل سرطان البلعوم الأنفي؟
بعد التعرف على مراحل تطور سرطان البلعوم الأنفي، قد يتساءل البعض عن إمكانية الشفاء منه، ويمكن القول أنه يمكن الشفاء التام من ورم البلعوم الأنفي باستخدام العلاج الإشعاعي إذا تم اكتشافه باكرًا، ولكن يصعب اكتشاف هذا الورم في مرحلة مبكرة، نظرًا لنموه داخل جوف الأنف وعدم وجود أي أعراض مميزة عند ظهوره.
ولهذا، يعد من السرطانات الخطيرة التي لا يُشفى منه إلا القليل، وخاصًة أولئك الذين لم يتعدى الورم عندهم الرأس والعنق، وذلك لأن التأخر في تشخيص الورم يعطيه الفرصة الأكبر للانتشار وإصابة أعضاء الجسم الأخرى، بينما يكون من السهل علاجه عند اكتشافه باكرًا؛ لأنه يكون موضعيًا وصغيرًا.
ما هي نسبة الشفاء من سرطان البلعوم الأنفي؟
تختلف نسب الشفاء اعتمادًا على المرحلة التي اكتشف فيها، فيمكن أن تتراوح نسب الشفاء في المراحل المبكرة (الأولى والثانية) ما بين 80% إلى 90%، بينما تنخفض تلك النسب بالمراحل المتقدمة (الثالثة والرابعة)، ويستخدم الأطباء مصطلح نسبة البُقيا في التعبير عن ذلك، وهي احتمالية البقاء على قيد الحياة لفترة زمنية معينة، وتبلغ نسبة البقيا للمصابين بسرطان البلعوم الأنفي بشكل عام وفي المتوسط إلى 61% لـ 5 سنوات، وهذا بصرف النظر عن المرحلة التي يمر بها الورم وباقي خواصه.
في النهاية، وبعد التعرف على مراحل سرطان البلعوم الأنفي المختلفة، اتضح لنا أنه أحد الأمراض التي تحتاج منا لفهم ووعي عميق، فاكتشافه في مرحلة مبكرة سيلعب دورًا حاسمًا في تقليل المضاعفات وتحسين فرصة الشفاء، ولمزيد من الاطمئنان، قم بالتوجه إلى مركز أمراض الدم والأورام؛ للخضوع للكشف والتشخيص المبكر إذا كنت ممن يعاونون من أعراض أو من إحدى مراحل المرض.